المسكوت عنه فى شئون البيت السودانى...

Quote: الاستاذة المحترمة نور تاور عيد سعيد وكل عام والجميع بخير... أكتب اليك اليوم عن قضية عامة وليست مشكلة شخصية تواجهنى. وتقديرا لوقتك الثمين ودخول العيد علينا بمشاغله الكثيرة أدخل فى الموضوع مباشرة. أعيش فى أحدى المدن الكبيرة فى غرب السودان.. وهى تربط غرب السودان بمناطق السودان المختلفة. لذلك تفر الينا الاسر والعلائلات من كل مناطق القتال وحتى الجنوب. نساء وفتيات هاربات من نيران الحرب أو تداعياتها. لا يجدن القراءة او الكتابة. منهن من فقدت اسرتها بالكامل وتعيش مع بعض المعارف من نفس قريتها السابقة فى هامش المدينة. المهم فى الامر يا ستى وسبب المى الشديد خاصة مع دخول العيد وكل الاسر تسارع فى ان تجعل ايامه سعيده. نحتاج الى وقفة مع هؤلاء النسوة والفتيات.. معظمهن يعملن فى البيوت وخاصة الفتيات دون العشرين. يتمتعن بمستوى عالى من الذكاء وعزة نفس وامانة ونزاهة يحسدن عليها ويعملن بجد واخلاص. منذ الصباح الباكر وحتى المساء دون كلل أو ملل وكل ما يتوقعنه هو بقايا الاكل وبعض السكر والبن والصابون لبقية افراد الاسرة ثم الاجر الشهرى الذى لا يلبى أحتياجات أى شخص فى تلك الاسر.. مع الغلاء الذى نعيشه ماحز فى نفسى حقيقة هو الغياب التام للمؤسسة التعليمية وأنتشار فتيات صغيرات فى مدن غريبة عنهن ولا يحمل لهن المستقبل أى أمل فى الافق. هؤلاء الفتيات والنساء السودانيات يعانين الكثير فى تدبير أمورهن.. وعددهن لا ينقطع أو يتوقف.. كيف يمكن أن نتصدى لمشكلة الامية؟ كيف نوفر لهن العلاج؟ كيف نعالج مشاكلهن المستفحلة؟(اللبس والسكن)الخ كيف يمكن ان نعيد اليهن الابتسامة والامل؟ كيف يمكن أن نعيدهن الى وضعهن الطبيعى كمواطنات سودانيات لهن الحق فى العيش الكريم؟ وماهو المستقبل الذى ينتظر هذه الامة التى تعآنى نسائها كل هذه المعآناة؟ أفيدينا أفادك الله...