|
مشروع دستور السودان:
|
مشروع دستور السودان: اعداد محمد النور كبر
تقدمة:
ان الدساتير و الوثائق ، مهما كانت دقيقة و محكمة و مثالية في تصوراتها، لا تقيم دولة ، و انما يقيم الدولة قوة الإرادة و النظر للمستقبل بعقل مفتوح. و اليوم السودان يمر بمنطعف دقيق للغاية ادى الى فقدان جزء منه و ربما تتساقط اجزاء اخرى. و النخب السودانية بمختلف خلفياتها و اهدافها المعلنة و غير المعلنة تكاد تتفق على ضرورة البحث عن مخرج يتوافق عليه الجميع و يتواضعون عليه. بيد أن مثل ذلك البحث يظل هو بحث فوقي تمارسه النخب بتعالي تحسد عليه. مثلا مسالة الدستور يتم التعاطي معها بصورة لا تستصحب واقع شعوب السودان من بعيد أو من قريب. قضايا مثل حماية الشعوب من جرائم خطيرة مثل جرائم الإبادة العرقية والجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب ، مثل هذه القضايا لا تشكل حضورا في اهتمام اهل النخب السودانية.مثلها و مثل قضايا انتشار السلاح في المجتمعات الريفية النائية و الذي بدوره يؤدي الى زعزعة الأمن و الإستقرار في مناطق هي مناطق انتاج و مستقبل اقتصادي يهم جميع اهل السودان. و كلها تجارب عشنا مأسيها و مرارتها في وطننا السودان..فهل هي ليست قمينة بان تكون في صلب أي دستور سوداني؟ نتحدث عن التغيير..فهل جربنا مرة ان نفكر بصوت مسموع لتغيير اسماء اقاليمنا و مدننا ؟..هل فكرنا مرة واحدة أن نجرب حقنا في المطالبة باختيار مدينة غير الخرطوم لتكون عاصمة للسودان؟..هل جربنا مرة واحدة أن نطالب بحقنا في تنشئة اطفالنا و طريقة تعليمهم؟..هل جربنا مرة واحدة ان نغير طريقة مخابطتنا و نستخدم لغة لا تقصى امرأة أو رجل ؟..هل جربنا مرة واحدة ان نفكر في نصوص دستور: نكتبها ، ننقحها ، نعدلها حتى نصل الى صيغة تنال الإجماع المعقول؟..و ما هو دور الأقاليم و اهلها في كتابة دستور ليحمي حقوقهم دون تمييز و يحكم علاقاتهم ببعضهم البعض ، و يقوم على مبادئ ترسخ للتسامح و الحرية و الوحدة و التعايش السلمي و الوجود المشترك و المستقبل؟..
جربنا الدولة الدينية في المهدية..و حافظنا على قيمها في الإستعمار و الدولة الوطنية بعد الإستقلال ثم وصلنا مرحلة المهدية الثانية في تجربة دولة الإنقاذ التي ادت الى ذهاب جزء من الوطن..و الدين لم يكن مطلقا قيم تحكم نشاطنا و ممارستنا و ادارتنا للدولة ، و انما كنا ابعد من قيمه على مستوى الدولة و اصبح الدين لا يعدو ان يكون مجرد مطية لتحقيق اغراض سياسية مرحلية تصب في هيمنة البعض على البعض..فهل من حقنا أن نفكر بصوت مسموع بضرورة اختيار دولة اخرى نعيها كحقيقة اجتماعية لا تحتاج الى مشروعية مقدسة و تسعنا جميعا؟..
هل جربنا أن نطالب بان تكون ثقافة التسامح و احترام الدستور و حقوق الإنسان و المواطنة الملتزمة جزء من انظمتنا التعليمية من بدايتها و حتى نهايتها؟.. الحقيقة التي لا نستطيع ان نتجاوزها في صراعنا الطويل المرير و قتالنا لبعضنا البعض هي أن السودان بلد متنوع في الثقافات و الإثنيات و الإقتصاد ، و ان مواطني السودان لا تجمعهم هوية قومية تقوم على الدين أو اللغة أو الثقافة أو الإثنية ، بقدرما تجمعهم وحدة وجود مشترك..فهل جربنا أن نفكر في دستور على هذا الأساس؟..
استصحابا لكل هذه الحقائق ، قمت بصياغة هذا المشروع لدستور سوداني ، و مارست حقي في الحلم كاملا لمستقبل يحترم قيمة الإنسان في ذاتي و يحميها و يوفر لي الطمأنينة و الإستقرار حتى اساهم في بناء وطني..بالطبع هي وثيقة لا تخلو من عيوب و ثغرات ، ولكن الغرض منها ان ننهج طرق مختلفة و جديدة في التفكير في امر الوطن المحزن..و ان كانت تحوي شئ من التحريض فسيكون امرا واحد فقط: كل سودانية أو سوداني من حقه المساهمة في كتابة دستور بلده..و ان لم تكن لنا القدرة على التفاوض و التسامح فلن ننجز وثيقة تحكمنا..ستين سنة و ثمانية دساتير ولازال مطلبنا صياغة دستور نجتمع عليه..!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 07:56 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 07:58 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Rihab Khalifa | 07-03-12, 07:59 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 08:01 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 08:04 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | مدثر صديق | 07-03-12, 08:10 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 08:11 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 08:17 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | aydaroos | 07-03-12, 08:32 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Kabar | 07-03-12, 08:44 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | Abdel Aati | 07-03-12, 09:03 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | اساسي | 07-03-12, 09:10 AM |
Re: مشروع دستور السودان: | aydaroos | 07-03-12, 11:14 AM |
|
|
|