|
ملامح (6)
|
يتواصل المسير/ حثيثا صوب صدر النهر، تجرى موجاته فى إتجاهها المعلن شمالا، لكنها وفى سر إحتفائنا بها، تجرى مع مسارب الروح فى شرايين عشقنا للنهر، صعودا وهبوطا وفى كل اتجاه، حاملة الحياة، الحياة بكل ما فيها من فرح ووجع، إبتسام وآهة، لكنها تظل حياة معمدة بمياه النهر تأخذ جسدها من طينه وتكتب إسمها على صفحة وجهه الحبيب
كدى خلينا فى حكاية العود قلت لى الأحمدين ديل كمان قصتن شنو؟
أبدأ ليك بى أحمد ربشة، وحكايته مع الشدو الرفيع وحميمية لقاءه مع العود
أحمد ربشة يرتدى لونا ذهبيا، هو خليط بين لون الهضبة الشرق أفريقية، وهواء البحر الأحمر وطعم طيبة أؤلئك الأهل هناك
كان حين يحضن عوده، تغنى الروح فيه ويشع الطرب، تلامس أنامله أوتار العود فيغوص عميقا فى حنايانا، يغنى فتتمايل شتلات البن الرشيقة على تلك التلال هناك، وتزغرد أشجار النيم وتتمايل أغصانها راقصة هنا
لكنه ذهب دون أن يودعنا، وفى القلب حسرات ثقال
النجيك لى أحمد التانى
ده جا من عطبرة، مشبعا بصخب القاطرات الهادرة المزعجة، لكنها فى دواخلها تضمر حنانا ليس كمثله، تقرب الأحباب وتأخذ الأوطان معها لتهديها الى أصحاب الشوق والوجد
غاص أحمد شاويش فى معهد الموسيقى، فعلا عشقه للعود، وهو صاحب صوت ساحر جذاب ومتفرد، صوت مميز وشجى، خليط من أبوعركى وعثمان مصطفى أو لنقل بين عبد الحميد يوسف والخير عثمان، يملك حسا تطريبيا تشعر وأنت تسمعه كأنه يغنى لنفسه فقط، وحين يغنى، نعرف أن هناك شيئا يسمى الغناء
اها رأيك شنو، نجى الخميس الجاى معانا الجماعة ونتم النضمى
يا خوى تعالو براكن، انا يوم الخميس مسافر
وين ماشى فى الحر ده، هسه ده جو الزول يسافر فيهو، الاجازة ذاتا قربت تنتهى بعد كده
ماشى ياخى قالو عمك حاج المبارك وقع وكسر رجله
معنى كدى اللوم بلحقنا كلنا
بالله دى حالة دى
|
|
|
|
|
|
|
|
|