|
ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج
|
سودان عبد الرحيم حمدي!!
* اخطر ورقة قرأتها في الخمس عشرة سنة الاخيرة، هي التي قدمها الاستاذ عبد الرحيم حمدي في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني الذي انعقد في الشهر الماضي.. ويتحدث فيها عن توقعاته لتدفقات الاستثمار في الاربع سنوات القادمة، والسياسات التي يجب ان تنتهجها حكومة المؤتمر الوطني لاستقطاب هذه التدفقات، والانتفاع منها لاقصى حد لكسب اصوات الناخبين في الانتخابات القادمة، والمناطق ذات الوزن الانتخابي التي يجب ان توجه لها هذه الاستثمارات.. لكي تؤتي اكلها.. في شكل اصوات انتخابية لصالح المؤتمر الوطني! * باختصار شديد.. فإن ورقة الاستاذ حمدي، تربط بين توزيع الخدمات في القطر وبين الكسب المتوقع لحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات من المناطق التي تحظى بهذه الخدمات!! * فالمنطقة ذات الثقل الانتخابي، والتي يمكن ان تُستقطب اصواتها لصالح المؤتمر الوطني، هي المنطقة التي يجب ان تُحظى بالخدمات، اما المنطقة التي ليس للمؤتمر الوطني حظ في اصوات ناخبيها، فلا يجب ان يكون لها نصيب من التنمية والخدمات!! * وعلى هذا الاساس.. فإن الاستاذ عبد الرحيم حمدي يقترح في ورقته ان يتم تركيز الخدمات في ما اسماه «محور دنقلا ـ سنار + كردفان» او «السودان المحوري» على حد تعبير حمدي، لانها منطقة وعي ذات ثقل انتخابي، اكثر استجابة للمؤثرات الخارجية... وبالتالي فهي الاكثر طلباً للخدمات، والاكثر قابلية لاجتذاب اصوات ناخبيها.. اما مناطق دارفور والشرق والجنوب، فهي مناطق لا يُعتمد عليها في الانتخابات.. وبالتالي لا يجب ان تكون موضع اهتمام في الفترة المقبلة، من حيث توزيع وتركيز الخدمات، خاصة انها مناطق مرشحة للانفصال، او لوجود اوضاع سياسية فيها، ليست في صالح المؤتمر الوطني! * تخيلوا.. درجة الجرأة التي يفكر بها الاستاذ عبد الرحيم حمدي.. بل ويترجم افكاره الى ورقة عمل يقدمها في مؤتمر مفتوح بقاعة الصداقة، ولا يخشى شيئا.. في الوقت الذي يتحدث فيه الناس عن وحدة جاذبة، وسلام شامل، وحل مشاكل دارفور والشرق وبقية المناطق المهمشة وتحقيق التنمية المتوازنة! * ولكن عبد الرحيم حمدي، يربط هذه التنمية.. ويربط الخدمات التي تُقدم لاية منطقة بمدى قابليتها للتصويت للمؤتمر الوطني! * غدًا باذن الله، استعرض ما جاء في ورقة عبد الرحيم حمدي، ليتبين للناس، وللذين اتفقوا مع المؤتمر الوطني والذين يسعون للاتفاق معه، تفكير المؤتمر الوطني وتفكير قادته حول مستقبل السودان السياسي والاقتصادي.! انتظروني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|