عادل قصاص .. رسلت ليك اجمل كتاب.

Quote: ي مساء غريب ، لم يعد عادل القصاص الي منزله في الحارة السابعة بالثورة ، لم يرش الباحة التي امام الديوان و لم يمتع نفسه برائحة شجرة الحناء التي يفوح عطرها حين تستقبل رشات الماء ، كان عطر (الحنه) يوحي دائما بقدوم الاصدقاء ، لم تراوده امه كي يأكل من سلطة الاسود المطبوخة بالزبادي و الشطة الخضراء ، لم تسأله اخته ( مفيدة ) عن عشاء الليلة مع اصدقائه القادمين ، لم يخرخ حاملا ( البستله ) لاحضار الفول و لم يستدن من الدكان القريب علبة من البرنجي ، في هذا المساء من يوليو 1991م ، لم يعد عادل القصاص الي منزله و لم يذهب الي اي منزل من منازل اصدقائه المتناثرين علي العاصمة المثلثة ، لم يعد عودته العادية ولكنه عاد الي البيت مخفورا بدزينة من رجالات الامن ، فتشوا المنزل و حملوا معهم نصف مكتبته تقريبا ، لعادل القصاص مكتبة منزلية كنت استمتع بها حين تضمنا مقيلة جمعة في منزله ، اذكر انني قد اخذت منها كتابا عن كتابة السيناريو اضاف الي الكثير في هذا المجال ، حملت دزينة القبح تلك نصف تلك المكتبة و عادت بعادل القصاص و قذفوا به في بئر سلم مكدس بالكتب ، كتب اخرين مصادرة اضيفت اليها الكتب التي تساوي نصف مكتبته ، حشروه هناك ، في بئر السلم تلك و نظر اليه احد اولئك الذين ذهبوا به الي منزله لتفتيشه ، نظر اليه و قال ساخرا :- ( اها ، اقرأ بعد ده ) حدث ذلك بعد ان تم اعتقال عادل القصاص في ظهيرة من يوليو 1991م ، حين كان يتحرك من كافتيريا (القولدن قيت ) بعد ان مر بالحاجة ( سكينة ) بائعة الملاح و الكسرة علي الشارع الذي به داخلية بنات جامعة الخرطوم ، داخلية ( بحر الغزال ) ، كان قد خرج وقتها من داخل الجامعة ليشتري علبة( برنجي ) و يعود حيث ترك صديقة من صديقاته تنتظره هناك ، قبل دخوله الي الداخل اشار اليه طالب كان في كلية الاقتصاد يدعي ( ياسر الشريف ) يعمل في جهاز الامن و كان وقتها يشير الي رجال الامن كي يتم تنفيذ الاعتقال علي طلاب هم في الضد من المشروع الحاكم ، و حين مر عادل القصاص من حيث كان يتم الحدث أشار اليه ( ياسر الشريف ) إشارة ذات مرجعية شخصية ، اذ أنه - ( ياسر الشريف ) - قد تعرض ل ( شاكوش ) مدو من احدي البنات و التي كانت علي علاقة طيبة بعادل القصاص ، تلك الاشارة ذات المرجعية العاطفية قذفت بعادل القصاص الي حيث هناك ، وراء اماكن لا تخص مزاجه في شئ حين كان الضابط المسئول يحقق و لم يجد ما يدين عادل و فكر في إطلاق سراحه ، جاء ( ياسر الشريف ) و اعلن ان عادل القصاص يخصه وحده و يخصه جدا و جدد معه التحقيق ، كان تحقيقا غريبا تركز علي علاقات عادل القصاص بصديقاته و كيف أنهن يزرنه و هو يزورهن و اتهم عادل بانه الصلة بين التجمع و اتحاد الطلبة و هكذا رافقته تلك القوة من رجال الامن الي المنزل و عادوا به الي حيث تم قذفه هو و كتبه في بئر سلم استعدادا لنقله الي مكان اخر