|
المرأة الجزيرة
|
رغم البعد و المسافات رغم تباين الاتجاهات سأظل دوما أسعى الى لقياك أنت غريب عني و قريب مني... تائه ...حائر في البعد هناك وأناها هنا...مازالت عيناي شاردتان تبحثان عنك في كل الأمكنة مازلت حائرة أقف على رصيف منعزل في شارع مهجور و بيدي حقيبة مليئة باللهفة و بطاقات المعايدة ...و كثافة فضول ما بعد الانتظار ... و في جيبها السري حب لا نهائي دفاق أتدري أن عمره عشرات السنين و ما زالت بذوره الغضة تتكاثر بوحشية بين ضلوع قلبي المنهك الذي أرهقه ضجر الانتظار... و أنا كما أنا أعيش كناسكة نذرت عمرها لك...و لك وحدك يا... أنا طلبت سفن كثيرة اللجوء الى مرافئ عيني و لكني رفضتها جميعا ...فأنت وحدك ربان السفينة التي سأسمح لها بالرسو على شاطئ عيني أنت وحدك أيها الرجل..الحلم الغائب ..الحاضر يا غريب ...لماذا يلازمني طيفك المجهول الملامح كهاجس عنيد مع كل فكرة تنمو في عقلي و كل زفرة تنطلق من أنفاسي و كل خاطرة تشرق في فؤادي و مع ذلك يستعصى على لقاءك ... و تحتضر دوما أمنياتي أنا المرأة الجزيرة...بدواخلي أشياء كثيرة... أين أنت يا من ستقاسمني هواجسي..حيرتي..خيباتي الصغيرة.. و تساؤلاتي التي لا تنتهي... يا من ستقتلع جذور هذه الروح الحزينة التي أبت أن تجد لها موطنا في خارطة العالم سوى جروح أعماقي النازفة... يا من ستوقظ حواسي النائمة و تطلق سراح الأنثىالأسير بداخلي من زنزانته العتيقة الصدئة ... ياالهي..هل حقا رفعت الأقلام و جفت الصحف ؟ و هل نسجت أيادي القدر قصتي معك و حكمت عليها بالفناء حتى قبل اللقاء ... و هي ما تزال تشير ساخرة الي... بأني عبثا خلقت و بأني لن ألقاك...أبدا عثمان حسين ...أيها الشقي ...لماذا يظل صدى صوتك الشجي يلاحقني كظلي و أنت تتغني برائعة بازرعة وتسألني بالحاح لبتين يلازمك في هواه مر الشجن هل سأظل كما كنت دوما وحيدة... كدمعة حائرة...كذرة غبار معلقة بين السماء و الأرض ساكنة...كبركة مياه خاصمتها نسمات الهواء منطفئة ...كجمرة أحالتها حرقة الانتظار الى حفنة رماد و هل ستكون حكايتي معك كحكاية ناذك الملائكة و زائرها الذي لم يجئ... لكني حتما سألقاك ...لأنك موجود عندي تتوسد جوف الأعماق و حين نلتقي لأول مرة و نجتمع سواء... و تتحسس ملامحي و تسألني عن كل الأشياء ... تعلو وجهك دهشة لماذا لا تسألي عني و أجيبك ... لأني عرفتك قبل اللقاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|