كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)
|
الأستاذة ندى أمين بعد التحيات، استوقفني تساؤلك المقلق:
Quote: و السؤال العاصف عن ما الذي يدفع الصحفي الى مناطق الحروب و الأزمات لدرجة تعريض نفسه للخطر و الموت؟ هل هو البحث عن الحقيقة أم عن المجد الصحفي؟ هل هو ارضاءا لطموحات شخصية أم ولاءا لأخلاقيات المهنة؟ |
ومن البديهي أن الأسباب تختلف باختلاف الناس والمواقع والثقافات والسياق الذي يأتي فيه الحدث. لكن مناط مخاطرة الصحفي بحياته لا تخرج من حالتين: الدافع الذاتي: وهذا يختلط فيه البحث عن المجد الشخصي بالولاء للمهنة. لكنه ايضاً محفز قوي- اياً كان منبعثه من السببين المذكورين- للتنقيب المستمر عن الحقيقة.. لكن مع الأسف الشديد، تختلف ألوان الحقيقة باختلاف عدسات النظر عند الصحفيين. ذلك أمر سأفصل لك فيه لاحقاً. ًالدافع الموضوعي: وهو يقتصر في أغلب الأحيان على ذوي المهنية العالية، والواعز الأخلاقي السليم. وهؤلاء أندر من أسنان الدجاج. اسمحي لي بسرد جانب من تجربة شخصية هنا. فخلال الحرب الأخيرة على العراق، كان لي شرف التواجد هناك من ضمن فريق العربية لتغطية الحرب. من المواقف التي لا أنساها موقف الصحفي الأمريكي العتيق بيتر أرنيت-مراسل السي إن إن خلال حرب الخليج الثانية- حينما فصلته القناة التي كان يراسلها، لأنه لم يكن متحيزاً للقوات الأمريكية في توصيفه لما يجري هناك، ونقله للأحداث. أرنيت لم ينقلب على عقبيه، بل عمل خبيراً زائراً في أكثر من قناة، يصف ويحلل ويوازن ويستنتج، ويصيب كبد الحقيقة غالباً. كان أكثر ظهور أرنيت- بعد فصله- في قناة العربية، وتابعت بشغف طريقته الفذة في سرد ما يحدث من زاوية المراقب الراصد، ويتبعها بتحليل نافذ.. حوادث أخرى متفرقات ما تزال تختلط ببعضها في ذاكرتي الكسلى، لكن كثيراً ما أحزنني ايامها تلوين بعض الزملاء ما ينقله بصبغة ذاتية تظهر بطولاته في نقل الحدث، ناسياً أن المشاهد ذاكرته قصيرة. فإن تذكر المراسل فسينسى الحدث فور طروء آخر جديد. وهو بذلك يستهزيء برسالته التي غامر بحياته من أجلها. زميل عراقي اسمه (ر) كان كثيراً ما يزيد أرقام القتلى والمصابين من عنده- خاصة إذا كانوا من القوات الأمريكية.وإذا عاتبناه، بررها بحديث الرسول (ص) في معنى ان الحرب خدعة، فخذِّل عنَّا. يريد بذلك أنه يحارب مع إخوانه العراقيين، ولربما خدمه الحظ ليرتفع الرقم إلى العدد الذي ذكره، فيكون قد أصاب عصفورين بحجر.. هكذا!!! على سبيل الإجابة عما يدفع الصحفي للمخاطرة، هاك مثال. مجموعتنا التي خرجنا فيها إلى بغداد ونار الحرب تفح فوق رقابنا كانت ستة. منا اثنان خرجوا إيماناً واحتساباً، باعتبار أن الجهاد بالكلمة أضعف الإيمان. والله عليم بالنوايا. أحدنا لم يخفها، وقالها علانية: هذه فرصتي لأصبح نجماً. شخصي الضعيف والبقية توافقنا على أن شرف الكلمة ومطالب المهنة أسمى من الخوف (الطبيعي) الذي يعترينا. فأصاب منا هدفه من أصاب، وخاب من خاب. لكن الشاهد هنا: اختلفت الدوافع والمقصدواحد. وفي الذاكرة آلاف القصاصات.. أرجو أن يتسع لي صبرك ذات بوست لأحكي لك طرفاً منها. ولي عودة مرة أخرى للإجابة على باقي السؤال. حاشية: نكأت لي جرحاً يأبى أن ينسد بذكرك الزميلين العزيزين علي الخطيب وعلي عبد العزيز.. والله لو كتبت لك عنهما سطوراً بمقدار ما نشر في هذا المنبر، لما كفيت.. لكنهما راحا شهيدين للحق وكلمة الحق.. لا أزكي على الله أحداً، لكن العليين كانا من طراز نادر، ولا أعرف من بين من أعرف من هو أحق منهما بمثل هذه الشهادة الرفيعة. "ولا تحسبوا الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | Nada Amin | 05-04-04, 06:05 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | serenader | 05-05-04, 04:34 AM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | nada ali | 05-05-04, 07:36 AM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | Elmosley | 05-05-04, 12:58 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | شتات | 05-06-04, 10:28 AM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | Nada Amin | 05-07-04, 11:17 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | Nada Amin | 05-14-04, 06:20 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | omer almahi | 05-14-04, 08:37 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | omer almahi | 05-14-04, 08:44 PM |
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب | serenader | 05-14-04, 09:57 PM |
|
|
|