كنت سعيد حظ فى أكثر من سانحه ذهبت ذات يوم خلال زمن بعيد قاصدا سينما قاعة دار الصداقة فوجدت المرحوم الشاعر الفذ نزار قبانى يلقى شعرا تحدث قبله عن احساسه وهو يلقى الشعر فى الخرطوم وعن نكهة القاء الشعر فى الخرطوم فاطربنا واسكرنا دون خمر. وذات مرة علمت من صديق عن ندوة شعريه فى غرفة التجارة بدبى ولم يكن متأكدا من اسم الشاعر، ففؤجئنا بان الشاعر، شاعره هى الدكتوره "سعاد الصباح" واستمعت يومها ولأول مرة الى قصيدتها "كن صديقى" وما اروع أن تكون الشاعره أمراة جميله منعمه من المفترض أن يكتب فيها الشعر لا ان تكتبه عن الآخرين. اما سعادتى الحقيقيه فقد كانت يوم أن جاء المرحوم "البروفسير" عبدالله الطيب ملبيا لدعوة من دائرة الثقافة بالشارقه والتى يعمل فيها الدكتور "يوسف عيدابى" وقدم عطاء ثرا ولا زال يقدم وشرف كل السودانين فى تلك الأمارة اللطيفة الظريفه التى تحتفى بالكتاب والأدباء والممثلين والفنانين والشعراء. تحدث البروفسير كعادته هاشا باشا مبتسما عن كتاب له اصابته عدة نكبات، وقبل ذلك تحدث شاكرا شيخ الشارقه الدكتور/ سلطان القاسمى، وعن احتفائه وتكريمه للعلماء والأدباء، وقال البروفسير عبدالله الطيب أنه يشكر ذلك الشيخ على نحو خاص لأنه اهدى "قاعة الشارقة" لجامعة الخرطوم ابان تقلده لمنصب مديرها، ثم اضاف "عبدالله الطيب" رحمه الله، انه فى حضرة الدكتور/ سلطان القاسمى، القى بعض المدعوين مديحا يظنونه شعرا، وما هو بالشعر، لذلك الف البروفسير قصيدة فى مدح الشيخ قرأ منها بعض الأبيات. وبعد أن انتهى البروفسير من حديثه وفتح باب النقاش، أبتدر الحديث شاب اماراتى هادئ النبرات، شكر الدكتور عبدالله الطيب واثنى على سعة علمه ومعرفته وكشف عن انه تتلمذ على يد الدكتور/ عبدالله الطيب، قبل أن يعرفه من خلال اطلاعه على كتابه الذى ذكر انه اصيب بالعديد من النكبات منها فقدانه له قبل ان يسترجعه مرة أخرى. وختم الشاب الأماراتى حديثه بسؤال لا يخلو من ايحاء "خبيث" أشار فيه على نحو لطيف منتقدا ما كتبه البروفسير/عبدالله الطيب من مدح فى حق الدكتور/ سلطان القاسمى، وقال بالحرف الواحد "الا يرى البروفسير عبدالله الطيب أن شعر المديح يعد نوعا من النفاق"؟؟ كان البروفسير وقتها يدون ما يدلى به ذلك الشاب من حديث، وحينما قال عبارته الأخيره عن النفاق، زادت ابتسامته وكادت أن تتحول الى ضحك، وجلس الشاب بعد ذلك مباشرة. وبدأ البروفسير اجابته فى هدوء العباقرة وثقة العلماء قائلا:- "اذا كان المديح صادقا ونابعا من القلب ودون غرض أو مصلحة لا يعد نفاقا، لكن الا يتفق معى السائل بأن النفاق هو أكثر ما يحبه الناس فى هذه الايام"؟؟ نواصل ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة