آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2007, 06:02 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) (Re: مهاجر)

    أكتوبر الرياح الديمقراطية تهب

    وعودٌ بعد هذا السياق التعريفى الى حكومات الإئتلاف بعد اكتوبر ..والديمقراطية تسرح طرفها فى ماضى عمرها وما إكتنف نشاتها من صعاب.. وما تراكم أمام طريقها من عقبات وتقلب ناظريها فيما بين يديها من حكومات الإئتلاف بعد أكتوبر وما لازم عمرها من القِصر وما كان يعترى قِصره من القلق والتسرع والتحول من جانبٍ إلى جانب.
    فيصبح النائب على غير ما بات عليه .ويمسى إئتلاف فى الحكومة .. ليصبح فى المعارضة ويموت جانبٌ من تآلفٍ لحياً كان بالأمس ميتاً
    إنه غلى المراجل الديمقراطى لإذابة الشوائب والمستنفذات بينها ثبجٌ من سد نوفمبر يمتطى شوكاً يخالطه شئٌ من الحسكِ القليل …. وتدور النار فى هذا المزيج لا تشتفى إلا بنيل الإنصهار وبلوغ الأوج فى هام الإذابة
    ويهز الكون عنف الإنفلاق وهديرٌ كالصواعق .. مؤذنٌ بالأنشطار
    ويكاد المرجل المختوم فى الأفق يطير ثم يهدأ ويتداعى فى سكون..
    واللهيب العارم المخضوب ينداح رويداً ثم يخبو فى إئتاد.
    لحظة الميلاد وافت وإرتدى المرجلُ ثوباً
    مثل قطرات الندى يتجمعن كالحُلة برداً وسلاما
    وتسارعت الجماهير تفض اختام المفاعل
    فألتقت في قلبه الطاهر فجراً مشرق البسمة يرنو فوق مهد من ضياء .
    ما إسم هذا القادم الموعود بعد الانتظار ؟!
    وهو مولود من الرحم الطهور ... طهرته النار في قلب المفاعل ... فأستوى روحاً إلهياً ونورا
    أترى كان المفاعل قلب هذا الشعب ينبض بين جدران الوطن ؟!
    هل كانت النيران قدرة والجماهير ارادة ... وانبثاق الفجر .. احلام السنين ؟!
    اذن فليكن اعلان مولده ...
    محافل تحتوى كل البلاد ...
    عند جمع الناس يوم الزينة الكبرى غداة الانتخابات !!
    الطـمأنينة الديمقـراطية تصـنع الاستقـرار

    إستشعرت الديمقراطية نوعاً من الراحة وسعة الصدر وأسبغ عليها شعور من الطمأنينة لم تضق بهدير المراجل ولم ترتعب من هزيم الرعود .. وتعلمت مؤمنة أن هذه طبيعة تكوينها ... أن عليها أن تكون ميداناً رحباً للمساجلة لا يضيق بشاغليها ... فضلاً عن أنها الحكم الذي ترجى حكومته وأنها الفصل وإن نابوا وإن غدروا ...
    وزادها الاحساس الغامر بالهدوء والسكينة فضمت إلى عمرها سنى سجنها لتقلل من فاصل الفراق ولتستوعب في عذابه عذوبة الصبر عليه ... ولتتخذ من الانتصار عليه معلماً ثابتاً يدل على معالم الطريق ومؤشراته في المفترقات ومصابيحه في ظلمات الانفاق .. وهداه في المنعرجات والمطبات ...وآمنت في يقين أن هذه طبيعة تكوينها المرحلي وصولاً إلى نقاء الممارسة ...
    ومر عيد الاستقلال الثاني عشر ... وحكومة الائتلاف الثالثة برئاسة المحجوب الثانية يقتضيها الأمر الرجوع إلى صاحب الأمر ليقول كلمته فيما دار ويدور منذ اكتوبر وما قبله .. واجريت الانتخابات الثالثة في جو مشبع بالتوقعات ... مزحوم بالاحتمالات بما يؤكد أن معركة فاصلة ليس من طبيعة أعتراكها هدنه ولاتوقف بل مضى محتوم إلى الصدر أو القبر
    واستبسال مستميت إلى النصر أو الهزيمة ... أحرقت فيها فيها خطوط التواصل التي تؤدى إلى انصاف الحلول المؤقته والتنازلات المميتة والائتلافات النيئة التي تلتصق لتسقط وتحيا لتموت ... غامرت فيها الاطراف كلها بآخر ماتملك من عدة وعتاد وهي تدرك أن هذا هو آخر السهام في جعبتها وآخر مستملكاتها بل وانفاسها وحياتها ... وتنزل الحكم برمته إلى الشعب ... صاحب السلطات الذي إذا حكم فقد بطل كل جدل وجلست الديمقراطية في علياءها وهي تحضن وليدها الفجر مخبوءةة في قلوب المواطنيين ومتدثرةُ بشغافهم وهي تتغنى في حبور :
    " أيها المدثر ... قم فانذر ... وربك فكبر ... وثيابك فطهر والرجز فاهجر ... ولاتمنن تستكثر ... ولربك فاصبر .. فاذا نقر في الناقور ... فذلك يومٌ عسير "
    وصدق الله العظيم ...
    ثم أعطيت أشارة البدء ... فاندفع إلى ميدان الاقتراع أفراس الرهان تحمل في ظهورها اثنين وعشرين حزباً وتكتلاً قبلياً جهويا !! تحرّق بعضها لاتفاقات خفيفة وانحاز بعضها لبعض على عجل .. وهو في ساحة الوغى…
    وصاحب السلطة .. سيد الميدان .. يبرم أمراً .. يديره في صمت ... وينفذه في هدوء وهو لايلقي بالاً للضجيج والعجيج ولايأبه لصرعى على الهوامش ولا مصارع الادعاء ...
    فهو منوط بقرار نابع من ذاته بعد أن تعاقبت عليه صور القرارات من ذوات الآخرين ...
    وانجلى في الصبح نقع المعركة ... اسفر الميدان عن عشر جثث
    كل جثمان تسمى بأسم حزب .. او تكتل .. " مات مشنوقاً بحبل الادعاء !!
    غاله الزيف ولم ينل شرف اللقاء ...
    وصار ممحوقاً يعيد الانصهار "
    ووقفت في الساحة ست أحزاب ومستقلون وتكتليين قبليين ....
    كل حزب قر في صندوق الإقتراع …
    هاهنا الاحجام والاوزان والتعويض من رب القرار إنه يوم البداية والنهاية ..
    نهاية مشوار طويل وعصيب ... انقضى بين هجوم ودفاع هجوم على الاستقلال من عدة جبهات في الداخل والخارج وما حولهما ... زخات مهمولة من محاولات إسقاطه وافشاله والقضاء عليه .. وبداية لمسيرة أطول وأشق وأصعب ل أنها السير بالأمة جمعاء .
    توحيدها .. وتبيان اهدافها و أسلوب تواصلها ووصولها ... ثم لف الصمت أجواء المدينة وأحتوى القطر هدوء وسكون ووقار . أنه موعد اعلان النتيجة !!لم يعد يسمع غير خفقات القلوب .. قلوب إحدى عشر مليوناً من السكان منهم ثلاث ملايين مسجلون للتصويت .. منهم مليون وثمانمائة ثلاث وسبعون ناخباً لمائتين وثمانية عشر دائرة إنتخابية
    تشخص الابصار في الساعة ثم ترنو نحو تلفاز المدينة والقرى تختار وضع القرفصاء متحلقات حول المذياع وللنساء مقاعد للسمع ... فقد أبلين ... كن نصف اعداد المصوتين من الرجال !! ويدوم الصمت حتى يشفه نداء من الارسال .... طال إنتظاره " هنا ام درمان "
    ثم يتولى اعلان النتائج ... تباعاً ..بلحونٍ يتموسق المذيع في ابرازها ....
    ثلاثية المقاطع .. " الدائرة .. الفائز ... الحزب "
    ويعمد المستمعون إلى أوراق بيض سطروها فيسجلون ويقارنون مع توقعاتهم فيثور الحماس أو يطبق الصمت ....يفرح البعض ... ويحزن البعض ... يفرح البعض إلى درجة الصياح والتصفيق والزغاريد . وييأس البعض إلى درجة الخروج من دائرة السماع وينتبذ مكاناً قصيا راهن على حصان خاسر يمتطيهآخر الفرسان .
    ويتكامل اعلان النتائج ...وتتضح الرؤيا تماماً ويلوح في الافق مدى الائتلاف الجديد أو الحكم المنفرد ... ويتهيأ الناجحون لطواف الشكر لمن دعمهم ويعلنون أنهم ينوبون عن أهل الدائرة جميعاً ثم يتوافدون الى العاصمة .
    وبحسبان النتائج النهائية وتبويبها وتنويعها وضح طرح المراجل في جلاء الكونات السياسية والتنظيمات المختلفة ... فقد ثبتت الثوابت في لهيب الاختبار واستبانت أحجامها ...
    وتاكد رسوخها وأصالة معدنها ..
    وتراوحت أحجام غيرها بين المتوسط والصغير والأصغر مما يوحى بمرحلة من التذويب الهادئ خلال الممارسة الديمقراطية . بما لها من قدرة الحوار ..وتقريب وجهات النظر المشروعة وبادت مع السنة اللهيب ... تماثيل الشمع .. وهياكل الفخار ... وبالونات الاختبار ...!! وعاد الخريجون إلى ذويهم .. بعد أن تأكد لهم أن التحليق لايكون إلا بالانطلاق من “ قاعدة الأهل " ودفعهم !!
    وأوغل الانشقاق في حزب الأمة محدثاً أثراُ تاريخياُ في ذلك الكيان الموحد الصلب لم يكن يخطر على بال أحد من الساسة والمراقبين .
    ورجع مولانا الشيخ " على عبد الرحمن " إلى رعيله القديم
    فقد ثبت الاستقلال . وأخفقت حكومة السيدين . وأطيح بالجدار العسكري .
    وفشلت محاولة انشاء حزب بلا مقومات . وتبين أن حجم الاعتماد الشعبي على القيام بهذه المغامرة لايفى بالغرض . ولاذ العائدون ... والمستقبلون بكرامة الصمت حفاظاُ على ماء الوجوه .. واحتراماً لزمالة الأشقاء !!
    * وتخلّق الحزب الوطني الاتحادي.. في مرحلة المسمى الجديد " الاتحادي الديمقراطي " وتحلى جوهره الفرد ببريق الأصالة وثبلت القيمة والقدرة على التفاعل والانفعال .. وادراك النتائج قبل خوض الخائضين .* وأقبلت الديمقراطية ... تحصى نتائج عمرها وسجنها وصراعها ومراجلها ... لتعد من منظومها ضرورات المراحل المقبلة مسلحة بكل ما مرّ بها من تجارب وما استفادته من خبرات ... وتنظر في حنو إلى الاحزاب الست والكيانات الأخرى كلهم أبناؤها بعضهم قاصدٌ للخيرات وبعضهم مقتصدٌ وبعضهم مغاضبٌ أوناشزٌ إلتقمه المرجل فنبذ بالعراء وهو مليم .
    ستلقى عليه ظلاً من رعايتها ... حتى يثوب إلى الرشد كما ثاب إلى الرشد قبله عائدون ... وسلطت مجهرها تفحص العقد المنظوم بحباته متعددة الالوان والاوزان والقيم ...
    جاء بها الشعب كأعلان إرادة .. ونثرها بين يديها لتصنع منها عقده الاجتماعي ..
    وتقيم بها المحراب الديمقراطي الذي يضم الشعب قصداً بلا عوائق وهدفاً بلا عراقيل .
    * كان في المحراب بعد الانتخابات من إنتدابات الدوائر :-
    الحزب الاتحادي الديمقراطي 101
    حزب الأمة جناح الأمام الهادى 38
    حزب الأمة جناح الصادق 34
    حزب سانو 15
    مستقلون 10
    جبهة الميثاق الاسلامي 03
    حزب جبهة الجنوب 10
    مؤتمر البجه 03
    اتحاد جبال النوبة 02
    قوى العاملين 01
    حزب النيل 01
    ـــ
    المجموع 218

    تصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي أغلبية المقاعد ولكنها أغلبية لا تمكنه من إقامة الحكم منفرداً وحزب الأمة حزبين ... ولايستطيع أى منهم كذلك . وتتسع المناورة بين مقاعد الاقليات .
    ولكن ضرورة المرحلة وطبيعة التصويت ومكونات حزب الاغلبية كلها تتطلب كياناً موضوعيا يتولى الحكم بثبات ولا يتعرض للتسول طلباً للترجيح الذي لا يستقر !!!
    فضلاً عن أن هذا النوع من الحكم سيكون مستهجناً لدى المرحلة الرهنة ... العامرة بالوعى بالنسبة للكثير من المسئوليات التي توجب الحلول والمشاكل التي تلزم الحسم ...
    لم يعط الشعب السوداني تفويضاً كاملاً لأى من الاحزاب كأنما يضعها أمام امتحان التقارب ومزاولة الحوار تحقيقاً للوحدة الوطنية وضماناً للديمقراطية وتوسيعاً لقاعدة الشورى والمشاركة ...
    كان الوضع كله يحتم العودة للبحث عن إئتلاف جديد وتؤكد هذا نتيجة الانتخابات التي أظهرت بوضوح أنه لايمكن لحزب واحد من احزاب البلاد أن يحرز الاغلبية المطلقة التي تتيح له فرصة الحكم منفرداً مهما بلغت قوة التأثير التي يلقاها والاقبال الذي يقابل به وأن معادلات الاستقرار ومعدلاته..لازالت تتطلب الاسهام والمشاركة من اكثر من حزب واحد .... ثم أن قوة التنظيم والانضباط داخل الاحزاب نفسها لم تكن إلى ماقبل حكومة المحجوب الثانية ، لم تكن بالمستوى الذي يتيح للحزب حياة الوحدة داخله وفي أجهزته .. دعك من أن يدعم إئتلاف من آخر...
    بل إن التيارات المتناقضة نشأت داخل الاحزاب الكبيرة وفي مستوى قياداتها قبل الاستقلال ... بل إن بذور الخلاف غرست منذ قيام مؤتمر الخرجين ولكنها كانت بطيئة النمو فتأخر إنباتها لعدم ملاءمتها للمناخ العام الغالب ...
    فأخذت تظهر وتختفي تبعاُ لتقلبات الطقس السياسي وبعد تكوين الاحزاب .. كانت مظاهر التناقض .. تربك اداء الأجهزة وتعرقل سيرها ....
    وأعلن أول انقسام في الوطنى الاتحادي بعد اجراء إنتخابات 1953 م في اول سنة 1955م بخروج ثلاث وزراء قياديين ينتمون اصلاً إلى الطريقة " الختمية " وكوّنوا حزب " الاستقلال الجمهوري " وأيدهم في ذلك السيد على الميرغني ببيان نشر في صحيفة " صوت السودان " .
    ثم أردف هذا التناقض بأنفصال " حزب الشعب الديمقراطي " بعد الاستقلال بستة أشهر في شهر يونيو من عام الاستقلال حيث كوّن ثاني الائتلاف في يوليو سنة 1956م حزب الأمة برئاسة السيد عبد الله خليل في حكومة " السيدين " التي إستمرت مبعثرة حتى أسلمت نفسها إلى انقلاب نوفمبر 1958م .
    ثم تصاعد الخلاف داخل حزب الأمة اكتوبر ونما حتى أدى إلى الانقسام لجناحين ظلا يتناوبان الائتلاف مع الوطنى الاتحادي إلى أن أجريت الانتخابات في فبرير 1968م .
    وكانت فصائل الانقسامات تسارع دائماً إلى الدخول في إئتلاف مع أى قوة متاحة حتى لو كانت تختلف معها في المبادئ أو الاهداف أو طبيعة التكوين .. ثم لاتحقق نجاحاً ...
    لأن غرضها من الائتلاف هو إخفاء حجمها الحقيقي الذي لايمكنها من الاعتماد على نفسها وعدم قدرتها على الافصاح عن أى سبب وجيه أو مقبول أو خلاف موضوعي يجبرها على إنقسامها أو بالاحرى تفتتها وإفتقارها إلى المبرر المقبول ...
    نظراً إلى أنها لاتمثل شيئاً . بقدر ما تنفذ إيحاء يضمن لها الاستمرار في المسرح السياسي بلا ضرورة .
    ودائماً ماتعود شراذم الانقسام بعد إخفاقها ويأسها من تحقيق أقل قدر من اثبات الوجود لتجلس في صمت بين من غادرهم ... وسكتوا على عودتها لحاجة في أنفسهم وليس لها علاقة بالعائدين أنفسهم ... كثيراً ...
    * حدث هذا من حزب الشعب وهو يعود في الاتحادي الديمقراطي !!
    * وحدث في حزب الأمة وهو يوحد كيانه بعد إنشقاقه نصفين !!
    لابد أن يوضع هذا في الاعتبار في هذه الظروف التي تدعوا للائتلاف ولابد أن يقارن كل هذا بتوقعات المرحلة المقبلة بما فيها من مهام جسام :
    الدستور الدائم
    ورئاسة الجمهورية ...
    وقبل ذلك وأهم منه ... ارساء قواعد للاستقرار ... تمكن من انجاز هذه الاساسيات وصانع الاستقرار الوحيد هو الشعب كله ..!!
    وإن حماسه اقباله على التصويت بنسبة 61% من تعداد المسجلين وتوعية المرشحين وتغلغل الخريجين في صفوف الاحزاب بعد عودتهم ... وكثافة القاعدة العمالية ووعيها ...
    وتطلع المزارعين إلى تحسين اوضاعهم ... ومضاعفة أعداد حملة الشهادات المختلفة ...
    كل هذا خلف وجوداً واعياً وحاضراً يعلن عن طبيعة الاستقرار المنشود ، ويوحى بمواصفات الائتلاف القادر على التجاوب مع هذه الارادة والمنقذ لها طبقاً لمواصفاتها النابعة من وضع القاعدة الشعبية الحقيقي ....
    لم يعد الحكم في إختلافه وائتلافه يمارس من عل في معازل الصوامع والابراج العاجية لقد آن له أن يصعد من قواعد الحقول والورش والمصانع والمتاجر .. ومسارح الرعاة ودواوين الادارة لكل هذا ...
    من هنا تصعد فلسفة الحكم ويصعد معها الاستقرار ويتسع وينكمش ... يتمدد ويتقلص ويهدأ وينفجر ... تبعاً لآمانة المندوبين وصدقهم وقدرتهم على انتداب الحكم القادر على هندسة هذه الادارة بمواصفاتها فأن القواعد الشعبية هي التي تصنع الحكم وتوجد الاستقرار أو تطيح بكليهما وليس ذلك عليها بعزيز ...
    فهو يدرك الآن أن هذه هي طبيعة التكوين المرحلى للديمقراطية ... أن يقول فيسمع قوله وأن يريد فتتحقق ارادته ... وأن يأمرر فيطاع ... إنه مصدر السلطات !!
    وعكف المعنيون في محراب الديمقراطية على اجتماع مستمر نثروا فيه كنانة الائتلافات السابقة للانتخابات .. ويراجعون تفاصيل المسيرة الديمقراطية منذ اكتوبر ويستحضرون المواقف في فترة الحكم الذاتي ... ويتأملون جيداً ملامح ماقبل الاستقلال .. واثناءه .. وبعده ..ويغوصون في البحث والتقصى والتحليل والاستنتاج والاستقراء ..
    قلوبهم في القواعد وعقولهم في المسئولية .... وعزائمهم تخشى المزالق والسقوط . من أين يبدأون ؟! وكيف يسيرون ؟!
    وتقضى الليل إلا أقلة .. ليل طويل منذ اشراق الاستقلال ... ومنذ " شهاب الفرحة " في اكتوبر إئتلفت نجوم في السماء الفارغة وفي الهزيع الأخير من الليل ... إستشعر العكوف نسيمات السحر تبشر بالسطوع طلع الفجر على أيدى الجماهير مليئا بالحياة ...
    ولد العلم والادراك في وجدانها .. ثمم صاغته نصوصاً أودعت اوراقها في الاقتراع أصبح الشعب مع الفجر معلماً ... والجماهير دروس وعبر ... وهي بالحق كتاب فيه وعد ووعيد ونذر ...
    من ترى يأخذ ذى الحكمة من فيها ؟!
    ومن يستلم السفر من بين يديها ؟!
    ومن الذي يستطيع تفسير الكتاب ؟!
    ويحل الطلسم المسجور في صفحاته ...
    ويحوله شموساً ونجوماً وقمر ؟!
    من يبيع النفس والروح ويشري كل أثقال الأمانة ؟!
    من سيسمو فوق أطماع الحياة ؟!
    من يرتقى أعلى من الشكر ولذات الجزاء ؟!
    من سيفنى في الجماهير وآيات الكتاب ؟!
                  

العنوان الكاتب Date
آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:18 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:20 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:23 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:27 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-10-07, 09:55 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-11-07, 02:35 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:16 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:33 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-13-07, 07:55 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:09 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:21 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) خالد المحرب03-13-07, 10:33 AM
                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:46 AM
                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 11:13 AM
                            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 06:02 PM
                              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-14-07, 06:06 PM
                                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-20-07, 10:59 AM
                                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:22 PM
                                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:26 PM
                                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-27-07, 09:15 AM
                                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-28-07, 06:19 PM
                                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-31-07, 04:19 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس03-31-07, 07:23 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira04-01-07, 05:45 AM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:41 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:13 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس04-01-07, 03:53 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:00 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:22 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:29 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:13 PM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:18 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-13-07, 09:03 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-16-07, 10:00 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-20-07, 09:21 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:08 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:16 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) الصادق صديق سلمان07-01-07, 09:30 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-02-07, 04:12 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-07-07, 10:20 AM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:11 AM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:31 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:46 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 05:19 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 09:51 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 10:18 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:09 PM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:28 PM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:11 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de