كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
آدم صالح يكت: التطهير العرقي في إقليم دارفور..!!
|
!!!!!!!!!!!
Quote: ادم صالح يكتب : التطهير العرقي في اقليم دارفور احد كتاب مركز الدراسات المعاصر Sep 4, 2006, 22:15
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
عزيزينا بكري شكرا لتقديرنا وتحياتي وتحيات ادم صالح اليك بركات
التطهير العرقي في اقليم دارفور نظام الخرطوم أوزار "التطهير العرقي" والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في إقليم دارفور من أفقر أقاليم العالم، وأشدها بعداً عن الطرق المطروقة، إذ يقع على الحدود الغربية للسودان مع تشاد وإفريقيا الوسطى ؛ فلقد قامت النظام الحاكم بمشاركة ميليشيات جنجويد من الأفارقة ذوي الأصول العربية، التي تتلقى السلاح والتأييد منه باعتداءات كثيرة على السكان المدنيين من السكان الأصليين على رأسهم ( فور، و مساليت، و زغاوة) والشعوب والقبائل الأخرى . وأشرفت القوات النظامية، بل وشاركت مشاركة مباشرة، في المذابح المرتكبة ضد المدنيين، ومن بينهم نساء وأطفال، وإعدام بعضهم إعداماً فورياً، وإحراق البلدان الصغيرة والقرى، وإرغام السكان على الرحيل من مساحات عريضة من الأراضي التي طالما أقامت فيها شعب فور، ومساليت، وزغاوة؛ ولم يتورع أفراد ميليشيات جنجويد، الذين يدينون بالإسلام مثل السكان الاصليين التي يعتدون عليهم، عن هدم المساجد، وقتل الزعماء الدينيين للمسلمين، وتدنيس مصاحف أعدائهم. وقامت نظام الخرطوم بمشاركة حلفائها من ميليشيات جنجويد بقتل الآلاف من فور ومساليت وزغاوة، وكثيراً ما كان ذلك عمداً، واغتصاب النساء وتدمير القرى والمخزونات الغذائية والإمدادات التي لا غنى للسكان المدنيين عنها. كما قامت بإجلاء ما يربو على مليون من المدنيين، معظمهم من المزارعين، وأسكنتهم في مخيمات ومستوطنات في اقليم دارفور، حيث يعيشون على حافة الكفاف، رهائن خاضعين لانتهاكات ميليشيات جنجويد. وفر ما يزيد على 110 آلاف آخرين إلى دولة تشاد وافريقيا الوسطى وليبيا المجاورة لذلك الإقليم، وإن كانت الغالبية العظمى لضحايا الحرب ما تزال محصورة في اقليم دارفور. ولهذا الصراع جذوره التاريخية، ولكنه تصاعد في فبراير/شباط 2003 عندما قامت طائفتان من المتمردين هما "حركة/جيش تحرير السودان"، و"حركة العدالة والمساواة"، اللتان ينتمي أعضاؤهما إلى قبائل فور ومساليت وزغاوة العرقية دونما اشراك منهم مباشر لبقية سكان الاقليم. بالمطالبة بوضع حد للتهميش الاقتصادي المزمن، والسعي إلى تقاسم السلطة مع الدولة السودانية التي يحكمها الجلابة الشماليون. كما طالب هؤلاء نظام الخرطوم لوقف تدخله ومساعدة السكان من ا الاعراب السود وهم الرعاة العرب الذين اضطروا تحت وطأة القحط والتصحر إلى الزحف إلى الأراضي الزراعية . ووالذين يحتمون بميليشيات مسلحة وفقاً للتقاليد الانعزال للرُّحل بل نظمهم النظام في منظمة اسمها مرتزقة الجنجويد. وواجهت نظام الخرطوم هذا التهديد المسلح والسياسي بالهجوم على السكان المدنيين الذين التحق بعضهم بصفوف المتمردين اضطرارا وخوفا من نظام لا يفرق بين البريئ والمذنب ، ولجأت بصفاقة إلى استغلال الانتماء العرقي فنظمت مشاركة عسكرية وسياسية مع بعض الأفارقة العرب الرحل في منظمة مرتزقة الجنجويد، فقامت بتسليحهم وتدريبـهم وتنظيمهم، كما ضمنت لهم في الواقع الفعلي عدم محاسبتهم على ما يرتكبونه من جرائم. وتتسم المشاركة القائمة بين نظام الخرطوم وجنجويد بالقيام باعتداءات مشتركة على المدنيين لا على قوات المتمردين. وهذه الاعتداءات يشترك في ارتكابها أفراد الجيش السوداني وجهاز الأمن ، وأفراد جنجويد الذين يرتدون زياً عسكرياً لا يختلف عن زي أفراد الجيش. ورغم أن عدد أفراد جنجويد دائماً ما يفوق عدد الجنود النظاميين، فإن القوات النظامية عادة ما تصل أولاً أثناء الهجمات ولا ترحل إلا بعد انقضائها، أو كما قال أحد أبناء القرى النازحين "إنهم (أي الجنود) يرون كل شيء" يفعله أفراد جنجويد "فهم يأتون معهم، ويقاتلون معهم، ويرحلون معهم". وكثيراً ما تتلقى الاعتداءات المشتركة بين القوات النظامية وجنجويد دعماً من القوات الجوية السودانية، وقد أدت اعتداءات كثيرة إلى قتل معظم القرويين من القبائل التي لم تشترك في الحرب كالتنجور و ال برتي والبرقد .. ، بل لقد كان عدد القتلى يصل أحياناً إلى مائة قتيل في مرة واحدة . ومعظم هذه الأحداث غير مسجلة. وقد قضت هيومن رايتس ووتش خمسة وعشرين يوماً في غربي دارفور وفي أطراف الإقليم، سجلت أثناءها الانتهاكات المرتكبة في المناطق الريفية التي كانت من قبل زاخرة بالمزارعين من طائفتي المساليت وفور؛ وشاهدت المساحات الشاسعة من أوطانهم التي تعرضت للحرق والإخلاء من السكان منذ اوت/آب 2003، وهي من أخصب الاراضي الزراعية في ذلك الإقليم. والواقع أن الريف قد أُفرغ من سكانه الأصليين من طائفتي مساليت وفور، باستثناءات نادرة، بل إن كل ما يلزم للعيش والبقاء - كالثروة الحيوانية والمخزونات الغذائية، والآبار ومضخات المياه، والبطاطين والملابس - قد تعرض إما للسلب والنهب أو للدمار والخراب. ولقد تعرضت القرى للإحراق، لا بصورة عشوائية بل بصورة منتظمة، وكثيراً ما كان الفاعلون لا يكتفون بمرة واحدة، بل يعيدون الكرة. وأدى وجود ميليشيات مرتزقة الجنجويد، دون ضابط أو رابط، في المناطق الريفية التي أُحرقت، وفي القرى التي أتت عليها النار فهجرها أهلها، إلى نزوح المدنيين إلى المخيمات والمستوطنات المقامة خارج البلدان الكبيرة، حيث يقوم رجال جنجويد بارتكاب القتل والاغتصاب والسلب - بل والسطو على مواد إغاثة الطوارئ - بمنجى من العقاب. وعلى الرغم من تكرار الدعوة من جانب المجتمع الدولي إلى التحقيق في مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فلقد اقتصر رد نظام الخرطوم على إنكار وقوع أي انتهاك، ومحاولة تطويع 'المعلومات' ومنع تسرب أية أخبار؛ إذ وضعت حدوداً لما ينشر من أنباء دارفور في الصحف القومية، وفرضت قيوداً على دخول أجهزة الإعلام الدولية إلى الإقليم، وحاولت عرقلة تدفق اللاجئين منه إلى تشاد. ولم يستطع فريقا التقييم الرفيع المستوى التابعان للأمم المتحدة من دخول إقليم دارفور إلا بعد فترات تأخر طويلة، وبعد الضغط الدولي على نظام الخرطوم . ورغم ما وعد به نظام الخرطوم من تيسير وصول البعثات الإنسانية ودخولها دون عائق، فإنه نكث بوعده، بل إن الأنباء الأخيرة التي تفيد بأن نظام الخرطوم يحاول إخفاء القبور الجماعية وغير ذلك من الأدلة التي تدل على أن نظام الخرطوم يعلم حق العلم مدى بشاعة جرائمه ويحاول حالياً التستر على كل ما يشهد عليها. وعندما يبدأ الفصل المطير في أواخر مايو/أيار، وما يأتي به من صعوبات في النقل والتموين، يزيد منها سوء حالة طرق الإقليم الوعرة وضعف هياكل البنية الأساسية، فسوف تزداد صعوبة أية رقابة دولية لاتفاق وقف إطلاق النار الهش المبرم في أبريل/نيسان، أو الرقابة على الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان، بل وإمكان الانتفاع بأية معونة إنسانية. ويقول تحذير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن على نظام الخرطوم أن يكف عما درج عليه في الماضي وأن يفتح الباب على مصراعيه فوراً للمعونة الإنسانية، وإلا فإن عدداً لا يقل عن 100 ألف من المدنيين المتضررين من الحرب في دارفور قد يموتون بسبب نقص الأغذية، وبسبب الأمراض، في غضون الشهور الاثني عشر المقبلة. لماذا لم تشأ القبائل الثلاثة (الفور، المساليت، الزغاوي) مشاركة كل العناصر بالإقليم منذ البداية الأفارقة ذوي الأصول العربية وغيرها كالتنجور ،البرتي ، والبرقد والميدوب....الخ ؟ ولماذا لم توسع من دائرة المشاركة حتى الآن في القائدة والقيادة؟ ولماذا نظمت المجموعة العربية أعضاء منظمة الجنجويد أنفسهم في مجلس شورى القبائل العربية؟ كل ذلك أبناء إقليم دارفور يعطون نظام الخرطوم الفرصة للتدخل يما بينهم ويفعل النظام أفكاره الشيطانية الغير أخلاقية؟. لقد تباطأ المجتمع الدولي حتى الآن في ممارسة كل ضغط ممكن على نظام الخرطوم حتى يكف عن سياسة التطهير العرقي، وأن يضع حداً للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية المرتبطة بذلك والتي سبق اقترافها، وعلى المجتمع الدولي إذن أن يتحرك الآن. وعلى مجلس الأمن الدولي بصفة خاصة أن يتخذ التدابير العاجلة لضمان حماية المدنيين، وتيسير وصول المعونة الإنسانية دون قيود، وإنهاء التطهير العرقي في دارفور - هذا وإلا فلن نلبث أن نجد أن الوقت قد فات. ادم صالح مركز دراسات السودان المعاصر |
المصدر: مقالات وتحليلات - سودانيز أون لاين
مقال جدير بالنقاش بقلم آدم صالح أحد كتاب مركز دراسات السودان المعاصر..
|
|
|
|
|
|
|
|
|