|
Re: الحركة توضح موقفها من القوات الدولية.. عرمان لنافع : لسنا تلاميذ في مدرسة سياسية (Re: ahmed haneen)
|
الصحافة
الحرب البــــاردة داخـــل أروقـــة المؤتمـــر الوطنـــي!!
ماذا يجري في أروقة المؤتمر الوطني هذه الأيام.. هل يعيش الحزب الحاكم حالة خلافات أم ان ما يجري داخل أروقته واحدة من صور التباين في وجهات النظر أم ان هنالك توزيعاً مدبراً للأدوار بين قيادته ورموزه؟؟
لابد ان تكون هنالك واحدة سائدة داخل المؤتمر الوطني بين الحالات الثلاث بعد أن اصبح الشارع السوداني بحسه السياسي وادراكه العام مشدوداً لالتقاط ما يثار حول طبيعة الصدامات وتقاطع الآراء بين قيادات الحزب الحاكم وهم يواجهون في هذا الظرف مآلات الحكم التي تكتظ بالمشهد الدارفوري وافرازاته المتشابكة والتطورات المتسارعة على صعيد القضايا الأخرى.
يفيد الحقيقة القول بأن الاسلاميين اشتهروا بالقدرة التنظيمية واتقان حجب المعلومات وراء الغلالة الحزبية لكن مثل هذه الخصائص انهارت وتهاوت بسبب نوازع السلطة وكفاءة المجتمع السوداني في سبر أغوار المكنونات فكان مشهد المفاصلة بين القصر والمنشية تحت مجهر المجالس الشعبية في مراحله الأولى قبل ان يزحف نحو الهواء الطلق ولذلك كان عصياً على الدكتور مجذوب الخليفة محو ماهو موجود في مخيلة المواطن السوداني بشأن ما يدور في المؤتمر الوطني الآن عندما اعلن في تصريحات صحفية خلال الأيام الماضية بعدم وجود أي خلافات بين الرئيس البشير والاستاذ علي عثمان محمد طه. قطعاً المواطن العادي لا يبحث عن خلافات أو تطاحن بين البشير وطه لادراكه التام بأن أهل الانقاذ يعلمون بأن تضخيم الصراعات والاشكاليات بينهم سيؤدي الى غرق مركبهم جميعاً فالأعداء والمتربصون يحيطون بهم احاطة السوار بالمعصم. لذلك يكون المقصود هو البحث حول التباين في وجهات النظر بشأن القضايا الآنية. تقول المصادر المأذونة بأن الأستاذ علي عثمان وطاقمه السياسي يطالب باتخاذ مواقف تتسم بالمرونة والصبر حول التعاطي مع المجتمع الدولي بخصوص مشروع القوات الدولية باعتبار ان التطرف سيعقد الأزمة ويقرب من خطوات العقوبات التي يلوح بها المجتمع الدولي ويعتقد طه بأن الوعود التي قطعها في بروكسل لا تعني الموافقة على حضور القوات الأممية لدارفور فلا يمكن ان تعطي شيئاً على ورقة بيضاء وانما المقصود اخضاع الأمر لدراسة متأنية. وفي محور آخر يرى طه بأن هنالك تسرعاً قد حدث حول التوقيع على اتفاقية أبوجا وتقول المصادر بأن طه قد قطع التفاوض الذي قاده ولم يأت للخرطوم كيما تتم عملية التوقيع التي انتجت سلاماً ناقصاً وانصار الاستاذ طه يكون صدق حدسهم حول هذا المضمار ويستدلون بذلك بالنظر للمشهد الدارفوري الآن، علاوة على ذلك فإن طه لديه آراء محددة حول التعامل الحكومي على مجموعات الجنجويد بعد التطورات الاخيرة. وقبل ذلك يقال بأن الاستاذ طه كان يرى بأن يخلو التشكيل الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية من العناصر التي يتحدث الشارع العام عن تجاوزاتها وذلك في اطار خلق نظرة جديدة للحكم في المرحلة الانتقالية. ومن جانب آخر فإن المجموعات المناهضة لآراء الاستاذ علي عثمان بدأت تفسر اطروحاته على انها تساهل وانه أعطى ضوءاً أخضر للقوات الأممية للوصول لدارفور. وقبل ذلك ظهرت بعض الآراء خلال المؤتمر الأخير للحزب الحاكم تحاول ايقاف تمدده ونفوذه الواضح.
ويحاول البعض تصوير الدكتور نافع علي نافع بأنه يقوم بدور المنافس للأستاذ علي عثمان وإذا كان هناك من ينظر للأستاذ طه بأنه قد أسهم بشكل لافت في تحقيق انجاز السلام فيوجد من يشير الى ان الدكتور نافع كان له القدح المعلى في تثبيت أركان الانقاذ في أيامها العصيبة. وفي المقابل لابد من القول بأن الرئيس البشير والأستاذ علي عثمان كانا شريكين في تطورات تاريخية ومفصلية على الساحة السودانية فالاثنان نجحا في ازاحة الدكتور حسن الترابي الأب الروحي والمنظر الأيدولوجي للحركة الاسلامية من السلطة بعد ان دخل معهما في صراعات مريرة تمخض عنها انقسام الحركة الاسلامية الى مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي وكذلك فإن الرجلين تعاونا سوياً في صنع عملية السلام والتحكم في اصدار القرارات المصيرية وتلك المعطيات في تقديري كفيلة بايجاد الدوافع التي تساعد الرجلين بمعالجة تقاطع الخطوط داخل حزبهما حتى لا تغرق المركب بالجميع.
|
|
|
|
|
|