إســـــــــــــــرائيـــــــــــــل

Quote: إسرائيليون ليسوا إسرائيليين! رشاد أبو داود ''اسمعي يا إسرائيل - ليس كغريب أتكلم أو كعدو معبأ ضدكم بالكراهية - بل أتكلم كواحد منكم يعرف نهاية الطريق الخاطئة المضللة. إنكم تريدون مثل الذي كان يريده هتلر. أن تكونوا شرطة العالم. لقد راقبتم جلاديكم وتعلمتم منهم الحرب الخاطفة وبشاعات أخرى كثيرة. ما تعلمتموه تمارسونه الآن.. أنتم أبناء عصر الظلم الذي نشأتم في ظلاله''. تلكم بداية قصيدة للشاعر اليهودي الألماني أريش فريد يخاطب بها إسرائيل، يدعي أنه عاصر محرقة النازية ضد اليهود وكان أبوه أحد ضحاياها. كما عاصر المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وظل ضميره الإنساني حياً ليكتب ''قصائد جافة'' يدين فيها الممارسات الإسرائيلية ويساوي بين النازية والصهيونية باعتبارهما حركتين عنصريتين. تحدث في قصائده عن مذبحة قبية ودير ياسين وصبرا وشاتيلا. عن دير ياسين يتحدث كشاهد عيان قائلاً: عندما أرى صورة الشباب اليهودي وهم يلوحون من دون جدوى على أسوار معتقل وارسو، تتأذى عيناي، لكنني لم أر صوراً لأطفال دير ياسين. ويتساءل: هل سمح الجنود الإسرائيليون بتصوير ما حدث أم الضحايا أطفال من نوع آخر؟ قصائد أريش صدرت قبل بضعة أشهر في القاهرة عن دار مدبولي وترجمها الشاعر المصري يسري خميس. الشاعر أريش، ليس اليهودي الوحيد الذي يدين الصهيونية ويحذر إسرائيل من مغبة الانهيار الأخلاقي المتمثل في استنساخ الممارسات النازية ضد اليهود وغرسها في عقول ووعي أجيال اليهود الذين يعيشون في فلسطين. ثمة مفكرون وكتاب وسياسيون يهود يدركون حقيقة المشروع الصهيوني. وهم كيهود، ليسوا ضده كفكرة ''وطنية'' يهودية، لكنهم لا يتفقون معه كونه مورس كفكرة إحلالية، أي ان تحل إسرائيل محل فلسطين والشعب اليهودي محل الشعب الفلسطيني. ومن اجل ''الإحلال'' مارس أقطاب الحركة الصهيونية ''الاحتلال''. واتبعوا نهج الضربة الخاطفة التي وصفها أريش بأنها احد أساليب النازية. كما مارسوا سياسة التطهير الديني بالمذابح - انتقاماً من هتلر! لكن ليس ضد الألمان بل ضد الفلسطينيين، وهم بذلك ابتعدوا عن هدف إنقاذ اليهود الى إغراق ''الاغيار'' بالدم. مؤشرات انهيار المشروع الصهيوني تتالى، لكن المسؤولين الإسرائيليين ماضون في طريق نهايته محتومة، فالدولة التي يديرونها تتظاهر بالديمقراطية وهي ليست ديمقراطية. تدعي رغبتها في السلام وهي لا تريده. توقع اتفاقيات ولا تحترمها. تتحدث عن دولة فلسطينية ولا تريد إقامتها. وكما يقول أريش: الظلم هو الظلم. عنصرية الصهيونية تظل هي العنصرية. كنا قد تحدثنا عن ظهور مجموعات من الشبان اليهود ''النازيين'' الذين كتبوا على الكنس ''الموت لليهود''. وسعى الإعلام الإسرائيلي الى إخفاء هذه الظاهرة. اليوم ثمة ظاهرة أخرى تتمثل في نتائج دراسة للجامعة العبرية بالقدس تفيد بأن المهاجرين الشبان من الجمهوريات السوفياتية السابقة لا يعتبرون أنفسهم إسرائيليين. واللافت ان يهود أوروبا الشرقية هم الذين كانوا في طليعة الحركة الصهيونية وأسسوا عصابات شتيرن والهاجانا قبل قيام الكيان الإسرائيلي من مثل شمعون بيريز واسحق شامير وغولدا مائير واسحق رابين وارييل شارون. فهل إسرائيل ماضية الى حتفها في موكب عسكري نووي قوي؟ وهنا نتحدث عن السنوات بمنطق التاريخ لا بمنطق اليوم أربعاً وعشرين ساعة.