|
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
2- فترة الديمقراطية الثالثة (1985 – 1989):
تميزت هذه الفترة بالسمات الآتية:-
1- انعقاد المؤتمر الاقتصادي في عام 1986 والذي خرج بتوصيات تتلخص في الآتي:-
(أ) إعادة تعمير وتأهيل المؤسسات والمشاريع الإنتاجية والخدمية في القطاعين العام والخاص، وإعادة تعمير المناطق التي تأثرت بالجفاف والمجاعة.
(ب) إصلاح النظام المصرفي وتصفية النشاط الطفيلي.
(ج) إشاعة الديمقراطية وإشراك العاملين في المؤسسات الإنتاجية.
(د) تحسين أجور ومرتبات العاملين والمنتجين على أن يرتبط ذلك بزيادة الإنتاجية وتوفير مدخلات الإنتاج بالنسبة لمؤسسات القطاع العام والخاص الإنتاجية.
(ه) إصلاح وتحسين خدمات التعليم والصحة.
(و) لجم وسائل التضخم وتخفيض أسعار السلع الرئيسية وإصلاح قنوات التوزيع.
(ز) وضع خطة اقتصادية لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي تخضع جميع السياسات الاقتصادية والمالية بهدف الاستغلال الكامل للطاقات الإنتاجية المتاحة وإصلاح مسار الاقتصاد السوداني.
2- رغم قرارات وتوصيات المؤتمر الاقتصادي، إلا أن السياسات التي سارت عليها حكومات تلك الفترة أدت إلى استمرار مظاهر الأزمة الاقتصادية التي تتلخص في الآتي:-
(أ) ركود الإنتاج السلعي ( زراعة – صناعة ) وتضخم قطاع خدمات المال والتجارة، أي أن وزن الطبقات الطفيلية الإسلامية والمايوية كان مؤثرا في النشاط الاقتصادي، الشيء الذي عرقل محاولة أي إصلاح، وبالتالي انعكس ذلك على النشاط السياسي وإجهاض الانتفاضة وتقويض الديمقراطية.
(ب) استفحال المديونية الخارجية التي بلغت 14 مليار دولار.
(ج) عجز مقيم في الموازنة الداخلية وميزان المدفوعات.
(د) تزايد معدلات التضخم إذ بلغ أكثر من 45%. .
(ه) تدهور متواصل في سعر صرف الجنية السوداني.
(و) تزايد معدلات استهلاك الفئات الطفيلية، وارتفاع معدلات الاستيراد غير الإٌنتاجي، وانكماش الصادرات وتزايد المنصرفات. كما استمرت حكومات ما بعد الانتفاضة في السياسة التقليدية التي تسببت في الأزمة الاقتصادية مثل: تقليص دور الدولة، إلغاء الضوابط على حركة المبلغ والسلع والتخلص غير المدروس والتدريجي من القطاع العام خاصة في مجال البنوك والتأمين والتجارة.
(ز) التشجيع المفرط للقطاع الخاص المحلي والمختلط والأجنبي دون اعتبار للأولويات والسيادة الوطنية، وذلك بالإعفاءات والتغاضي عن التهرب الضريبي.
(ح) إطلاق العنان لقوى السوق بافتراض أن ذلك يساوى بين الأسعار وتكلفة الإنتاج ويقربها من مستويات الأسعار العالمية مما أدخل البلاد في حلقة تعديلات سعر الصرف دون تحقيق الأهداف المطلوبة.
(ط) التوجه الخارجي للاقتصاد السوداني والاعتماد شبه الكامل على العون الخارجي، فعلى سبيل المثال في الفترة: (1986 – 1989)، تم تحقيق تمويل تنموي (عن طريق العون الخارجي) بلغ مجموعه 7 مليار دولار لتمويل التنمية والبترول والسلع التموينية والاستهلاكية ومعدات عسكرية كان تفاصيلها كالآتي: 3 مليار دولار للتمويل التنموي، مليار دولار لسد العجز في كل سنة بعضه بترول وبعضه دعم سلعي، 3 مليار دولار للمعدات العسكرية. _ الصادق المهدى : تحديات التسعينيات، 1990).
3- تفاقم حرب الجنوب التي كانت تكلف 3 ملايين من الجنيهات يوميا، إضافة للخسائر في الأرواح والمعدات والمجاعات وتوقف التنمية في الجنوب، وبذلت محاولات كثيرة من قيادات الأحزاب والتجمع والنقابات والشخصيات الوطنية في شكل مبادرات وندوات حتى كللت هذه المحاولات بتوقيع اتفاقية الميرغني – قر نق التي أجهضها انقلاب 30 يونيو 1989.
4- ظلت مصادر الخطر على الديمقراطية موجودة كما حددها الحزب الشيوعي والتي تتلخص في الآتي:-
(أ) التخلي عن شعارات الانتفاضة بعدم تصفية أثار مايو.
(ب) الإبقاء على القوانين المقيدة للحريات (قوانين سبتمبر 1983)، قوانين النقابات وغيرها من القوانين.
(ج) عدم الجدية منذ بداية الانتفاضة في الحل السلمي لمشكلة الجنوب.
(د) مغازلة الحزبين الكبيرين (الأمة والاتحادي الديمقراطي) للجبهة الإسلامية رغم موقفها المعادى للديمقراطية، حتى انقلبت على الديمقراطية وعضت اليد التي أحسنت إليها.
(ه) قانون الانتخابات الهزيل الذي حرم القوى الحديثة من التمثيل. هذا إضافة لتواتر ظاهرة الإضرابات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
5- كما صدر في هذه الفترة الدستور الانتقالي، وقانون الصحافة والمطبوعات وقانون الجامعة، وقامت انتخابات 1986 بقانون انتخابي معيب، وتكونت حكومة ائتلافية بين الأمة والاتحادي الديمقراطي والأحزاب الجنوبية ولم تستمر طويلا، وفشلت في حل قضايا الاقتصاد والجنوب وترسيخ الديمقراطية وتم تكوين حكومة ائتلافية أخرى في مايو 1988 من حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والجبهة الإسلامية، إلا أن تلك الحكومة أيضا فشلت في حل مشاكل البلاد.
وفي ديسمبر 1988 حدث الإضراب السياسي العام ضد زيادة الأسعار، وبعد الإضراب ومذكرة القوات المسلحة التي خلقت جوا انقلابيا، تم تكوين حكومة واسعة التمثيل، وبعد تكوين الحكومة الموسعة ونجاح مبادرة الميرغني – قرنق لحل مشكلة الجنوب انعزلت الجبهة الإسلامية والتي رفضت التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية وكانت تخطط للحل العسكري والانقلاب على الديمقراطية، وبعد تكوين الحكومة الموسعة، كانت مواكب الجبهة الإسلامية تجوب الشوارع من أجل حكم الشريعة، وقبل ذلك كانت مواكب الجبهة الإسلامية حول أمان السودان وتحت ستار دعم القوات المسلحة، وكان د. حسن الترابي في لقاءاته الجماهيرية يدعوا علنا لقلب نظام الحكم، وتواترت المعلومات لقيادات الأحزاب والحكومة عن تخطيط الجبهة الإسلامية لانقلاب عسكري، وبسبب الغفلة والتهاون وقع انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:39 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:42 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:44 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:48 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:50 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 12:54 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | عمار عبدالله عبدالرحمن | 10-25-07, 06:31 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-25-07, 10:30 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | HAYDER GASIM | 10-26-07, 01:11 AM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | على عمر على | 10-26-07, 03:21 AM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-26-07, 08:18 AM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-26-07, 08:35 PM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | HAYDER GASIM | 10-27-07, 03:10 AM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-27-07, 10:46 AM |
Re: المتغيرات بعد المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني | خالد العبيد | 10-27-07, 11:21 AM |
|
|
|