اوراق اثيوبية فى الملينيوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-29-2007, 10:54 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم (Re: أحمد طه)

    اوراق اثيوبية فى الملينيوم (2)
    الحديث عن الزهرة الجديدة ذو شجون، تغشاني وتثير فيّ لاعج الذكرى وتشجوني وسأفرد لها حلقات من أوراقي الأثيوبية لأنها استقرت على قلبي مدينة اثيرة، و حبيبة تستحق الوفاء.
    الأخضر والأصفر والأحمر ألوان فاقعة يتكون منها العلم الاثيوبي، وتحتشد به العاصمة متدلياً من المباني ومتجلياً في ألوان ثريات الشوارع ومرفرفاً على السيارات ومزيناً الازياء الشعبية البيضاء التي تتجلى فيها موهبة الصانع، هذه الألوان الثلاثة تكاد تصرع كل الألوان لتبدو هي وحدها تعني اعتزاز أمة بعلمها، رمز السيادة.
    كان علمنا الذي رفرف معلناً استقلالنا ذا ألوان ثلاثة، لونه الأزرق ماء تجود به السماء مدراراً ويتدفق منساباً بين شطآن أنهار بلادي، ولونه الأخضر زرع في الحقول والبلدات والبيادر، عطاء بلا حدود وجود من الكريم ولونه الأصفر أرض (تقوِّم دخن لو زرعت الحجارة) كما وصف خصوبتها صديقي الشاعر القدال، كل هذا الرونق المفعم بالمعاني، شطب بقرار من الإمام، حجب فيه لحظة الزهو التي توجت سنوات نضال امة، وكانت لحظة الاستقلال ضوءاً في آخر النفق تسابقت نحوه قلوب هذه الأمة واحتفت به للحظة حتى (ضرب البروجي)، وكانت صفعة تعلمنا بعدها أن ندير خدنا الآخر ندعو غريمنا ليصفعنا من جديد.
    السنوات تمثل لحظات من عمر الشعوب ولكننا أمة ادمنت الخيبة والنسيان وصرنا شعباً بلا ذاكرة وبلا وعي قومي، هل شهدتم اعتداد العدائيين الأثيوبيين (السباقين) عندما يتفوقون على كل عدائي العالم (بمزاج) ليقبلوا علمهم في لحظة النصر (بمزاج) بل ويتلفحون به إزاراً يزدادون به فخاراً.
    الأيام التي سبقت الاحتفال بالملينيوم كانت أياماً بألوان العلم الاثيوبي الثلاثة وآلاف الألوان التي تكسو الزهور التي تزين الهضبة وتطل من كل مكان (في البيت، والمدرسة والشارع) وجبين الحسناوات وصدورهن المتقافزة التي تسبقهن وتكاد تطير فرحاً امامهن، الألوان في الهضبة (تتاوق) من القلوب فهي هناك ثقافة مو######## ولوحة تطالع المرء منذ لحظة ميلاده وترافقه حتى رحلته الأخيرة، وأراد الله أن تكون الزهور ثروة قومية بجانب القهوة والموارد الأخرى.
    والشموع هناك بجانب أنها مصدر للضوء إلا أن لها دلالات أخرى، تنقلك بين الكهنوت والطقوس الامبراطورية، وهي أيضاً ترافق المرء من الميلاد وحتى الرحيل وتتلألأ خجولة أمام الصباح عند (قلي) القهوة الصباحية التي قبل أن تكون كيفاً ومزاجاً، هي بخور وعبق يضوع عند تحميص هذه الثمرة العجيبة، وينتشر في الكوخ ليطرد الأرواح الشريرة، وفألاً حسناً يجلب حسن الطالع.
    قبل أكثر من ألف عام وعندما كان أحد الصبية يرعى اغنامه في مكان ما في الهضبة، لاحظ أن اغنامه تنتشي وتتقافز فرحة ويبدو عليها النشاط بعد تناول أوراق وثمار شجرة تنمو (بروس) في المنطقة التي اعتاد أن يرعى غنمه فيها، وعندما يداعبهم بمزماره (الواشنت) تزداد سعادتهم وفرحتهم ولا يخفون سعادتهم وهم يتقافزون.
    أحرق الصبي عوداً من هذه الشجرة ليتدفأ بها من (الزيفة) فاستحسن رائحة أعواد البن والثمار المحروقة، تردد في تناول ثمرة البن المحروقة لأن طعمها وهي دون تحميص لم ترق له، استساغ طعمها لحد ما، فخطر بباله سحنها وغليها في النار ليجرب (حساءها)، وقد كان.
    منذ تلك اللحظة اكتشف العالم القهوة بسبب فضول صبي حبشي، دفعه هذا الفضول (دون أن يقصد) ليضيف للمزاج مذاقاً جديداً من ثمرة انتقلت فيما بعد من بلاده إلى الشاطيء الغربي لليمن السعيد فصارت (مخا) واحدة من أهم مراكز البن لينتقل بعدها إلى البرازيل، ودول أخرى حتى صار له بورصة في هولندا وانجلترا وأمريكا، وصار له أكثر من مذاق، فللعرب قهوتهم التي نسبوها إليهم (القهوة العربية) بالمذاق الايطالي (كابتشينو) أما أدروب فصار قيصراً أكثر من القيصر وارتبط اسم القبيلة بشرب القهوة واشتهر بأنه صاحب المزاج الأول في شرب القهوة بين السودانيين، خاصة عندما يقدم (فنجان الجبنة بي شمالو) يسوى الدنيا بي حالها.
    ولكن الاثيوبين هم الأكثر شهرة بين سكان العالم في الاهتمام بها، وصنعها وتناولها (بمزاج) ولا يكتمل هذا المزاج إلا باكتمال طقوسها الكثيرة وأهمها ايقاد الشموع حتى عندما تكون الشمس ساطعة متجلية بضوئها الباهر، فالشموع بعض من طقوس أخرى منها القش الأخضر، والفشار، والحلوى، والبخور، والزهور، والعطر وأهم الطقوس أن الفتاة أو المرأة التي تقوم باعدادها يجب أن تتزيا بالزي القومي وفي كل ذلك فأل حسن يرافق تناول القهوة، ذلك المزاج الذي يملكون حق ابتكاره حصرياً وتقديمه للعالم ليعدل مزاجه.
    الألعاب النارية مظهر من مظاهر الفرح في كل العالم، ولكنها في أثيوبيا ارتبطت بليلة رأس السنة، فمنذ الثانية الأولى من العام الجديد، تتبهرج سماء الزهرة الجديدة والمدن الأخرى بالألوان والتشكيلات الرائعة يزيدهم ازدهاراً والقاً ويمنحهم شعوراً زاهياً بالمهرجان، وتعيدهم فرقعاتها إلى نهايات القرن التاسع عشر تذكرهم بانتصارهم التاريخي على الايطاليين في عدوه 1896.
    لم أدرك سر حزمة الأعواد الخشبية من شجيرة تشبه (الدهاسير) الذي ينمو بوفرة في منطقة القاش في شرق السودان، لونها بني داكن، يشعلونها كما الشموع عند بداية مساء الليلة الاخيرة للعام الذي يلفظ انفاسه الأخيرة، ويصدر عنها دخان برائحة عطور الأعشاب البرية، يعبق في سماء المدينة مثل الضباب ويجعل من أديس أبابا كأنها انثى (تطبق البوخة) في هذا الجو الرطيب وهو طقس موروث منذ آلاف السنين،ترى لماذا اعواد هذه الشجيرة بالتحديد!!.
    في الأيام التي تسبق الاحتفال بالسنة الجديدة تصير بعض الساحات وشوارع الحارات مثل بعض المناطق في المدن السودانية التي اعتاد سماسرة ضأن الذبيح عرض بضاعتهم للبيع بجلافة، يضايقون المارة وهم يدعونهم للشراء منهم بـ(اصرار والحاح) يدعو للعكننة في اليوم الاول من العام الجديد يتواصل الصوم، أما اليوم الثاني فهو يوم فداء وكرم وشواء، ممزوج بطعم (الطبخ) المصنوع من أفضل انواع العسل الذي تشتهر به الهضبة، بعد أن يخمرونه فلا يمنع التخمير عنه فضول (صعاليك النحل) وتشبث الشمع بقواريره، ويتناوله الجميع، حتى الصغار، فهو بمثابة (الشربوت) عندنا ولا يعتبرونه محرماً والمعلوم أن المسيحية قد جعلت من الخمر مكروهاً لا يحبذ تناول معتنقيها لاي صنف منه وقد استقبل به الامبراطور ضيوفه في حفل الاستقبال الامبراطوري الذي اقامه على شرفهم في قاعة القصر المتاخم لفندق (قيون) والذي بناه خصيصاً لاستقبالهم فيه، ويعتبر المبنى الخشبي الدائري المعروش بالقش واحداً من أهم مرافق الفندق، وتم تصميمه من وحي التراث الاثيوبي وهو مكان أثير عندي اقصده كلما اردت لحظة صفاء وتناول وجبة شعبية (فارهة)، أو شرب القهوة في بهوه الأعلى، هناك للقهوة (مجلس) امبراطوري لا يمكن وصفه، كل ذلك على نغمات الموسيقى الكلاسيكية الحية بالآلات الشعبية التي تتآلف في ود تتبادل النغمات مثلما تتحاور معها الأخشاب التي صنع منها هذا المكان الرائع المحفوف بالأزهار والخضرة والطل والوجه الحسن.
    اصوات (الكبرو) تتشابى من بعيد والكبرو طبل يصاحب الغناء يتفننون في صناعته والضرب عليه والتقافز و(النقزي) على أنغامه يمنح صوته الرزيم للمدينة خلفية تجريدية.. هذه المدينة الصاخبة، النائمة الحالمة بصباح عيد آتٍ (ملينيوم).. عيد ولا كل الأعياد.
    على سفح جبل انتوتو المطل على أديس اببا من جهة الشرق، يموج حي النساجين (شيروميدا) بالزبائن الوافدين من احياء المدينة المختلفة لشراء (زوريا) أو (قابي) أو أي من الأزياء الشعبية البيضاء الناصعة المنسوجة من فتلات القطن الاثيوبي بأنامل (شماني) ماهر يعزف على النول قطعة من القماش المموسق بلمسات من التشكيل الاثيوبي المقبل من عبق التاريخ، متكئ على تراث تشكيلي موروث منذ آلاف السنين، فصباح العيد تزدهي الزهرة الجديدة بزهور بيضاء تضئ شوارعها جيئة وذهاباً.
    فهو يوم الأزياء الشعبية والتكية على كتف الموروث، فسكان هذه الهضبة المورقة أكثر شعوب العالم ارتباطاً بعاداتهم وتقاليدهم منذ آلاف السنين، فهم في أثيوبيا، أو في (الديسابورا) في واشنطن دي سي، يلبسون نفس الأزياء الزوريا والقابي ويتناولون نفس الطعام بأبخرة الطيف والبربري ويتناول القهوة بطقوسها ذاتها، هنا وهناك وعندما يحين الوقت يرقصون دون وعي بالمكان والزمان يركزون ذواتهم في وطنهم الذي يصل حبه عندهم درجة العبادة.
    يهومون في عالمهم الخاص، منه كل الدروب تعود إليه، حتى ولو كان الرحيل عنه على بساط الخيال يظلون أسيري النوستالجيا والحنين والحب الدافئ لوطن رطيب.
    عند دخول شهر (مسكرم) في الاسبوع الأول من شهر سبتمبر تكتمل زينة الهضبة بالزهور ويغلب عليه اللون الأصفر الذي يميز زهرة الأدي شبه المقدسة، اخذت مكانها في قلوبهم لأنها تتفتح فقط في مسكرم فعمرها قصير وحظها من الحب والتقدير وفير.
    على الرغم من الخضرة والغطاء النباتي الذي يكسو الهضبة وجهت الدولة بزراعة 7 ملايين شجرة بمناسبة الملينيوم كان نصيبي من الغرس الوفير شجرة واحدة غرستها بيدي في دار الجالية السودانية تلبية لدعوة سفيرنا في أديس اببا شيخ العرب السفير محيي الدين سالم الذي استنهض ابناء السودان في اثيوبيا للمشاركة في هذه الحملة فلبى الجميع، اسرة السفارة واسر المنظمات الدولية وعلى رأسهم الصديق السفير نورالدين ساتي أمين كرسي اليونسكو والسفير علي آدم من المنظمة الدولية بنيويورك والسفير عبدالرحيم خليل والسفير محمد دياب التحية لهم ولكل السودانيين البهاليل الذين لبوا النداء وغرسوا الأشجار في شارع السفارة وشارع السودان وهو من أجمل وأوسع شوارع أديس وفي دار الجالية، يشد من أزرهم بالغناء والرقص فرقة الحركة الشعبية هناك برعاية السفير أروب، كل ذلك والمطر في مسكرم (جنا الأيام السبعة) يسبغ برحمته الناس والاشجار ويغسل شوارع المدينة ومبانيها العتيقة من ناتج عوادم السيارات المنهكة من الصعود والهبوط في احياء المدينة القائمة على تلال يطل عليها جبل انتوتو فارضاً هيبته التي استمدها من اسم منليك الذي جعله مستقراً له ولاسرته قبل أن تصير العاصمة زهرة وجديدة، هي حكاية أخرى سأعود إليها وكانت ليلة الاحتفال بالملينيوم ليلة في عوالم أخرى سنقترب منها.
    وأواصل..
                  

العنوان الكاتب Date
اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-23-07, 12:17 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم مطر قادم09-23-07, 12:33 PM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم محمد عكاشة09-23-07, 01:03 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Mohamed Elgadi09-23-07, 01:42 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Mohamed Elgadi09-23-07, 01:42 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Mohamed Elgadi09-23-07, 01:42 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم محمد غلامابي09-23-07, 04:33 PM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم صلاح شعيب09-24-07, 01:26 AM
      Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم عواطف ادريس اسماعيل09-24-07, 06:18 AM
      Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Najm09-24-07, 06:21 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-24-07, 02:05 PM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Najm09-25-07, 03:20 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-25-07, 10:20 AM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم Najm09-25-07, 07:36 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-29-07, 10:54 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-29-07, 11:05 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه09-30-07, 10:40 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم محمد غلامابي09-30-07, 06:12 PM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم محمد عكاشة09-30-07, 06:55 PM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه10-06-07, 11:16 AM
    Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم ابو جهينة10-06-07, 11:49 AM
  Re: اوراق اثيوبية فى الملينيوم أحمد طه10-07-07, 10:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de