آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2007, 06:29 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) (Re: مهاجر)

    الفــــصل الســـادس
    ثـــانى الـــفواصــل والـــحـواجـــز
    العســــكريـة الـمســـلحة
    الحكم المايوي ومخلفاته الذرية
    العهد الانتقالى وديمقراطية العدم الثالثة





    التـوأم الـذي تـأخر حملـه ومـيلاده وفـصـاله

    أخريات شهر مايو حارقة وشاويه يسكن فيها الهواء الا من بعض لفحات السموم الكاوية وتصلب فيها الاشجارالا من بعض أوراقها المتساقطة ويكف الناس عن الحركة ويتصببون بالعرق ...
    وأتى الخامس والعشرين من مايو عبوساً قمطريرا
    قيل أن الجيش قد هبّ وقد أحدث أمرا لم يصدق أحد ما سمع .
    لم تكمل الجمعية المنتخبة دورتها !!!
    ولن نتساءل عمن يقطع أوصال الديمقراطية هذه المقاطع الهندسية !! ولن نفصح عما نعلم
    الآن مما هو مخجلٍ ومذر ببعض الأحياء وباعترافاتهم مما يرقى إلى درجة الخيانة العظمى
    ولن نعنى بالاشارة إلى المنفذين ولا إلى من وراءهم !!
    فأن التربص القديم قد لحقه بعض الاستحداث والتجديد وتهاوى إليه أعداء الديمقراطية من
    كل صوب وعنصر الاتفاق الوحيد بينهم هو :-
    الاجهاز على الديمقراطية وقطع الطريق عليها !!
    ولكننا نقول إجمالاً :-
    إن مايو إحدى التوائم تأخر حملها وميلادها وفصالها ....
    وهي من بنات النويا القديمة ولكن ببواعث جديدة تبعاً للتحرك الدولى الجديد .
    وأعجب مافيها الخلط الغريب بين شخوص المنفذين لم يصفها رئيسها وإنما صغت به .
    وقد اشبعها معاصروها بحثاً وتحليلاً وتأملاً وإنتهى...لم قامت ...؟! وكيف ذهبت ...؟!
    لا يعرف السر الا المحركين من وراء الكواليس والا مخلفاتها التى تعتبر هي المرحلة المطلوبة
    منها ومخلفاتها أقرب الأشياء مثلاً إلى النفايات الذرية تلك التى تبث الموت الصامت المنبعث
    من الأشعة القاتلة خصوصاً إذا كانت تدفن في أراضى الطيببن الذين يتحول نقاؤهم إلى سذاجة تبلغ حّد البله فأن الموت يسرى في اجسادهم ولا يدرون !!


    المــخلـــفات الــمايوية

    أخطر المخلفات المايوية ليس الديون الباهظة المتراكمة كما يظن البعض .. لأن لها ألف حلٍ وحل والسودان قطر قوى الاحتمال وسيتمكن من الالغاء والجدولة والرد ...
    وهي اجراءات تمارسها كثير من الدول الآن ممن هم أضعف قدرة من السودان وأقل إمكاناً
    ولعل محاولة حصر هذه المخلفات يورث الكلل والاعياء وعسى أن تنجح المحاولة في الاشارة
    إلى أعمقها اثراً وأكثرها ضرراً وأمحقها خراباً وإن كانت تتنافس كلها في هذه الصفات .
    أىّ إنقلاب عسكرى يوقف مسيرة الديمقراطية في أىّ من بلاد العالم المتقلب ثم يمضى لتعاود الديمقراطية سيرها وقد أصيبت ببعض الاضرار ما يستلزم معه اجراء عمليات ترميم واصلاح وتقويم .وهذا طبيعى وعادى ...
    وقد مر على السودان الانقلاب الأول ...
    وجاءت الديمقراطية بعد ست سنوات ولم يمسها سوء كثير بل استعادت عافيتها ومارست
    صراعاتها المشروعة بعد الفترة الانتقالية مباشرة ... لكن انقلاب مايو ولم يوقف المسيرة
    الديمقراطية فحسب ...
    ولم يقطع عليها الطريق فقط .. لكنه : -
    (أ) غاص في البنية الديمقراطية
    في عمقها ولم يكتفى بتمزيقها .
    (ب) لكنه قتل منابت الشورى
    في الحقول البشرية السودانية .
    (ج) وأمات الثقة في نفوس الافراد .
    (د) وأحرق النسيج الاجتماعي والسياسي .
    (هـ) وإمتهن العلم بتسخير العلماء .
    ( و) وأستخدم الكفاءات لخدمة اغراضه وتبرير مايفرزه من لغو وهذر .
    (ز) أباد الروابط المختلفة التى تشد أجزاء الأمة إلى بعضها ليستوى باستواءها شعب واحد متين البنيان .
    (ح) نكلّ بكل المقدسات وعلى رأسها الدين .
    (ط) وأفرغ الانسان من دوافعه الذاتية وأراد أن يخلق منه مستكيناً تابعاً يأتمر بما يصدر إليه كالمسحور والمأخوذ .
    ( ى) مسح تاريخ الأمة وماضيها كله ... واتخذ له تقويماً يبدأ بمولده .
    (ك) أخذ بمنافذ الحياة و " المعايش " يعز من يشاء ويذل من يشاء إلا من رحم الله
    بتفكيك أواصر الأمة وعجنها واعادة صياغتها كهلامٍ مطواع لاحول له ولا قوة .
    (ل) إستسلم للانانيا وهي في أضعف حالاتها ووقع معها إتفاقية الحكم الذاتي دون أن
    تسبقها دراسة شاملة تحول دون ردود الفعل التىى تردّت فيها أخيراً وأسلمتها للتمرد الحالى .
    (م) لذا فشلت كل محاولات الوصول إلى حل المشكلة في الجنوب بل جعلت عدوى التمرد والانشقاق تنتقل إلى أماكن أخرى متخذة رمز المشكلة في الجنوب مثلاً يحتذى ومسلكاً بطولياً ناجحاً ويستحق .
    (ن) أسكره البطر واغراه ... الهلام المطواع ... والهاء الجنوب بأتفاقيته .
    فوضع قوانين وتشريعات اسماها الشريعة الاسلامية وإلحق بصلبها كل مايخطر على بال من القوانين المقيدة للحريات والضوابط التى تصون النظام حتى من الاشارة بالبنان !!
    ولم يبق لمواطنى الشمال والجنوب إلا مساحة ضيقة يتحركون فيها داخل ذواتهم .
    وأنبت للاسلام أظافر ألبسه هيئة غول شوهاء منفرة طار منها غير المسلمين فزعاً وامتدت منها حيرة المسلمين إلى ألف عام ..
    يبحثون عن حقائق دين اعتقدوه رضاً واقتناعاً ويرونه الآن قسراً وارهاباً وبتراً وقتلاً واغتيالاً للمجتهدين ... وإماماً جائراً تشترع له بيعة الانفس والناس والثمرات بسلطة الترغيب والترهيب !!
    *وليبحث الناجون من النار عن جبلٍ يعصمهم من اللهيب !!
    أكبر هدية تقدم لقرار خط العرض العاشر لو تنفع الذكرى وأضخم تحفة يتحف بها مجلس
    الكنائس العالمى واعظم مبرر يمنح للذين يريدون القطع والانفصال ...

    وأروع نتيجة لقانون المناطق المغلقة ...
    ميادين فسيحة للمناورين من كل نوعٍ ووقت ولون يجد كل منهم فيها مبتغاه بلا تحفظ وخجل . فأى فرصة ذهبية نادرة ولن تعوض وكانت بيد الشمال المستكين لا بيد " ملوال " المسكين فالتقفها شاكراً.
    هذه ثلاث قبور لنفايات ذرية سامة ....
    تنفث فناءاً هادئاً بطيئاً يكتسب ديمومة الخلود بالوصول إلى الاولاد والاحفاد وما يلدوا
    وتنتظر الجنين ....
    وعلاجها صعبٌ ..... صعبٌ ...... صعب.
    ولكنه ليس مستحيلاً
    نطسّه الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ويؤمنون أنها لم تخلق باطلاً وترياقه الاء الله التى لم يكذب بها عباده الذين لم يختلط عليهم حابل الباطل بنابل الحق .
    * إكتفى المراقبون بهذا الانجاز من المرحلة المايوية وتمنوا نهايتها أو قرروها وفي بعض الروايات
    انهم تابعوا بعنايتهم ماتخلف عنها ....
    وتتبع بعض الظواهر يشير إلى ذلك ...
    كان واضحاً أن ضباط الجيش من الرتب المتوسطة والصغيرة يصرون على الثورة المندلعة
    ومواكبة شعاراتها وتحقيقها كاملة لتغيير حقيقي يرقى إلى مستوى الشعور العام ويحقق اغراضه في حين أن الرتب الكبيرة كانت موزعة بين الاستجابة لثورة حقيقية لم تكن تفكر فيها وبين إنتظار ماتسفر عنه الاحداث ...
    عمر الطيب ... نائب الرئيس ورئيس جهاز الأمن يبدو كما لم يكن يفهم شيئاً مما يدور .
    جهاز الأمن الاقوى تسليحاً وأكثر عداءاً للتغيير يقرّ في ثكناته مترقباً .
    نميري يعود إلى القاهرة ويبقى فيها ...!!
    القائد العام يلقى بياناً يعلن فيه إنحياز الجيش لثورة الشعب بتشكيل مجلس الثورة من كبار
    الضباط برئاسة القائد العام ... كأنما مايو كلها محصورة في شخص رئيسها !!
    يبدأ الشد والجذب بين مجلس الوزراء وقادة التغيير الذي لم يُغير ولم يتغير .
    ويتوزع الشارع السودانى ....بين احترامه لشرعية انتقالية ودوافع ثورته التى ارادها !! ومثوله في الانتخابات ...
    ويبدو كل شئ ساكناً فطيراً باهتاً يدل على إن هناك شئ لم ينضج ولابد من إعادته للنار !!
    وادت كل هذه الابواب والمنافذ إلى ما تلاها من مراحل لم يتغير فيها الا أسم مايو
    بقيت كل مسمياتها وشخوصها وفلسفاتها تلتحف بأسماء جديدة تناسب واقع الحال ...
    وتتهيأ للدخول في مهرجان الانتخابات القادمة مع الداخلين بسلام آمنين ..

    مــدافن الاشــعـاع الـذري تنفــث ســمها

    وتبدو مدافن الاشعاع الذري تنفث كلها ببطء يتزامن مع الاحداث إذا فترت ويتسارع معها إذا هرولت تبعاً لهندسة الذين يمسكون بمفاتيح الحركة للمرحلة الحالية ... وهي أحدى المراحل المفصلية التى تربط في مرونة بين الهراوة العسكرية البائدة وما يستجد من إسلوب الديمقراطية المدينة الجديدة ....
    وبينما تخفت اصوات الانتفاضة شيئاً فشيئاً .... وقد بح صوتها ... تتبدى على مجال الرؤيا ... عدة ظواهر محيرة ... يجعلها الاشعاع غائمة ... المرأى معتمة الصور ... لا تعكس الا مزيداً من الحيرة ...

    الظـواهــر الـمحيـرة

    (أ) أولى الظواهر تنعيم الرئيس القائد بالتمتع بحق اللجوء السياسي الفاخر في مصر !!!
    ولعله أول طلب تستجيب له مصر من السودان وهو قبول يخالف رؤياها في طبيعة علاقتها
    مع السودان بأعتباريه الوادى الواحد .. كمن يفر من الخرطوم لاجئاً ومستعصماً بامدرمان
    فيجد قصوراً وحبوراً وملكاً كبيرا .
    (ب) ثانية الظواهر المحيرة الاستئساد على حفنة من أعضاء مجلس الثورة السابقين لايتجاوز
    عددهم أصابع اليد الواحد ...تشكل لهم محكمة مدنية ، وتوجه لهم تهمة باهتة مترددة ... تفتقد الحمية والحماس ... - مخـالفـة الـدسـتور - وعندما تجرى المحاكمة يكن فارسها الممغوار وبطلها بلا منازع أبو القاسم محمد ابراهيم فقد ثبت على موقفة ، وانتزع الكاميرات من منصة القضاء ومثل الدفاع والهجوم حتى اقلعوا عن تلفزة الجلسات ... كان شجاعاً ومتحدياً حيث

    جبن الشهود الذين طلبهم وهربوا من مواجهته .وكانوا آنذاك يشار لهم بالبنان وهم في عليائهم
    لا ئذون ولا يتذكرون فلربما لا يتذكرون ولم يسدل ستار الحيرة تماماً ولكنه ازداد قتامة وإظلام !!
    (ج) ثالثة الظواهر موقف الجمعية المنتخبة من قوانين سبتمبر وهو الموقف الذي تجمد فيه المشهد وظل متشبثاً بالخشبة حتى أتته هراوة تسعى على ساقٍ بلا قدم ...
    تكاثر الحديث والتعليق وكثرت الاطروحات وقدمت البدائل في صيغ متعددة كل حزبٍ
    له زاوية ينظر منها ، وله تفسير يعتمد عليه ولكل زاوية أبعاد ...
    ولكل تفسير دوائر تضيق وتتسع في مطاطية تأباها النصوص ويرفضها التأويل ...
    ولم يكن شرع الله يوماً ساحة للمناورة ...
    ولم يكن عرضة للاهواء السياسية ....
    ولم يكن حدوده تحتمل أوجه التبديل والتأويل ...
    ولم يكن تفسيره اجتذاباً لرضى أحد الناس أو إغراءاً لمحارب أو مصالح ...
    وهو " عقيدة " لايأتيها الاحتمال ولا يتطرف إليها الشك ....
    والناس كل الناس في شرعها فريقان : -
    من شاء فليؤمن ... ومن شاء فليكفر .
    " ولا إكره في الدين فقد تبين الرشد من الغى "
    ولكن قوانين سبتمبر قد إلحقت بها الاذى وجعلت منها سيفاً مشروعاً لايترك للخيار الرشد
    من سبيل ... وكان تطبيق القوانين مثاراً للضحك والبكاء وكان ضحاياها ... خبط عشواء...
    وكان قضاتها كمحاكم التفتيش المسيحية في العصور الاوسطى
    يكفّرون .... ويقطعون .... ويصلبون .... ويقتلون ...
    لذا كان لابد ممن إلغائها فوراً إثر سقوط النظام
    ليؤمن من يشاء على بينة ويكفر من يشاء على بينة .
    وكيف كان الناس في السودان قبل وضعها ؟!
    والمجئ بأمامها؟! وسيفها ونطعها ؟!
    ألم يكونوا على هدىً من ربهم ؟! ألم يكونوا مسلمين ؟!
    ولكن نفث النفايات هاهنا ... كان أشد من فيح جهنم ...
    وكان مهندسوا المرحلة يفتحون أكبر صماماتهم وهي تكاد تميز من الغيظ .
    فأن مرحلة الديمقراطية المدنية تؤذن بالانتهاء وبالرحيل . ويسدل الستار على آخر ما يمكن
    أن تصله نجاحات مؤتمر برلين وتوابعها .
    وستأتى الهراوة العسكرية لتحسم آخر الرواية فصولاً ... ستهوى على خط العرض المعنى مؤذنةً بآخر مراسم الفصل بين شمالٍ عربٍي إرهابيٍ متسلط بالاسلام ..
    وجنوبٍ زنجيٍ مضطهد مهيض الحقوق شقي بالمسيح !!
    أجل ... لن تكون الصورة في إطارها أبشع من هذا المنظور
    ولا يمكن أن يقدم للعالم مبرر أقوى وأوضح إختلاف شمال السودان عن جنوبه ...
    ولا يمكن التفريط في هذه الفرصة النادرة التى لن تتكرر !!
    لقــد أسـمعـت إذ نـاديت حــيا

    * لو إشتدت رواجب السلطة المنتخبة المرتعشة وهي تمسك بهذه القوانين وهي موزعة بين
    - إمساكها على هون .
    - أم تدسها في التراب !!
    لو إشتدت قليلاً بعونٍ من الله رب عيسى وموسى ومحمد .... لو سرى الروح القدس في
    ذراعها لطوحت بها بعيداً ورمتها برمى الله ... ورمت برميها كل ما اعترى العقيدة من تشويه وما مس الايمان ممن إهتزازوما لحق اليقين من تردد وما شاب الانسان ممن حيرة ...
    مسلماً كان أم مسيحياً أو ليس له دين على الاطلاق لو فعلت هذا لأبطلت حجةً كان المتربصون يقولون عليها كآخر سهم يراهنون به على رميةٍ يتعقبونها مائة عام .
    استنفذوا في سبيلها كل الحيل ، وكل التعلات وركبوا إثرها كل صعب .
    كلما إنطفأت لها نار أوقدوها ..وكلما احتاجت ضحية قدموها ...
    ولكن إرادة الله متابعة شئون تتبدى ولا تبتدئ ...
    فسبقت هراوة الفصل ، وقد كانت سابقة للعزل في سابق علمه ليعلم المجاهدين والصابرين
    وهو فوق كل ذى علمٍ عليم .
    * ومازال الشعب السوداني يحظى بقدرٍ من الحظ قليل ...ولكنه كاف وشافٍ إن أحسن استعماله ... وحرص على الاستفادة من تجربتيه المريرتين....
    لقد عوقت الأولى مسيرته الديمقراطية ، وحطمت معدلاتها وعرّتها لريح اليسار...
    ولكن لم تنجل عن غثاءٍ أحوى ... أو عصفٍ مأكول أو أعجاز نخلٍ خاوية !!
    بل وقفت مروءته رغم وهنه وجراحه ....
    يرود طريقه المألوف بحثا عن تراضيه من خلال ديمقراطيته التى لم يعنيه عنها حكم النظرية ولا سلطة الطبقة ولا هيمنة الفرد .. في مراحل مايو الثلاث . وحاول من جديد ... لكن :-
    الخلط كان أكبر من الفرز .
    الاحلال أكبر من العزل .
    والتطهير أعجز من التكدير .
    والتغيير أصعب مما جاء به البديل .
    كان الترياق مصلاً قاتلاً يحمل جراثيمه الحيّة فلم تمكن الجسد الديممقراطي من حصانة التطعيم بقدر مازادت علته وإهتراءه ... كان معيارها ناقصاً ... ودواءها من ذات الداء
    كانت إنتفاضةً وارتعاشا ولم تكن ثورة وكنساً وبناء ولم يكن المولودالضرب ذكراً معداً
    لحمل أكليل النصر ... للحرب الطويلة ... ولا النتاج الحقيقي لعض القضية بالنواجذ ...
    ولكن وضعتها الانتفاضة أنثى وتمخضت على غير ماتشتهى
    " وليس الذكر كا لانثى " ومرّ الغد الموعود ...كالأمس ... والأمس قبله ...- لاشئ -
    فأن الشبه بين يوم الانتفاضة وبارحتها ... كان كبيراً ...
    فقد سممى المبنى الروماني ب " الجمعية التأسيسية " بدلاً من " مجلس الشعب " !!
    وجلس أعضاؤها .....أعضاؤه بمسميات الاحزاب بدلاً من الاتحاد الاشتراكى
    وكان الله يحب المحسنين !! فقد كفى المؤمنين شر القتال ...
    ولم يخفى هذا الثوب الهرئ سنحة النظام المايوي أهلوه ومنظريه ...
    ومعاديه ومصالحيه بعد قتال ... وضم أيضاً قلة من قتلاه ...
    وماكان لمثل هذا أن يجب ماقبله أو يقطع أوصاله فهو كل هذا القبل ...
    قفز على بعضه منقضاً مستحوذاً ومستأثراً وما أعياه القفز ولا الانقضاض ...
    والمنُقَض والمنقض عليه كانا فرسى رهان في زلف الدمار المايوي ثمانية أعوام حسوما ...
    وهما يعرفان بعضهما كماً وكيف ... دعوةً وادعاءا ... صحوةً وبيعة زور !!!











    بداية صفحة 261صوره لمجلس الشعب
    وبهذا تستوى قمة الهرم المايوي على قاعدته المتأكلة شاهدةً على ربع قرن من الزمان
    أجدب من القحط .
    وأحرق من المَحَل‘ .
    وأظلم من الظلم .
    وأعتم من الظلام .
    ربع قرن تداوله ثلاثة عهود لم يحاسب فيها أحدٌ أحد ولم تتضح فيها معالم الاقتراف إلاّ على
    مرفق البلاد . ولم يدفع ثمن التعاقب المميت إلاّ شخوص الأمة وأفراد شعبها فقراً ومرضاً وافزاعاً لروحها المعنوى وسحقاً لإنسانها جسداً وروحاً وعقلا . وسداً هائلاً أمام طريقها الديمقراطي . واسلوبها الجماعي وطمساً لتاريخها وتشويهاً منقصصاً لذكرياتها ... وحيرةً ماحقةً في دينها ودنياها ... ولازال تبادل الوعد والوعيد بين ذات الاطراف المايويه !!
    ولازال التراشق بينها باللغة المشتركة بين الفصائل التى تداولها ذلك النظام في رحلته الوبيلة من اليسار إلى اليمين . ولازالت يراودها الحكم القديم في القفز إلى المستقبل مادامت تتحلى بالقدرة على الانتظار باخفاقات الفصيل الحاكم الآن ... والرجاء في احدى غضبات الشعب المعهوده !!

                  

العنوان الكاتب Date
آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:18 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:20 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:23 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:27 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-10-07, 09:55 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-11-07, 02:35 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:16 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:33 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-13-07, 07:55 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:09 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:21 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) خالد المحرب03-13-07, 10:33 AM
                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:46 AM
                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 11:13 AM
                            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 06:02 PM
                              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-14-07, 06:06 PM
                                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-20-07, 10:59 AM
                                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:22 PM
                                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:26 PM
                                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-27-07, 09:15 AM
                                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-28-07, 06:19 PM
                                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-31-07, 04:19 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس03-31-07, 07:23 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira04-01-07, 05:45 AM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:41 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:13 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس04-01-07, 03:53 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:00 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:22 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:29 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:13 PM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:18 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-13-07, 09:03 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-16-07, 10:00 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-20-07, 09:21 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:08 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:16 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) الصادق صديق سلمان07-01-07, 09:30 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-02-07, 04:12 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-07-07, 10:20 AM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:11 AM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:31 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:46 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 05:19 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 09:51 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 10:18 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:09 PM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:28 PM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:11 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de