احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد النور كبر(Kabar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2004, 01:58 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية


    رمضـان كريم..
    الكتابة تواصـل..وهي رسـالة ذات طرفين :كاتب ومتلقي.. وهي هم قبل أن تكون ترف ودعة ..وهي أيضا شهادة ..وتمرد..ورفض لكل معايير القولبة والاكليشيهات الجاهزة..وهي أيضا عرض دائم..لأنها مجرد ان تخرج عن صـاحبها تصبح ملك عام..وبالتالي يختلف التلقي من انسان لاخر..ولكن ان يكون المتلقي مثل احمد يونس مكنات ..فهذه حكاية اخرى..
    في يقيني ان كثيرين قد قرأوا ابكر ادم ..وكثيرين لهم رؤاهم الخاصة وتسجيلاتهم لتواصلهم مع كتابته..لذلك اتمنى ان يقولوا قولهم ..ويعلقوا على قراءة مكنات..
    كتب احمد مكنات في الرأي العام عدد1اكتوبر2004


    Quote:
    في (الضفة الأخرى) حيث تحتفي اللغة الثرية بسقطاتها

    بقلم : احمد يونس مكنات

    بلغة ثرية موغلة في الشاعرية كتب الروائي أبكر آدم إسماعيل روايته الموسومة '' الضفة الأخرى ''، مستخدما تقنيات السينما في صناعة الأحداث وبناء الشخوص وأدوارهم، تبدأ الرواية من حيث ذروتها وبأبهي سلاسة اللغة وشاعريتها فحين نقرأ السطور الأولى '' كان الصباح بهيا، بهيا كوجه سلمي، في ذلك اليوم القديم الذي إستيقظت فيه ووجدت نفسها حمامة ! وفي ذلك الفجر، منبع هذا البهاء، والطيور تستعد لمعانقة فضاءاتها، تمرغت الخرطوم في ظل التراب، تمطت، فردت ساعديها وتثاءبت عميقا مستنشقة عبير القرون . ثم مسحت عينيها، اليسرى بضفة النيل الأزرق واليمني بضفة الأبيض ـ منديليها الأبديين ـ ثم فتحتهما وتأملت نفسها في مرآتها '' .

    لكن حين يكتمل أوج اللغة فتبلغ ذروتها يبدأ جسد الرواية في التداعي ويبدأ البنيان اللغوي المحكم في التثلم قليلا قليلا، وتتخلي اللغة عن بعض رونقها وتسقط في العادية، تتخلي اللغة عن شاعريتها حين تلوذ بالفكرة الصارخة للرواية، فكرة البيان والبناء السياسي المحكم، والسيادة المطلقة للأيديولوجيا، الأيديولوجيا التي تحاول نقل تفاصيل اليومي من سياقه الحياتي الى سياق روائي تنجح أحيانا وتفشل معظم الأحيان .

    ففكرة الكتابة المستندة على تصوير الصراع الكلاسيكي بين الثراء والفقر والانتقال بينهما، وما يترتب على ذلك من مقتضيات التنازل والتشدد المطلوبة لحظة الإنتقال، كان يمكن يتم الصعود الى الثراء والهبوط الى الفقر بسلاسة أو العكس، أو حتى بقاء الحال على ما هو عليه دون تغيير يذكر لو لم تتدخل الأفكار المسبقة للمؤلف، والمنظومة الفكرية المحكمة لتسيطر على تصاعد الأحداث .

    تدخل المؤلف ليفرض رؤاه وخيالاته وأفكاره على الفكرة الرئيسية البسيطة للرواية، ففرض على أبطاله أن يكونوا هو، أو أن يكونوا تروسا في ماكينة تمت صناعة تروسها لتطحن وفق مشيئة الحزب / المؤلف، ووفق تحليلهما للواقع الإجتماعي ومنظورهما له .

    فعلى الرغم من أن الصراع داخل الرواية يدور حول الفكرة التقليدية التي تناولتها الكتابة كثيرا : امرأة تحب شخصا ما، فينزعها عنه آخر يملك المال والثروة، حكاية الفتيات اللائي يستغللن جمالهن وأنوثتهن في إجتياز الحاجز الطبقي، وفي سبيل ذلك قد يضحين بالحبيب، وبالمثل وبالقيم، وصراع الهزيمة والإنتصار المعروف الذي يحسه الأثرياء تجاه الفقراء وذوي المباديء والجهد الذي يبذلونه لإنتزاع حبيباتهم الجميلات مستغلين ضعف الجمال التقليدي وإنهيار مقاومته أمام الثراء .

    وهكذا بضربة لازب حول الكاتب الصراع من تقليديته وأزليته الى صراع طبقي أدواته الجنس، وإنتزاع نساء الفقراء الجميلات منهم، صحيح أن هنالك صراعا حول الجمال، وهو صراع طبيعي يرتبط بقاعدة بقاء النوع، فالطبيعة تبقي الأصلح، والأجمل حتما هو الأكثر صلاحية من سواه لحفظ النوع والسلالة، لكن هذا الصراع يحدث حتى في أكثر المجتمعات تقدمية، إن كان للعبارة معني في مثل هذا السياق، ففي المجتمعات هذه، قد لا يكون الثراء وحده هو الذي يلعب الدور الحاسم، تدخل فيه عوامل أخرى كثيرة، منها النفوذ في المؤسسة الإجتماعية، الوظفية ضمنها، وتكون المحصلة بالنهاية إخفاق الكثير من قصص الحب الثورية بفعل هذه العوامل .

    فالبطلة '' سلمي '' الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث بنت القرية الفقيرة ذات الجمال الأخاذ، المتطلعة لتوظيف هذه الهبة الإلهية في تغيير سياقات حياتها وحياة أسرتها، وهي بهذا مؤهلة للعب هذا الدور، لكن المؤلف وظف هذه الرغبة الجامحة في سلمي لتحقيق مبتغاه الطبقي، فهي مؤهلة طبيعيا للعب مثل هذا الدور . وكانت حتما ستلعبه لو وجد ''عامر ديكور'' ولو لم يوجد، فهي من جهة كانت بعقلية القرية تبحث عن من يحميها '' التوهان '' في المدينة، وكان '' أخوان البنات الجميلات '' أكثر من الهم في القلب، كان يمكن لها أن تحتمي بأي من الذين يصادفونها والذين تتوافر فيهم مواصفات القدرة على الحماية البيولوجية، وكانت ستحتمي به لحين توافر رجل الأحلام والثراء . لكن مشيئة المؤلف إختارت عامر ديكور المناضل الثوري، الذي مهدت لظهوره منذ الرواية السابقة '' الطريق الى المدن المستحيلة ''، ورسمت دوره بعناية وحرفية في الرواية اللاحقة، وألبسته ثوب المناضل الذي يكون أول من يضحي وآخر من يستفيد، فيخسر معركته وحبيبته بكل النبل المطلوب رسمه حول شخصية المناضل، هكذا كان عامر ديكور بكل الطيبة والإنسانية التي رسمها له المؤلف، والتي نفاها تماما عن البطل الآخر الذي إنتصر بكل خسة ودناءة .

    كمال عبد الحليم طرف التوتر الآخر وزوج سلمي حولته الرواية / المؤلف الى مجرد أداة نفث من خلالها رؤاه، أو توهماته لما يجب أن يكون عليه الثري في صراعه مع الفقراء، وفي لا مبدأيته في التعامل مع القيم ومع الأحداث، فهو يرى إنتزاعه لسلمي من الحزب التقدمي إنتصارا كبيرا على أعدائه الطبقيين، وفي سبيل ذلك يمكن أن يتنازل عن كثير من أشيائه، تنازل عن كون سلمي لم تكن بكرا حين تزوجها، وأصم أذنه عن ما كانت تفعله مع غريمه في أربعاءات الرماد، مثلما تنازل عن أن قلبها عند حبيبها الذي سلبها منه، كأن المؤلف يقدم شخصية كمال بإعتبارها التجسيد السوداني للرأسمال الذي يؤمن بـ ''دعه يعمل دعه يمر''، وفي المحكي الكثير الذي صنعته المخيلة الشعبية عن شخصيات مثل شخصية كمال، كان كمال كأنه يقول قولة التاجر الشهير في '' السوق العربي '' : إنتو حبوها و '' ..... ''، لكن سنتزوجها في النهاية نحن!

    حين بلغت أحداث الرواية هذه اللحظة الميلودرامية بدأ التداعي وإنثلام البنية الروائية، بإنثلام ثيمة الرواية الرئيسية : الإشتغال على اللغة وبناء الأحداث من خلال ثرائها وشاعريتها، لحظة الإنثلام إبتدأت حين تخلت اللغة عن زخرفها، وتحولت الي لغة سوقية، تستعير المصطلحات الشعبية البذيئة بلا مبررات فنية، وبدون أن تملك مقدرة فعلية في الإضافة للنص، لا على مستوى الشاعرية وإنثيال الحكي الجميل، ولا على إضافة مضامين فعلية، كأنما أراد المؤلف أن يترك حتى اللغة الجميلة الموحية للبرجوازية، وأن يقول للبروليتاريا، تكلموا تلك اللغة الشائهة الجاهلة فهي لغتكم، واتركوا هذه اللغة الثرية المتنطعة لهؤلاء البرجوازيين '' المتعفنين '' .

    من جانب آخر، نقل المؤلف الى الرواية كل الواقع الإجتماعي وحسب لغة النص '' بضبانته ''، لكن هل يكفي نقل الواقع الى دفة كتاب في التحول الى عمل إبداعي ؟ وهل الإستناد الى أحداث تحدث يوميا دون حوار حقيقي ودون تحليل الشخصيات من وجهة نظر محايدة يمكن أن نتكلم عن رواية جديدة ؟ وكما قلت فقد تناول الموضوع الكثير من الكتاب، لذلك فإن الرواية ليست جديدة، كما أن طرائق الكتابة ذاتها ليست جديدة، فـ ''مكسيم غوركي'' نقل أحداث الثورة الروسية الى دفتي '' الأم '' فكانت رواية عظيمة، لكنه كان سياقاً روائيا ملائما لتلك الرواية، الآن في زمان الرواية الجديدة والغرائبية، والتخييل، والواقع الإفتراضي تعود الرواية مجددا الى الواقعية الإشتراكية، لتنقل الواقع كما يريد المؤلف، وليس كما هو الى داخل النص، هذا هو الذي اسميناه في مقدمة الحديث بالهتاف الذي فشلت اللغة في ستر عريه .

    لكن فإن '' الضفة الأخرى '' وظفت اللغة وثراء المفردة، وشاعرية الكلام فيما عدا بعض السقطات السوقية، بطريقة كادت أن تستر العري الأيديولوجي، وضعف تحليل الشخصيات الذي تسببت فيه رغائب الكاتب، وإصراره على تنسيب القاريء الى حزبه التقدمي .



    ولنا عودة
    كبر


                  

العنوان الكاتب Date
احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية Kabar10-14-04, 01:58 PM
  Re: احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية Abdel Aati10-14-04, 02:32 PM
  Re: احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية Kabar10-15-04, 09:07 PM
  Re: احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية Kabar10-16-04, 02:26 PM
    Re: احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية عارف الصاوي10-17-04, 07:16 AM
  Re: احمد مكنات:رواية ابكر ادم، لغتها سوقية ـ بذيئة ـ اشتراكية Kabar10-18-04, 12:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de