آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2007, 06:06 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) (Re: مهاجر)

    المحـجوب كـون الابـداع والقـدرات

    كانت دار الاستاذ " محمد احمد المحجوب " منتدى وطنياً شاملاً وجامعاً .. ويؤمها الكُتاب والشعراء والادباء والسياسيون ... واولاد البلد من العاصمة والاقاليم والفنانون وعشاق السمر ... وهواة الجدل والمناظرة والنقد والتعليق وتقليب وجهات النظر المختلفة ... وكانت " برلماناً قومياً " ينطلق أعضاؤه على سجيتهم ويفكرون بصوت مسموع صاف ... يتحللون فيه من حواجزهم الحزبية ... ويتجردون من سجون العقائدية السياسية ... ويلتقون في رحاب مواطنه عذبة ... تفصح عننقاء الجوهر السوداني ... وتبرز محياه الطيب النبيل ..
    وكان المحجوب يدير الحوار حيناً ويشترك فيه أحياناً .
    ويأخذ الحديث شجونه طلقاً يتجولون بين الشعر
    والادب والفن والتاريخ والاقتصاد والسياسة والصحافة ..
    وظلال الانباء العالمية وانعكاساتها على السودان .
    ويتكئ الحوار على الساحة الداخلية مستحوذاً على بقية الزمن ومستأثراً به ...
    والسياسيون فى المنتدى باقة تضم الوان الطيف السياسي كلها بلا إستثناء .
    مما جعل منتدى المحجوب في داره مختبراً يفحص الاراء المختلفة ومقياساً لقراءة الرأى العام واستشعاراً لاتجاهاته ونقداً للاداء الحكومي بلا تحفظ سواء كان المحجوب رئيساً للوزراء أو زعيماً للمعارضة ... !!
    كلهم أصدقاء .
    ويعرفون فيه صناجة الأدب ... وتحرير الشعر ... ورب القلم والهندسة ... والقانون الجالس والواقف ... وعضو جمعية " الهاشماب الأدبية " .... ومحرر " صحيفة الفجر "
    والاستقلالى العريق والسياسي الضليع ... والخطيب الأفوه هزاز المنابر !!
    لذا كان منتدى المحجوب في داره ثروة قومية ولقاءت وطنية وتداول للاراء مما يشبع النزعة القومية التي يتحلى بها المحجوب وتلهب حماسه الدافق لتقديم العمل العام ... وهو الرجل ثرى الصداقات في السودان والعالم ...
    عديد المعارف في كليهما تعرفه حلقات الشعر ومجالس الأدب ...
    واجتماعات الساسة الذين تربطهم بهم أومر صلات شخصية ... منهم ملوك ورؤساء جمهوريات ورؤساء وزارات وأصحاب دور صحف ونشر وإعلان ...
    من هنا تركز المؤشر الديمقراطي على حقبة تولى الوزارة الائتلافية الأولى بعد اكتوبر وما تقارب فيها من الانسجام بين وزراء المؤتلفين " الأمة " و" الوطنى الاتحادي " وكلهم من اصدقاء المحجوب ورواد منتداه …بل وكانوا كثيراً مايناقشون هموم الوزارات في داره حتى يكاد مجلس وزراءه أن يكون في اجتماع مستمر !!! وحتى لاتكن الوزارة إجتهاد منفرد يحزم في مجلس الوزراء بل كان كثيراً مايتناسق ويترابط خارج المجلس ويعود إليه كماً متكاملاً مما وسع دائرة التفاهم بين الوزراء وساهم في خلق " تيم " موحد يتقن جماعية العمل الوزاري ويحررها من الاجتهاد الشخصي المنفرد .
    * ثم تحرك المؤشر الديمقراطي نحو فترة سقوط الحكومة إثر إنقسام حزب الأمة وائتلاف جناح السيد الصادق مع الوطني الاتحادي ... مما جعل الوزراء الاتحاديين يفتقدون الروح الجماعية التي ألفوها ... وأعوزتهم فعالية " التيم المتجانس " فبداء كما لو كان يعومون ضد التيار ووجدوا عواطفهم كلها مع جناح الأمام ودوافعهم كلها مع المعارضة بزعامة المحجوب ..ولم يلبثوا أن أسقطوا الحكومة وقادوا حزبهم للائتلاف مع جناح الأمام ... وشكلوا حكومة المحجوب الثانية ..
    * وإنتقل المؤشر الديمقرا طي مسلطاً الضوء على هذه الفترة وأخذ يغوص في أعماقها متجاهلاً حدة الصراعات التي إشتد أوارها وهي ترج السفين الديمقراطي رجاً شديداً وفي وسطها . متين يعينها على الثبات من تراشق الامواج في صفحاتها .
    كان الأمام " الهادي " يترك للسياسين تسير الحزب ولرئيس الوزراء من حزبه تسيير مرافق الدولة بما تقتضيه المصلحة العامة وبهذا اتيحت للمحجوب :-
    1- قوة السند الشعبي من حزب الأمة والوطني الاتحادي .
    2- قوة التيم المتجانس من الوزراء في الحزبين والوزراء الجنوبيين .
    وهيأ هذا الوجود آفاقاً من التفكير والتنفيذ حطم نطاق المحاصرات الحزبية وصراعات المطامع نافذاً الى ساحات العمل العام الرحبة ... وبدأ نوع أوثق من التلاحم بين الحاكمين والمحكوميين وبدأ كثير من الاحلام يغادر مرقده ويفتح جفنيه على دائرة أوسع من الواقع تتجاوز في رقعتها أعداد الذين سجلوا في الانتخاب.
    وتتجاوز أرقام الذين أدلوا بأصواتهم لهذا الحزب أو ذاك التنظيم .. وتفتح ذراعين للاحاطة بمليون ميل مربع واثنى عشر مليوناً ممن المواطنين . وتضمهم جميعاً إلى صدر أوسع ... وقلوب أوكع ... وجهود أوقع ... وتقدم أسرع وممارسة أنفع !!
    وبأ السير نحو منابع القوة حيث مصدر السلطات !!
    *واكتفى المؤشر الديمقراطي شبعاً وريا ورفع تقريره للعاكفين في المحراب الديمقراطي ... يقتلون الليل سهراً ويمعنون سراً وجهراً فتطابق الفكر مع الواقع ... واستبانت الرؤيا ... وتلألأت معاني الآى ناطقة بالحكمة من الكتاب الجماهير - ائتلاف ثان مع جناح الأمام -
    وتكوين حكومة ... برئاسة " محمد احمد المحجوب " .
    ومهما كان ويكون قبل اكتوبر وبعده وما هو كائن مصاحب لكينونه تضعف رويداً رويدا .. وتموت شيئاً فشيئا بلا محدودية لعمرها ومداها ...
    فأنه طبيعة النشوء الديمقراطي .... وجلاؤه نحو النقاء ... لاتضف بها إلا الكيانات الرخوة ولا تفكر بها إلا هلاميات التنظيم .
    أما الذين يؤمنون بضرورة تفاعل الموجود الوطني ومشروعية إصطراعه فهم الذين يثبتون لصهر الاحتراق وعلى المفاعلات المحلية !! ليبقى ماينفع الناس وتذوب القشور والاصداف وتبقى لآلى الحقيقة وهو إثبات الوجود الوطني.

    الحساب الراجح

    وإلقاء نظرة جادة وسليمة إلى ما قبل إنتخابات سنة 1968م تكشف مادار في مدى خمسة عشر عاماً من محاولات البناء التكميلى للديمقراطية ...
    ( أ ) وبمقياس نسبة الكمال الديمقراطي إلى نسبة المكون الطبيعي الاجتماعي في سنة 1953م تحتسب النتيجة لمصلحة الديمقراطية .
    ( ب) وبأحتساب حجم العناء وتعدد المحاولات خلال أربع إنتخابات برلمانية ... وعشر حكومات إئتلافية وحركة التمرد المستمرة في الجنوب قبل الاستقلال وتصحبه إلى الآن . وانقلاب عسكري فاصل بين محاولات التكميل الديمقراطي وقيام ثورة شاملة لاستعادة محاولات التكميل الديمقراطى تحتسب النتيجة أيضاً لمصلحة الديمقراطية .
    وتعتبر المساحة الزمنية من سنة 1953 م إلى سنة 1958م
    - انطباعات نصر ديمقراطي .
    - وآثار جراح مندملة
    - وصراعات مشروعة لصناعة الاستقرار السياسي .
    ( ج) وبأحتساب ماعانته الأمة من مشاق ، ومالاقته من صعاب فأنه يغدو ضئيلاً لايحسب ولايعد إلى جانب حفاظها على الاستقلال وايمانها بالديمقراطية ...
    فأنه نصر رابح في هذا الزمن الوجيز .

    ووضع الكتـاب…

    وعندما وضع الكتاب وجئ بالوزراء ...
    كانت أول الكلمات ماجاء في أول الصفحات ....
    وما سطر منطوق رئيس وزراء أول حكومة ...
    في أول برلمان منتخب في أول أعوام الديمقراطية سنة 1954م .
    هذه الكلمات الوهاجة ، بأحرفها المضيئة كن عزماً وقسماً ودستوراً وحكما .
    قال أول الرؤساء الزعيم اسماعيل الازهري في أول جلسة للبرلمان مجتمعاً :
    " إدراكاً من هذه الحكومة بمسئولياتها قطعت على نفسها عهداً بالعمل على ررفاهية الشعب بمختلف طبقاته وفئاته والعمل على تحسين ورفع مستوى المعيشة للمواطنين عامة وتعهدت بأن تعمل على توزيع الدخل بصورة تنصف الفئات الضعيفة التي عانت مرارة العيش في عهد ارستعمار .. وذلك بتعديل الضرائب لايجاد نوع من التوازن في الاعباء للأمة ... وتنسيق مصالح المنتجين والمستهلكين تنسيقاً محكماً يحقق لجميع السكان كفايتهم من الغذاء والكساء والمأوى باثمان معقولة ... وضمان حسن العلاقات بين المخدم والعامل بالاجور الحسنة وبشروط الخدمة الحسنة والمعاملة الحسنة والمعاملة العادلة للمزارعين "
    وجاوبه زعيم المعارضة في ذات الجلسة السيد محمد احمد المحجوب مؤيداً وداعماً ومضيفاً
    " تطبيق نظام الضمان الاجتماعي وتأميم المشاريع الزراعية لمصلحة صغار المزارعين "
    وباندماج المنطوقين المتطابقين من رئيس الوزراء وزعيم المعارضة يدوى صوت الأمة في تلك اللحظة المقدسة المباركة .... واضعاً أسس المسيرة واتجاه السير وتحديد الهدف .....
    ولن يأبه بعدها لما يلقاه من صعاب ولغوب ....
    ثم وضعت الاقلام وجفت الصحف ...
    كان كتاب الجماهير يحمل هذا الالزام
    فاخذته بيمينها حكومة الالتزام في 27مايو 1968م ...

    الحكومة الثالثة وقدرة الحسم والتنفيذ

    إمتازت الحكومة الثالثة المؤلفة بضمان الثيات وتمتعت باكبر قدر من الحصانة منذ السقوط والاسقاط مما أتاح لها قدرتين نادرتين كانت تفتقد أيا منها الحكومات الائتلافية السابقة :
    1- قدرة الحسم .
    2- قدرة التنفيذ .
    مصحوبا ب:-
    3- دقة المراجعة .
    4- الملاحظة الميدانية للمنجزات .
    5- الخروج من مرابض الديوانات المكتبية إلى حقول المزاولات العملية التطبيقية .
    وكان منظراً مالوفاً تواجد الوزير بمكتبه حتى ساعة متأخرة من الليل ... وكان التلاحم بين الالزام ممثلاً في جمهور الناس وبين الالتزام ممثلاً في تواجد وزير في إحدى مواقع العمل التابعة له حميماً وطيباً ... خلق نوعاً مميزاً من الالفة والاعتياد واوجد برلمانا شعبياً أو حكومة جماهيرية يلتقى فيها المواطنين مع المسئوليهم وجهاً لوجه .
    ويجلسون معهم جنباً إلى جنب ويشاركونهم تناول الطعام في قصعة واحدة ...
    يعلمونهم ويتعلمون منهم ... ويزودونهم بملاحظات مباشرة أقوى تطابقاُ مع الواقع من كل التقارير التي تأتيهم من طريق الروتين ...
    وكان للوزراء من قوة الاعتماد والثقة فيما بينهم ما أتاح لهم إصدار القرارات الموقعية وتنفيذها قبل عودتهم الى دواوين الوزارات . واكتشف الوزير أنه يحصل ذخيرة من المعرفة التجريبية تفوق كثيراً ماكانوا يجدونه في الكتب والمجلات .
    واكتشف المواطنون أنهم يمارسون الحكم بتولى تنفيذ ملاحاظاتهم ومداومة لقاءاتهم مع الوزراء الذين يستمعون إلى نقدهم الصادق وتوجيههم السليم ويستجيبون لاحتياجاتهم مما فجر في قدراتهم طاقات هائلة ...
    وأسبغ عليهم روحاً من الاطمئنان والسكينة والتفاؤل .
    * وكثيراً ما كانت تصحو قرية من نومها لتجد عربة أحد الوزراء واقفة أمام بيت يأوى إليه الوزير ليلاً !!
    * وكثيراً مايبكر الاطباء في ذهابهم للمستشفيات فيجدوا وزير الصحة قد سبقهم في البكور
    * وكثيراً مايفاجأ العمال في أحد مواقع العمل بزيارة وزير الاشغال بلا انذار ولا احتفال!!
    * وكان القصر الجمهوري مفتوحاً أمام الوفود والزائرين ومكتب الرئيس لايفرغ إلا ليمتلئ . ومكتب رئيس الوزراء ورشة عمل يجهد في متابعتها وزير شئون الرئاسة وبيته ندوة استعراض لاحداث اليوم واستقراء لشئون الغد !!
    * وخلت الجمعية التأسيسة من المماحكات واستعراض العضلات الضامرة وخفتت فيها الصرخات فلا تسمع إلا همسا ...
    واكتسى جناب رئيس الجمعية مهابة ووقارا ولم يلاحق بنقاط النظام وقل الاستجواب والمساءلة ..
    * واتسم الحوار بين الحكومة والمعارضة بموضوعية تخلو من الحدة وذلك لطبيعة أجندة الانعقاد ومضابط الجلسات فأنه منذ يونيو 1967م قبل الانتخابات كان مدار البحث والنقاش داخل الجمعية يتعلق بمهام تعتبر من كبريات القضايا :-
    1- الحرب الاسرائلية العربية على أشدها في كل الجبهات .
    2-اغلاق قناة السويس وصادرات السودان عن طريق راس الرجاء الصالح .
    3- السودان يقف بصلابة مع اشقائه العرب والشقيقة مصر ويشكل عمقاً مريحاً .
    ويعقد في السودان انجح مؤتمر للقمة العربية مؤتمر الخرطوم ... صاحب اللاءات التاريخية الثلاث : * لاصلح . *لا تفاوض . * لا إعتراض .
    وصاحب دعم جبهة الصمود والتصدي
    واصلاح ذات البين المغفور لهما
    الملك " فيصل " عاهل السعودية
    والرئيس " جمال عبد الناصر "
    رئيس الجمهورية العربية المتحدة .
    مما أدى إلى انهاء الحرب في اليمن
    وقد تم لقاء المــلك والرئيس
    في بيت رئيس الوزراء محمد احمد المحجوب .
    وهو الذي اقترح الصلح بينهما وتوسط فيه وقبلت وساطته ... وأثمرت هذه النتائج بما له من عمق الصلات بهما ولعلاقةالسودان الطيبة والوثيقة بالبلدين الشقيقين ولما كان له من عظيمم المكانة والاعتبار في الشرق الاوسط وافريقيا والعالم وعلى الرغم من أن السودان كان يمارس اقتصاديات الحرب الا أنه كان هادئاً هدوء أبطال الصعاب ومستقراً كان كل فرد فيه يمارس الصمود والتصدي مع اخوته وأشقائه .
    ولم يلهيه عن ذلك شئونه الداخلية التي كان يعد فيما دراسات الثورة الاجتماعية ويبدأ تنفيذ بعض جوانبها في ظروف وأوضاع لا تخلو من الصعوبه ...لايستسهلها الا :
    - صدق الانتماء
    و-ثقة القاعدة المؤتلفة .
    و- طاقم التنفيذ المتجانس
    و- إخلاص وحمية وكلاء الوزارات الدائمين .
    و- خدمة مدينة جادة ومعطاءه ومتجاوبة .
    ( أ ) لم تكن الثورة الاجتماعية حلماً طاف بذهن سادر في حالة تأمل عميق .
    ( ب ) كما لم تكن اجتهاداً فردياً إنكب مجتهدٌ متفانٍ لاستخراجه من نصوص متفرقة في متون الكتب التي تعنى بشئون الانسان نظرياً أو تطبيقياً .. خلال تجارب يحسن فيها القصد ولكن تفتقد ضمان الوسيلة وتلافي الاضراروالتغلب على ردود الافعال المفاجئة المختلفة وتأمين النجاح .
    ( ج) كما لم تكن زجاً بالبلاد في مغامرة غير محسسوبة الخطوات ولا معبدة الطريق .
    ( د) كما لمم تكن مهرجاناً أجوفاً للزهو ولفت الانظار او استجلاباً موقوتاً لهتاف لايلبث أن يجف في الحناجر أو تصفيق يتيم لايعمر إلا ريثما يموت في الايادي ..
    ( هـ) كما لم تكن جديداً ناصح الاستحداث أو خاطرة من سوانح فكر ألمعى .
    كان تحقيق الثورة الاجتماعية إستجابة حقيقية لنداء واقع قاعدي صادق وموضوعي ...
    أتاحتها برهة الاستقرار المتاحة وفرضتها قوة التلاحم المتصاعدة بين الأمة والحاكمين باسمها
    لذا جاءت مرتكزاتها راسخة وثابتة وعميقة .
    لأنها ناتج لحوار بعيد المدى وطويل العمر ووليد ليقين موثوق آمن الرواد بتحقيقه بعد جلاء الاستعمار .كانوا يشخصون علة الاستعمار بأنها :-
    الفقر ..... والجهل ....... والمرض .
    ويقارنون بين علة الاستعمار وبين إمكانية بلادهم وثراءها الخام وينتهون الى ناتج المقارنة بأن :-
    ( أ ) الفقر هو إفقارٌ متعمد لأن الثروة الطبيعية تفتقد الاستثمار الذي يهمله المستعمر إلا ماينهبه من المنافع .
    ( ب ) الجهل هو إستجهالٌ متعمد ايضاً بالتكاسل في افتتاح المدارس . على الرغم من ولع الشعب السوداني بالتعليم الذي يتجلى في مئات الخلاوي المنبثة عبر البلاد والتى تفيض بمئات القراء والمقرئين ... وهم يحفظون كتاب الله ويذاكرون على نيران "التقاقيب "
    ( ج ) المرض إعلالٌ متعمد أيضاً فالمستشفيات لاتوجد إلا في عواصم المديريات . لذا كان المنطق لعلاج علة الاستعمار هو تقائضها الثلاث ايضاً :
    التنمية ضد الفقر
    العلم ضد الجهل
    العلاج ضد المرض .
    وبالطبع هذه علل مصاحبة للاستعمار لاتختلف فيها مستعمرة عن أخرى . ولكن الذي يعطى للمقارنة وزناً في السودان ويوضع البديل المناقض لها والشافي لآثارها هو شواهد الامكانيات المماثلة والمخبوءة والتى لاتحتاج الى عناء كبير ليجعل من هذه لبلاد مستودعاً للثراء واثراء الاخرين .وأولى الخطوات لتحقيق ذلك طرد الاستعمار .
                  

العنوان الكاتب Date
آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:18 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:20 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:23 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:27 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-10-07, 09:55 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-11-07, 02:35 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:16 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:33 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-13-07, 07:55 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:09 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:21 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) خالد المحرب03-13-07, 10:33 AM
                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:46 AM
                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 11:13 AM
                            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 06:02 PM
                              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-14-07, 06:06 PM
                                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-20-07, 10:59 AM
                                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:22 PM
                                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:26 PM
                                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-27-07, 09:15 AM
                                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-28-07, 06:19 PM
                                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-31-07, 04:19 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس03-31-07, 07:23 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira04-01-07, 05:45 AM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:41 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:13 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس04-01-07, 03:53 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:00 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:22 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:29 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:13 PM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:18 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-13-07, 09:03 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-16-07, 10:00 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-20-07, 09:21 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:08 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:16 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) الصادق صديق سلمان07-01-07, 09:30 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-02-07, 04:12 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-07-07, 10:20 AM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:11 AM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:31 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:46 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 05:19 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 09:51 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 10:18 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:09 PM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:28 PM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:11 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de