|
موسي يعقوب يكتب: وما خفي كان أعظم !
|
وما خفي كان أعظم
بتاريخ 18-10-1428 هـ القسم: أحاديث فى السياسة والمجتمع /موسى يعقوب
على هامش لقاء سرت الحالي في الجماهيرية كان من حظ مراسل صحيفة (الاحداث) السودانية ان يحصل على إفادات وتصريحات من مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني يدور لها الرأس وينفلق الدماغ. ففي الوقت الذي يتهاوى فيه ويتساقط مسؤولو الـ (CIA) في واشنطن وتنفتح نيران جهنم على سجونها السرية في البلاد الاوروبية وتثور ثائرة العالم على معتقل (غوانتنامو) في خليج كوبا يقول السيد مدير الجهاز ـ وبلا مناسبة ـ ان صلات جهازه المتينة بالـ (FBI) والـ (CIA) إضافة الى (البنتاغون) أو وزارة الدفاع الامريكية حالت دون اتخاذ مواقف واجراءات مدمرة ضد السودان ..!!
ثم تكر المسبحة ويمضي الحال في ذلك الاتجاه حتى يقر الرجل بالتحفظ على بضع عشرات من غير السياسيين لدواعٍ امنية، حيث يقوم الجهاز ـ هكذا قال ـ بالتعاون مع ائمة ودعاة بما يسهم في تغيير مفاهيم العديد منهم متخذاً من الاجهزة المخابراتية المصرية مرجعاً ونموذجاً في مثل تلك الاحوال.
انها تجربة (غوانتاناموهية) سودانية يمكن ان تضاف لسجون الـ (CIA) السرية في بلاد اخرى كثيرة وهي في هذه الحالة كارثة بالغاً ما بلغ مردودها وعائدها. ذك انها تضعنا مع فظائع السياسة المخابراتية الامريكية في مصاف واحد، وذلك ما لا يشرف أي بلد عربي اسلامي او (عالمثالثوي) عانى من سياسة امريكا الخارجية وحروبها الاستباقية التي لم تجلب عليها سوى الخسران المبين، ونحسب ان سودان اليوم الذي مارست عليه امريكا بمعلوماتها الاستخبارية الخاطئة فقصفته بالصواريخ واستهدفته بكل الوان العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية لم يبلغ ما هو عليه اليوم من تقدم واحترام للذات والكرامة الوطنية الا باصراره على ان كل ما لا يقتله يقويه ويشحذ فيه الهمة وليس غيره بحال من الاحوال.
ان التعاون والانفتاح على من يستحق امر لا عيب فيه بل مطلوب، بيْد ان طلب السلامة او الاحتماء مما هو مدمر بمقايضة المبادئ والمواقف هو ما يجب البعد والنأي عنه ولو بشئ من الخسارة لا تمر علينا لحظة إلا ونراه يسعى الينا ويقترب منا. فالأمر اكبر مما يمكن دفعه بعلاقة مع اجهزة مذمومة ومقبوحة عند اهلها، غير اننا نخشى ـ وقد قال السيد المدير ما قال وبغير مناسبةـ ان ما خفي كان اعظم ..!
ملحوظة:
الكاتب موسي يعقوب أحد المناصرين بشدة للمؤتمر الوطني
|
|
|
|
|
|
|
|
|