عادل قصاص .. رسلت ليك اجمل كتاب.

Quote: ريثما ننتهي من تسكعاتنا تلك المثمرة حينا و ال ( غير ذلك ) احيانا كثيرة ، ريثما نفرغ من قيود الوظيفة ، تهرع خطواتنا متلهفة الي المقرن حيث دار اتحاد الكتاب السودانيين ، يأتيها كل منا من بيدائه الخاصة ، من متاهته التي تخصه ، هاهو الفنان التشكيلي علي الامين وراء المكاتب يحاول ان يضع اللمسات الاخيرة لتمثال الشاعر محمد عبد الحي بينما كنا انا و الصديق الممثل الرشيد احمد عيسي نستعد بالبروفات الكثيفة للعرض المسرحي ( الزنزانة ) للكاتب ( هارولد كمل ) و من اخراج الصديق عادل السعيد ، كان عادل السعيد قد هاجر الي اليمن و كنا ننفذ العرض عبر كراسة الاخراج ، الاستاذ عبد الواحد كمبال ، الصحفي الكبير يجالس ضجره هناك علي احدي الكراسي منتظرا قدوم اصدقائه الكثر حتي يبدأ بالحديث عن فترة الستينات ، الصادق الرضي و حافظ محمد خير يدخلان الدار و علي عينيهما بقية من تغزل كثيف تباهت به الظهيرة في كافتيريا الكليات التكنولوجية ، حتما ستأتي الشاعرة و الفنانة التشكيلية نجاة عثمان لتمنح من يجالسها بعضا من تأملاتها الثقافية و كثيرا ما كانت تضن باشعارها ، محمد خلف الله عبد الله يأتيك متمهلا و متخلصا بعض الشئ من ضجة الشاعر عادل عبد الرحمن تلك الثملة ، عبد المنعم رحمة الله يلوي علي شئ من الفرح ، لا يغامر مطلقا في ان يتسرب ضجره الي مساء الاصدقاء بينما يتذوق المكان غياب الشاعر محمد محمود الشيخ ( محمد مدني ) وذلك من خلال حكايا متناثرة عنه هنا و هناك ، علي المك يأتي برنة مفاتيحه و ينغمس في الحكي كي تتسرب ضحكته الرخيمة في ارجاء المكان بعد ان يكون قد شرب قهوته المسائية التي يعتني بها ( مايكل ) عامل البوفيه ، عبد الله عبد الوهاب ( كارلوس ) متأكدا تماما من عشاء الليلة فدواجن ( عثمان اوماك ) ترقد متجمدة داخل ثلاجات بوفيه الدار ، الاستاذ كمال الجزولي يدخل بوحه صارم ، لكنه بعد قليل سيتخلي عن ذلك القناع حين ينسي مهنته القانونية الصارمة و ينتمي الي سربه الخاص ، بشري الفاضل و بخيالات مجنحة يجمل ونسات المساء ، القاص محمد عثمان عبد النبي القادم الي الدار من احراش ذاته تلك المتشابكة و يمنح نكهته الخاصة للجميع ، الاستاذ عبد القادر محمد ابراهيم يراقب طفله الصغير و هويلاعب مهيار محمد نجيب محمدعلي الذي يراقق دائما والدته الكاتبة القصصية عوضية يوسف ، عادل سالم حمادة فنان العرائس سابقا و الرائد في امن الدولة حاليا يحاول التخفي بإدعاءاته الثقافية و الفنية بينما هو مكشوف للجميع ما عدا عبد الواحد كمبال ، مريم محمد الطيب تتخلص من رهق النهار و تشهر إبتسامتها الحميمة ، اليشير سهل جمعة بعماماته الكبيرة يأتي و معه مخطوطة قيد التصحيح من منشورات نادي المسرح السوداني ، سلمي الشيخ سلامة تنثر سربعتها علي الجميع لائذة بروح النكتة العالية بينما تدين الشاعرة رقية وراق العقلية الذكورية ، و يأتي عادل القصاص عادة من نهارات الجامعة و الاندية و البوفيهات التي حولها او من مقيلة إضطرارية بداخليات البركس ، او من ظهيرة محتشدة بالبنات الجميلات ، او من حيث لا يمكن ان تتوقع فالاوقات ، خاصة الظهيرة فهي متسربة و منسربة في تفاصيل تسكعه ذلك المتداعي ، يأتي عادل القصاص راجلا الي دار إتحاد الكتاب ، قد يكون وحيدا او برفقة صديق او صديقة ، لا استطيع ان احدد اين و متي إلتقيت بعادل القصاص اول مرة ، لكنه - اللقاء - كان كامر حتمي او قل تلقائي ، كنت قد قرأت له قصة بعنوان ( صور زنكوغرافية ) ، اذكر انها اصابتني بطرب خاص ، كنت اسمع عنه من صديقنا المشترك القاص و الزميل بالمعهد العالي للموسيقي و المسرح احمد المصطفي شريف ، ومن الطريف ان علاقتنا توثقت بعد لقاءات متكررة عبر ( الاوتوستوب ) علي شارع النيل او شارع الجامعة و في تقاطعات شوارع اخري و جاور اسمي اسمه في مجلة ( الثقافة السودانية ) و جمعت بين اسمينا كتابات نقدية عن الحساسية الجديدة في كتابة القصة القصيرة في السودان