آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2007, 09:15 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) (Re: مهاجر)

    الـفصـل الخـــامــس


    مشكـلة الجـنـوب
    الجـذور النشـأة والتطــور

    الثقل النـوعي للقطــر الســوداني

    * أن إستراتيجية المكان
    * وثراء الإمكان .
    * والاطلال على المعابر المائية .
    تضع السودان في مقدمة الدول الافريقية حيث تتقاطع في مساحته الرحبه خطوط الطول السياسي وخطوط العرض الاقتصادي . وتمتد منه دوائر التأثير والتأثر إلى المحيط الهندي شرقاً والاطلسى غرباً وجنوباُ . وهي تمثل كثيراً دور القلب في افريقيا ..تصب فيه الأوردة من جميع أنحائها مما يكسب المكان ضرورة الاعتبار الذي لايمكن تجاوزه ولا إغفال دوره ولاتهميش تأثيره ...
    ويعطي المكان قدرة الأخذ والعطاء في تبادل المصالح المشتركة في أوسع مداها على مستوى العالم بما لايكفي الاستغناء عنه أو إهماله فضلاً عن أنه موصل جيد للمعارف الحضارية تلقياً وإرسالا.... لاكجسر معلق للمرور ولكن كماعون حي تتفاعل فيه الثقافات والعلوم والمكتشفات ثم تسرى على امتدادته المختلفة مما يوسع دائرة المشاركة ويقوي عرى الترابط الانساني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً .
    على مستوى مسئوليته الجسيمة التي تمليها إستراتيجية مكانه الفذ... وثروات إمكانه الوفره .
    هذا التعريف للثقل النوعي للقطر السوداني هو الذي جعله عرضة لدوامات العواصف
    وملتقى الاعاصير الوافدة من قديم المطامع وجديدها .
    وخلقت منه ميداناً يتعارك فيه أقطاب العالم علناً حيناً وخفيةً أحيانا ..
    كما وإن ذات التعريف أكسبه حصانة ومنعة أعانتاه على الصمود والاحتمال
    فلم يتهاوى ولم يتداعى ولم يتمزق ولم يسقط ...
    ولايزال يحتفظ بكل خصائصه التى أضيفت عليها التحارب التى مر بها ولم تنل منه كثيراً من الخبرة ومزيداً من الحكمة مما يمكنه من اداء دوره المرتقب بمزيد من الدراية والحنكة ...
    فهو لايبحث عن الذات لأنه لم يفتقدها إنما يسعى لتحقيقها ...



    مخلفـات الحـكم الثنـائى كثيـرة ومتنـوعة

    هناك توائم سبقت الاستقلال السوداني في الميلاد وعندما رأى النور في بداية النصف الثاني
    من القرن العشرين كانت التوائم تدرج في الساحة السودانية تشب عن الطوق .
    وتتخذ لها موقفاً يجعل الاستقلال في موقف المدافع عن نفسه ، الساعي لاثبات وجوده
    وأحقيته وأهليته للحرية والاستقلال .
    موقف صعب وامتحان عسير تعين فيه على الوليد الجديد أن يخرج من رحمة شاهراً سلاحه
    مئتزراً بدرعه .... ومنخرطاً لتوه في ميدان حرب مفاجئة ...
    لم يعد نفسه لخوضها ...ولم يسعفه الوقت للاعداد لها أومزاولتها فضلاً عن معرفة منشأها وصانعيها وعندما إنتصر عليها بمعجزة خارقة تخضب بنزيف دموى صار وشاحاً له ... اربعين عاماً هي عمره .كلها إستنفاذ لقدراته ... وإستهلاك لفتونه وشبابه ...
    مع توائم الانقلاب العسكرية ... التى إستعملت كقواطع فاصلة للمسيرة الديمقراطية خلقت منها ثلاث جزر منعزلة لازال وصلها واتصالها يشكل عنتاً وأرهاقاً للاجيال الشابة ويضاعف من حجم المسئوليات المنوطة بها الآن وهي تباشر آخر الحلقات والاطواق !!
    كانت مخلفات الحكم الثنائى كثيرة ومتنوعة ..
    لازالت تواكب بآخر أنفاس الدفع الذاتى ... وكانت صعوبات الارساء الديمقراطي .
    وتثبيت قواعد الشورى والمشاركة أكثر صعوبة وأزخر تنويعاً ..
    ولو لم تتغلب فترة الطبع على مشقات التطبع في ممارستها المجزاة ، لما أمكنها وهي في شرخ
    شبابها وحداثة سنها أن تظل صامدة إزاء كل مااعتراها من صعاب وماواجهت من حروب
    وما وضع في طريقها من عقبات ... ولاتنئ تثبت في كل حالتى تغيبها بعقوق ابنائها تسللاً وليلاً وجحوداً في رائعة النهار . بوفاء كل ابنائها ثورة .. وإصرارا .
    تثبت أنها أصالة الخليقة الدالة على الذات السودانية والتي تشكل كل دوافعها ونوازعها .
    وتكسبها توازن العقل والروح . وهو التوازن الوحيد لبناء الأمم وعمارة البلدان وقوام الانسان وصناعة التقدم ونعمة الاستقرار
    الـجوع الديمقـراطي

    الجوع الديمقراطي ...
    حاجة ماسة مسعرة ..
    تطال بسعارها الاجسام والارواح والعقول ...
    ولايتم اشباعها إلا بممارسة الجرعة العبقرية .
    ثلاثية المقادير :-
    التلاقي ...
    الحوار ..
    التراضى !!
    هذا الجوع يعاني منه شمال السودان مثل جنوبه ويعانيه شرقه كما يألم له غربه ...
    وكلهم في هّمة سواء ... وأن تفاوتت درجات الواقع ، وتلونت أساليب الافصاح بمكونات كل جهة على حده ونوعية التفاعلات في محيطها ... ومدى تعرضها للمداخلات الأجنبية الوافدة عليها .ومزكيات الصراع التى تحاول الانحراف بماهية الجوع الديمقراطي فتصبغ عليه أسماء من صنعها وتقوده في مسارب تجنح به بعيداً عن مبتغاه وتصيبه بالآلف العلل ... الانقياد فيقاتل نفسه ويحرق أرضه ويأكل بنية وماوله وينتحر !!
    من أطول ماعاشته هذه الظاهرة الصناعية وأكتسبت به زخماً إعلامياً أسدل ستراً كثيفة على حقيقة حجمها وطبيعة تكوينها ومنشأها التاريخي وإستعصائها على العلاج وهو :-
    تلك الظاهرة المحيرة التي إندلعت فجأة صبيحة الثامن من أغسطس عام 1955م أتخذت لها
    موقعاً من مدينة "توريت " في الجنوب ..وأخذت لها شكلاً في تمرد الحامية العسكرية هناك
    وأخذت لها أسلوباً في ابادة الشماليين ضباطاً وعساكر ومدنيين ..
    وأتخذت لها منطلقاً من الاستوائية . وأتخذت لها قاعدة من بطون قبيلة الفرتيت .
    ورفضتها بحر الغزال وأعالى النيل . واستهجنها العقل السكاني ممثلاً في النليين قاطبة :- الدينكا ..... الشلك ....... النوير
    بل وحافظوا على الأمن والنظام في كلتا المديرتين توجساً وخفية ولم يكن ثمة مايدعوهم
    لذلك حسب رواية الاخ " قوردون موردات" الذي كان يشغل وظيفة في السلك الاداري
    وكان له دوره الوطني المرموق آنذاك .
    لايعنينا الآن تعداد ضحاياها ، وتكاليف إخمادها وماأعقب ذلك من استجوابات واعترافات
    ومحاكمات ولجوء شارتها إلى الادغال للابقاء على جذوتها ونزيفها المتقطع .
    لايعنينا كل ذلك هنا الآن .
    فهو محفوظ بكامل هيئة وتفاصيله في الوثائق المدونة لتلك الفترة ولذلك الحدث المباغت الخطير
    كل الذي يستدعى الاهتمام والامعان .
    هو هذا التوقيت الجهنمي في الفترة الحرجة والفاصلة من تاريخ البلاد والذي كان من الممكن
    أن يؤدي إلى أوخم العواقب ... أقلها .. الانهيار الدستوري .. والفراغ وملء الفراغ ..
    فكلتا دولتي الحكم الثنائى تحسان بالقلق إبان فترة الحكم الذاتي وسرعة إكمال السودنة ولديهما إحساس مشترك بأن هناك مايخرج عن طوعهما معاً !!
    ولا ينتمى لارادة أحدهما دون الآخر بل يفرض وجوده بقوة .
    ويعد لاستقبال جنين مجهول لكليهما .... وقد آذنت لحظة مخاضه بالاشراق ..
    ويتحلى مستقبلوا ذلك الجنين أهله وذووه باليقظة والثبات والثقة مما أذهل الاطراف الثنائية المنسقة حيناً المتجاذبة أحياناً ..وهم يشهدون أهل الحل والعقد يقودون سفينتهم عبر العواصف والانواء باقتدار الربان الحكيم…
    وكان بأسم الله مجراها ومرساها واستقرت على التاسع عشر من ديسمبر 1955م .
    واستقبل الوليد المنتظر وعلى بشرته الغضة انطباعات من جراح مارس 1954 م.
    ومعالم من طريق هدف . وخضاب من دماء الثامن عشر من أغسطس 1955م .
    وعندما دوت صرخة إهلاله في العام الجديد كان مزيجاً من بشير ونذير وظلت الجذوة المختبئة بالغاب تزكوا أوله وتخبوء تبعاً لجرعات وقودها ومحاولات مموليها من الخارج .



    الكـباكا مويتســـا

    ولو خلصت العناية لقادت خطى البحث والتقصي إلى أبعد من قانون المناطق المغلقة عام 1922م وأعمق من دالة على عبد اللطيف " و" عبد الفضيل الماظ " في اللواء الابيض عام 1924م .ولساقها الوشم التاريخي إلى حضرة " الكباكا موتيسا" في أوغندا وهو يأنس بالوافدين إلى بلاده من زنجبار وبالزائرين لبلاطه من الخرطوم ويتأمل في ارتياح عناقهم في اللقاء وسلوكهم في البقاء ويكاد يغسل إحدى يديه في مياه المحيط الهندى ويمسك بأحاهما حفنة من رمال الصحراء الكبرى ويحس في اعماق ذلك الروح الذي يعمر القادمين عبر البحيرات ... واولئك الآتين عبر المستنقعات والسدود وهم ينسجون نسيجاً رقيقاً من المحبة والسلام ويتمنى أن يضم هذا النسيج مملكته تقتل فيه الزمن وتبدد له المجهود فيطرح خارج مركز القرار إلى هامش الحيرة والضياع وبذات الرقة والمحبة والسلام .....
    وما كان الكباكا يدرى ...
    وماكان حاضراً مؤتمر برلين الذي عقد لتقسيم افريقيا بين الدول الاوربية عام 1885م وماكان يدرى أن نشر المسيحية والحضارة الاوربية من أهم مقررات ذلك المؤتمر..
    وما كان يدرى بالقرار القاضى بايقاف التوغل العربي الاسلامي عند حاجز يخترق القارة من شرقها إلى غربها موازياً لخط العرض 10 شمال خط الاستواء .
    ولم يلحظ الكباكا الا أخيراً كيف تنعم الارساليات المسيحية بحماية الدول الاوروبية ودعمها
    وتأييدها وتمعن في المضايقة والتضييق على الوافديين عبر طريقي الشرق والشمال فلملم
    الرجل إنسيال عواطفه وقلص ميوله التي كادت تصل به إلى إعتناق الاسلام..
    وترامت على مسامعه مالحق ب " حامد بن جمعة المرجبي " في الكونغو ..بعد أن نجح تجارياُ وإستقر سياسياً وأثرى أجتماعياً وآمن نفوذ سلطان زنجبار بين 1870م -1886م . حيث طرد مجرداً من كل ما يملك . وساعد البريطانيون البلجيك في تملك الكونغو جميعاً وسمع هدم المساجد وإضهاد من أسلم من أهل البلاد ورأى بعينيه حدة الصراع بين بعثات التبشير المدعومة والتجار المسلمين العزّل ..وحاصره " غردون " و "بيكر " حتى إستلامنه آخر لرغبات والميول في الدين الذي إستهواه والشعوب التى وفدت إليه والطرق التي أدت مملكته
    وهكذا كان عزل المساحة بما عليها جنوب خط العرض " 10 " سابقاً لقرار المناطق المغلقة
    في السودان بما يقرب من الأربعين عاماً . وقد بدأ بتشكيل قوة عسكرية بأسم " الفرقة الاستوائية " لتحل محل الحامية الشمالية 1917م وتشجيع البعثات التبشرية المسيحية ورعايتها والتعاون معها . وفي عام 1918م إعتبر السلطات الغازية أن يوم الاحد هو العطلة الرسمية في كل إنحاء الجنوب وإعتبار اللغة الانجليزية لغة رسمية لأهل الجنوب بدلاً عن اللغة العربية !!!

    على عبد اللطيف وبـدايـة التنبيـه

    وبأندلاع ثورة 1919م في مصر إتضحت مساحة التجاوب الكبير معها في السودان وأصبح إسم سعد زغلول رمزاً لضمير يعمّر الآف القلوب في السودان للحرّية .
    وكتب على عبد اللطيف مقالاً بعنون ((مطالب الأمة السودانية )) منعت نشرة في " صحيفة الحضارة " وببحث السلطات وتقصيها إتضح لها ماأفرغها وأثار رعبها وأربك بعد ذلك أداءها ودمغة بالعجلة والتسرع فقد أكتشف أن على عبد اللطيف عضو في تنظيم ثورى يسمي " جمعية الاتحاد " بل أنه عضو مؤثر ومرموق وأنه يتحدث بأسم الأمة السودانية كلها . وأن معه فحول كثر من شمال السودان وجنوب السودان يتحدثون ويعملون بأسم الأمة السودانية كلها .
    وعندما أودع على عبد اللطيف السجن لأن مقاله يثير الكراهية ضد الحكومة زاده ذلك بريقاً ولمعاناً ودعم مكانته في قلوب زملائه وإخوانه وحطم نظرية العزل ، بل وأثبت فشلها
    وعدم جدواها .. وهنا إستسلمت السلطة لنزعى التسرع والارتباك !!
    فقررت بناء الحائط الوهمى الذي :-
    1- يحاول الانفصال .
    2- يمنع الاتصال .
    3- يحقق قدراً من الغربة بين الأهلين بوسائل مدروسة وبرامج مركزة .
    4- وارساليات معانه تنتهج نهجاً سلطوياً مطلقاً لانجاز أوسع مساحة من الاغتراب تزرع
    بزقوم الكراهية والحقد تغذي بها أجيال بأسرها .
    5- يصفى خلالها الجيل الوسيط .
    6- وتهتك أوامر الهوية والاصالة .
    7- وتموت حياة لتحيا أخرى جديدة وغريبة تطبخ في قيزان الزمن على نيران الفتن والاحن
    وقام الجدار بأصدار قانون المناطق المغلقة الذي جعل من جنوب السودان منطقة محرمة على من هم في شمال السودان !!! سواءاً بقصد السفر أو التجارة ثم ألحقته بقانون آخر سنة 1930م قامت بموجبه بترحيل كل الشماليين من الجنوب وحالت دون اتصال القبائل الجنوبية بالقبائل العربية المجاورة لها في كردفان ودارفور .
    وألغت الاسماء العربية وحرمت لبس " الجلابية والسروال والعمة " .
    وابعدت الإداريين والموظفين والشماليين من الجنوب وضربت نطاقاً قهرياً أخذت تبذر فيه بذور الانفصال !!هذا هو الاستعمار ....
    هذا هو الاحتلال الذي يندى له الجبين الانساني ......
    هذا هو القهر والتسلط والطغيان ......
    وهذه هي عنجهية القدرة عندما يملكها الطغاة .
    وكانت تحمل عناصر فنائها وذعرها من صدى ثورة 1919م في مصر ومدى التجاوب معها
    في السودان ورعبها من مرأى الملازم " على عبد اللطيف "
    في كوكبة من :-
    عبيد حاج الامين .
    وعلى البنا .
    وحسن محمد شريف .
    ومحمد الخليفة عبد الله التعايشي .
    وتسرعها في أقامة جدار يريد أن ينقض وارتباكها في قطع ما امر الله به أن يوصل .
    ويأسها من محاولة العزل والفصل وهي ترى الأمة السودانية ماثلة أمامها رغم مؤتمر
    برلين ، ورغم مدارس التبشير ، ورغم التحوير والترحيل والمحاكمات والتقتيل .
    لم يكن الجنوب أثناء الغزو الاستعماري كياناً هامداً ولا لقمة سائقة ولم يستسلم للفاتحين
    طائعاً مختاراً ولم يستقبلهم فاتحاً أذرع الترحيب والقبول بل قامت فيه عشرات الحركات
    الرافضة والمقاومة راح من جرّتها مئات الضحايا من فرسان الدينكا والشلك والنوير
    بل إن " النوير " عزفوا طبول النصر في إحدى معاركهم بأذرع أحد المفتشين الانجليز .
    ولم ينهزم الجنوبيون قط ولكن غلبتهم الاسلحة النارية ولم تتحدث الرويات التاريخية إلا
    لماماً عن هذه الاحداث لحرص الغزاة على إخفائها أولاً .....
    وبعد الشقة وبيعة المساحة وقدرة الأدغال على أخفاء الاسرار ثانياً
    وهيمنة الغزاة على مايذاع ومايشرع ومايدفن في باطن تلك الأرض العذراء التي وصفها بيكر بأنها من أجمل بقاع الارض وأطيبها سكناً واستثماراً للبريطانيين ..
    لذا فأن التحليل لمشكلة الجنوب يتجاوز :-
    * " كاربينو "
    * " حامية بور "
    * وقرنق وحركته .
    *ولاقو و" الانانيا " خاصته .
    * وتفنق " والفرقة الاستوائية وتمردها .
    ويمضى في أنابيب الاختبار وصولاً إلى مؤتمر برلين ويستقر على قرار خط العرض العاشر
    في منتصف القرن التاسع عشر .خمسون عاماً قبل سقوط " سنار " عاصمة مملكة الفونج .!!
    وعندما يصدق التحليل فأنه سيكشف تماماً أصل هذه العلة العياء ويساعد في إكتشاف والترياق الشافي لها فليست هي أصلاً هذه الحركات الخمس المسلحة وليست هي حزب " سانو " ولا رجع صدها في " سونى " هذه مظاهرها الخارجية ، قد تختفي بامراهم والمسوح لكنها لاتشفى ولا تقارب البرء ، فهي تكمن عندما يتعافى الجسد الوطنى العام ، وتنشط وتستشرى عندما يضعف ويتهالك !!
    وبين كمونها وإستشرائها تتضح الايدى وتنكشف القوى الخارجية المحركة لها والموصل الجيد
    لاستمرارها وخطوط إمدادها متعرجة العلو والهبوط تبعاً لظروف الأصلاء.
    ومظاهرها تتراوح بين الحزب السياسي والتمرد المسلح وتجاربها تبدأ بالفرقتين وصولاً إلى
    النيليين وتمارس التسرب إلى جبال الانقسنا وجبال النوبة وتلال البحر الاحمر .
    ومهندسوها الاصلاء خلفها يمدونها بالتعلات والذرائع :-
    فهذه مناطق مهشمة .
    وتلك حكومة دينية
    وذاك كيان عربي .
    وذلك إحتكار للثروة .
    وذياك فقدان عدالة وإمتهان لحقوق الانسان .
    وأكثر مايكسبها الشخصية الاعتبارية هو الركون إلى مقولاتها المختلفة ... والحوار معها على اجندة هذه المقولات !! والرحيل إليها أسبغ عليها اعترافاً دولياً فصارت تكثر من التواجد في المحافل الدولية والمنظمات وأروقه الوزارات ... ومراكز الدراسات والمعاهد السياسية ... أضافة إلى ملاحقة " التجمع " للالتقاء معها والتنازلات التى قدمت لها قبلاً من أحزاب كانت اكمة ومستقلين يهرولون نحوها .... كل هذا خلق لها زخماً إعلامياً ضخم من حجمها وخلق لها وزناً .. ساعدت في حجمه القوى والشخصيات السياسية والشمالية مما مكن " أصلاؤها " أن يفتحوا لها أبوابهم ويحتضنونها علانية ...
    ورغماً عن هذا فقد تداعت لعواملها الأولية ... وكان لابد لها فحص ذلك عندما فقدت
    الدعم الاسرائيلى بأنهيار نظام " منقستو " واعتمدت على العطف الامريكى ورعاية
    وتعاطف الجوار !!! ولما تقوت الجيوب البريطانية داخلها وقع الانشقاق وتم التداعي حيث تحولت كل الفصائل إلى عادة النزاعات القبلية القديمة بأسلحة حديثة ...
    وأصبح الوتر مشدوداً بين الاستعمار الامريكي الجديد والبريطاني القديم عضو مؤتمر برلين العتيق !!
    تشد أحدى طرفيه آحادية العالم ومحركة الأمم المتحدة الوافدة ...
    ويشد أحدى طرفيه " تاينى رولاند " ممثلاً للامبراطورية البريطانية البائدة .
    وبين البائدة والوافدة تهرق دماء السودانيين عامة وبأيديهم يد تدفعها عصبة قبيلة هوجاء
    في الجنوب ويد تثيرها سلطة غاشمة أكثر عصبية وأعتى هياجاً في الشمال !!
    ولكل يد مضرجةٌ مدد ...
    ووراء كل مددٍ غرض !!
    وأعجب العجب ... أن السلطة الغاشمة في الخرطوم أعطت الحركة اليائسة في الجنوب
    أقوى تعلاتها وذرائعها بدءاً من قوانين سبتمير ... وانتهاءاً بوثوب الجبهة على الحكم
    أعطتها أعظم الهدايا وأكبر المساعدات وأثرى أنواع الدعم الذي لم تجده طوال عمرها
    ولم تحكم به .. وهبتها المبرر الشرعي والقانوني والدستوري الذي تقدمه للعالم بأسره
    إنها ضحية القهر الاجتماعي والقسر الديني والتمييز العنصري والابادة العرقية !!!!
    وأغراض العالم تغشى إحدى باصرتيه وتبصر بالأخرى ....
    ويصم أحدى أذنيه ويسمع بالأخرى .... كأنما الشمال كله لايعاني مثلها يعاني الجنوب
    وأكثر وما بعيون العالم من عمى وما بأذنيه من صمم ...
    ولكنه يستعمل ورقة رابحة ويلتقي هدية مضاعفة فأن جماعات من الشماليين تدعم علناً
    ما تقوله الحركة وتثبت دعواها في كل محفل وكل لقاء ...
    بل وتلتمس لها العون وتشترك معها في تنظيم سياسي واحد !!
    والذين يقفون وراء الحركة منذ نشأتها ... يفركون أكفهم فرحاً وسروراً
                  

العنوان الكاتب Date
آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:18 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:20 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:23 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:27 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-10-07, 09:55 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-11-07, 02:35 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:16 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:33 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-13-07, 07:55 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:09 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:21 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) خالد المحرب03-13-07, 10:33 AM
                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:46 AM
                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 11:13 AM
                            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 06:02 PM
                              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-14-07, 06:06 PM
                                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-20-07, 10:59 AM
                                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:22 PM
                                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:26 PM
                                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-27-07, 09:15 AM
                                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-28-07, 06:19 PM
                                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-31-07, 04:19 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس03-31-07, 07:23 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira04-01-07, 05:45 AM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:41 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:13 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس04-01-07, 03:53 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:00 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:22 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:29 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:13 PM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:18 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-13-07, 09:03 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-16-07, 10:00 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-20-07, 09:21 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:08 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:16 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) الصادق صديق سلمان07-01-07, 09:30 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-02-07, 04:12 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-07-07, 10:20 AM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:11 AM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:31 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:46 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 05:19 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 09:51 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 10:18 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:09 PM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:28 PM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:11 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de