|
|
 Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
اللجنة المنظمة للاحتفال بالعيد المئوي لتعليم المرأة في السودان
الخميس 7 يونيو 2007م
كلمة الأستاذة/ نفيسة أحمد الأمين
بروفيسور قاسم بدري – رئيس جامعة الأحفاد للبنات – ضيف الشرف
السيدات والسادة أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفال
السيدات والسادة الحضور بكل مقاماتكم الرفيعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا يوم عظيم من أيام السودان الخالدات بالمهجر، تتجسد عظمته في أنه يوم احتفال بالعيد المئوي لتعليم المرأة في السودان، كما أن اللجنة المنظمة لهذا الحفل والحاضرين من أبناء وبنات السودان هم خير رسل لوطنهم بالخارج، وقد أثبتوا أن الوطنية والمواطنة لا تحدها حدود ولا تخبو جذوتها بسبب البعد الجغرافي. وعندما نتحدث عن مئوية تعليم المرأة فنحن بذلك نوثق لمرور قرن من الزمان على تعليم المرأة المدني النظامي، غير أننا لا ننكر أو نتجاهل الدور المقدر الذي قامت به مؤسسات تعليمية غير نظامية كخلاوي القرآن لتعليم النساء في عهد مملكة الفونج وعهد المهدية المباركة وكالتعليم النظامي الأجنبي – الإرساليات – الراهبات والتعليم والمصري.
إن تعليم المرأة بدأ تعليماً أهلياً خالصاً أرسى قواعده الشيخ بابكر بدري – طيب الله ثراه-، الرجل الظاهرة الإنسانية الذي كان عصامياً قوي الشكيمة، عركته الحياة بألوان التجارب المتباينة .. فتعلم وعلم، وأمتهن الحرفة والتجارة ليكسب رزقه الحلال. ولم يهرق ماء وجهه أبداً رغم ضغوط الحياة وقسوتها أحياناً ، وفوق هذا وذاك كان محارباً ومقاتلاً جسوراً في صفوف جيش المهدي عليه السلام، وعندما هُزم هذا الجيش في موقعة ود النجومي الشهيرة بتوشكي بالشمالية أُسر وسجن في مصر فلم ينكسر وأفاد واستفاد من الأيام التي عاشها في مصر الشقيقة وصبر على قسوة الأسر والغربة. وعندما استتب الأمر للحكم الثنائي مجازاً والبريطاني فعلاً في نهاية القرن التاسع عشر استقر به المقام في مدينة رفاعة التاريخ على النيل الأزرق – وهنا بدأت مرحلة جديدة من حياته. لم يحارب الاستعمار بالمظاهرات والهتافات، ولا بالشتيمة والسباب، لم يحاربه برمح أو بسيف أو بندقية – وإنما حاربه ونازله بسلاح أشد مضاء هو التعليم ... فأسس مدرسة الأولاد الأولية برفاعة في عام 1903م فكانت النواة الأولى لشوامخ الأحفاد بعدها .. ثم بعد عام واحد بدأ يسعى لافتتاح مدرسة مماثلة للبنات إيماناً منه بأن المرأة بما تؤديه من دور هام مزدوج في الحياة هي الأداة الأساسية للتغيير الاجتماعي ، وإذا ما تعلمت تصبح قادرة على تطوير وترقية ذاتها وأسرتها وبالعمل تحرر نفسها من التبعية الاقتصادية وتنشر الوعي والعلم والمعرفة في المجتمع، وتصبح ربة بيت ماهرة وأماً صالحة لتربية وتنشئة أبنائها على أسس تربوية سليمة، فهو يعتبر الأم مصنعاً للرجال. إن شيخنا الجليل كان مسكوناً بعظمة الأم ودورها في الحياة إذ كان لأمه زينب القدح المعلى بعد الله في تشكيل شخصيته وقدرته على خوض معارك الحياة – وهنا يحضرني قول الشاعر وكأنه يسبر أغوار شيخنا بابكر :
هي الأم سر الله في كل أمة حباها بأسرار الوجود خبيره
ما البنت إلاَ نعمة إن تعلمت فقد أسعد الرحمن بيتاً تديره
فتعليمها تعليم بيت وأمة ومنزلها الفردوس زانته حوره
وبكل الثقة والإيمان بالله ونفسه قدم شيخنا الجليل طلباً رسمياً للسلطة البريطانية للحصول على التصديق الرسمي بفتح مدرسته للبنات، غير أن طلبه قوبل بالمماطلة المتعمدة الواضحة بحجة أن تعليم المرأة يمس عقيدة وتقاليد المواطنين وهي حجة برر بها المستعمر عدم تحمسه لتعليم المرأة إذ كانت سياساته حتى لتعليم الأولاد خاصة في بداية عهده هي فقط إعداد كوادر قادرة على تسيير دولاب العمل بالدولة. ولما كان شيخنا الجليل صاحب قضية ورسالة مؤمناً بها فقد صبر وصابر وتصرف بحكمة وعقل وروية حتى حصل أخيراً على التصديق الرسمي فافتتح مدرسة رفاعة الأولية للبنات في عام 1907م كأول مدرسة للبنات في مسيرة التعليم المدني النظامي – افتتحها في منزله البسيط المشيد بالجالوص (الطين) بتسع من بناته وثمان من بنات عشيرته ... وهنا فتحت نيران المعارضة والهجوم عليه من عدد لا يستهان به من الأهالي وبلا هوادة لكنه لم يهتز ولم يتراجع ولم يتصرف قط بردود الفعل، كان يدرك أن كل سابقة لابد أن يجيء يوم وتصبح قاعدة ... ويقال والله أعلم أن أحد رجالات رفاعة خاطبه مرة قائلاً "يا شيخ بابكر داير تعلم البنات عشان الواحدة تكتب لعشيقها ؟ فرد عليه شيخنا بهدوء قائلاً: مش أحسن تكتب براها من تمشي لي راجل يكتب ليها؟".
ونجحت تجربة شيخ بابكر بدري واقتنعت السلطة البريطانية، لذلك افتتحت في عام 1911 خمس مدارس أولية للبنات بشمال السودان – أما الجنوب فلم يبدأ به تعليم البنات الحكومي إلا في عام 1932م إذ كانت قبل ذلك الساحة تخلو لمدارس التعليم الكنسي التبشيري فيه ...هذا ولقد سار تعليم البنات الحكومي ببطء وكالماء المقطر ورغم أن المجال لا يسمح بالاسترسال في السرد التاريخي .. إلاّ أن هناك وقفات هامة ينبغي التعرض إليها ومؤشراتٍ تاريخية في مسيرة تعليم المرأة وهي على النحو التالي:
في عام:
1920م افتتحت مدرسة الممرضات بأم درمان
1921م افتتحت مدرسة الدايات بأم درمان
1921م افتتحت كلية المعلمات بأم درمان لتأهيل معلمات المدارس الأولية، وقد دفع شيخ بابكر ببناته ضمن الدفعة الأولى بها وهكذا كان دائماً رائداً.
1938م فتحت مدرس المخصوص بأم درمان لمدة عامين بعد المرحلة الأولية.
1940م فتحت أول مدرسة وسطى للبنات بأم درمان.
1945م فتحت أول مدرسة ثانوية للبنات بأم درمان.
1945م دخلت أول طالبة سودانية كلية الخرطوم الجامعية وقد تلقت تعليمها العام بمدرسة أجنبية (مدرسة الإتحاد العليا بالخرطوم)
1948م تصدى رجل آخر من رجالات رفاعة لتعليم البنات الأهلي هو الشيخ بابكر المليك – طيب الله ثراه – فافتتح مدرسة البنات الأهلية الوسطى بأم درمان (المليك) فاستوعبت اللاتي سُدت أمامهن أبواب التعليم الحكومي لضيق الفرص رغم نجاحهن فكانت النواة لتعليم البنات الأهلي الأوسط.
سيداتي سادتي
لقد واصل شيخنا بابكر بدري جهوده التعليمية فكانت له مبادرة هامة نحو تعليم الأطفال فأنشأ في عام 1917 برفاعة الخلوة المحسنة أو المجددة كنواة للتعليم الحديث قبل المدرسي فكانت تلك خطوة متقدمة في زمانها – بعد ذلك شد الرحال بأسرته إلى مدينة أم درمان في عام 1932 ليبدأ مسيرة جديدة ومتجددة في طريق التعليم الأهلي في العاصمة القومية الأولى بقعة المهدي المباركة. والحديث عن هذه الفترة يحتاج إلى تسجيل للأحداث وتحليلها غير أن الوقت لا يسمح بذلك وسأكتفي بذكر بعضها.
بعد أن استقر المقام بشيخ بابكر في أم درمان وفي العام نفسه الذي جاء فيه 1932م أنشأ الروضة الحديثة كبديل للخلوة وبدأت مرحلة إنشاء مدارس الأحفاد بأم درمان على النحو التالي:
1933م إنشاء مدرسة الأولاد الوسطى
1943م إنشاء مدرسة الأولاد الثانوية
1951م إنشاء مدرسة البنات الوسطى
أصبحت مدارس الأحفاد شامة في جبين أم درمان يديرها شيخنا الجليل ويدرس بها، وقد وقف إلى جانبه مسانداً ومساعداً ابنه العميد يوسف بدري – طيب الله ثراه – بعد أن هجر مهنة الصيدلة بكل وجاهتها وبريقها وهو الرائد الأول فيها بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية ببيروت، وكانت تلك الفترة ثرية بعطاء مدارس الأحفاد وعطاء شيخنا الجليل المتواصل في كل مجالات الحياة في قمتها رعاية أسرته الكبيرة الممتدة فقد أعطاه الله بسطة في الأبناء والبنات من أكثر من زوجة فأحسن تربيتهم وتعليمهم وفتح أمامهم آفاق التعليم العالي على ندرته آنذاك فكان منهم الرواد في مهن حديثة ونادرة في زمانها كالطب والقضاء والإدارة والطيران والصيدلة وقد فتحوا الطريق لإخوانهم وأبنائهم وأحفادهم فارتادوا جميع مجالات العمل والتخصص. ليس هذا فحسب بل كانت أسرته مثلاً رائعاً للتقدم والتحضر إذ تصدى شيخنا للممارسات الضارة في المجتمع والعادات الذميمة فحارب في أسرته ختان البنات وحارب العادات المستهجنة في الأفراح والأتراح خاصة كالنواح والعويل والمناحة في المآتم وكذلك الحداد في الملبس والتصرفات وربما كان قد تعرض لبعض النقد في ذلك ولكنه سار في طريقه، أولم يكن يؤمن بأن كل سابقة في الطريق الصحيح ستصبح قاعدة عامة يسير عليها الآخرون؟.
رحل الشيخ بابكر إلى دنيا الخلود في عام 1954م فاستلم الراية العميد الراحل يوسف بدري مصمماً على استكمال وتطوير ما بدأه والده الراحل مسلحاً بالعلم الحديث والرؤى البعيدة يدفعه شبابه الناضج وخصاله التي ورثها عن أبيه – فكانت فخطوته الأولى إنشاء مدرسة الأحفاد الثانوية للبنات في عام 1955م . وفي ذاكرته الوصية التي قدمها والده الراحل في عام 1948 في كلمته الرائعة في حفل اليوبيل الفضي لكلية المعلمات بأم درمان إذ طلب من السلطة البريطانية القائمة على أمر التعليم للبنات وإنشاء جامعة للبنات أسوة بكلية غردون للأولاد، وفي دواخله تصميم بأن يحقق هذه الرغبة لوالده – فكانت كلية الأحفاد الجامعية للبنات التي تأسست في عام 1966م وهي الأولى من نوعها ليس في السودان وحسب بل وفي القارة الأفريقية، كما أسس العميد يوسف بدري في عام 1974م المعهد الإلكتروني للبنين، والمدرسة الفنية الحرفية للبنات في عام 1979م وسار العميد يوسف بدري بالكلية الجامعية من نجاح إلى آخر حتى أصبحت جامعة مكتملة في عام 1995م تمنح درجة البكلاريوس بمرتبة الشرف في خمس سنوات – وهو العام نفسه الذي رحل فيه العميد يوسف فاستلم الراية بعده ابنه قاسم يوسف بدري اطال الله عمره ومتعه بالعافية فسارت الجامعة في طريق التطور والتقدم العلمي حتى أصبح لها اسم ووضع مرموق بين مؤسسات التعليم العالي في السودان وفي الخارج.
ملامح من جامعة الأحفاد للبنات
* هي مؤسسة غير ربحية مسجلة باسم مجلس أمنائها وله شخصية اعتبارية ولها مجلس للجامعة ومجلس للشئون العلمية.
* ثم يأتي في هيكلها رئيس الجامعة ونوابه للشئون العلمية، المالية والإدارية، الطالبات، القبول، ثم عمداء المدارس ورؤساء ومدراء الوحدات والمراكز والمعهد
* بها ست مدارس هي: العلوم الصحية، علم النفس ورياض الأطفال، العلوم الإدارية، التنمية والتدريب والإرشاد الريفي ، الطب، الصيدلة.
* بها 5 وحدات ، 4 مراكز، معهد، مكتبة، مزرعة نموذجية، لجنة لتنمية المواهب : ومستشفى تعليم مملوك لولاية الخرطوم وتتقاسم معها الجامعة إدارته .
* تحتضن وترعى مؤسسات طوعية: جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية، جمعية تواصل لرعاية المسنين، روابط الطالبات، جمعيات الطالبات الثقافية والاجتماعية، مركز خدمات الطالبات.
* تحتضن وترعى – مدرسة الأحفاد الأساس والتعليم قبل المدرسي، مدرسة البنات الثانوية، مدرسة البنين الثانوية.
* ترتكز فلسفتها في التعليم على التعليم الأكاديمي، الإرشاد، قيادة المجتمعات الريفية، التدريب أثناء العمل تحقيقاً لربط الجامعة بالمجتمع وتأهيل الطالبة أكاديمياً ، أسرياً، مهنياً واجتماعيا.
* بالجامعة الآن 6750 طالبة الأغلبية منهن يدرسن بمصاريف مخفضة للمعسرات، ومنح دراسية للمناطق الأقل نمواً بالسودان ومناطق الحرب والنزاعات والكوارث الطبيعية وكذلك خارج السودان، هذا رغما عن أن موارد دخلها الأساسية هي مصروفات الطالبات.
* هي أول جامعة تضع نشاط الطالبات الثقافي والاجتماعي ضمن التقويم الدراسي كأسبوع المرأة السنوي، الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، رحلات الإرشاد الريفي.
* تصدر الجامعة مجلة الأحفاد العلمية باللغة الإنجليزية ، نشرة الأحفاد نصف السنوية ، مجلة الطالبات "النصف الواعد" إلى جانب نشر الكتيبات والكتب والبحوث المتخصصة.
* تنظم وتحتضن الجامعة الكثير جداً من المؤتمرات ، ورش العمل ، مجموعات النقاش..الخ.
* هي أول جامعة تدخل علوم تنمية المواهب في المنهج الدراسي كبرنامج للسنة الأولى بمدارس الجامعة يشتمل على مواد اختيارية هي الموسيقى، الدراما، الإعلام، إلى جانب الرياضة، وفي مجال الإعلام تدرب الطالبات على الصحافة ، التوثيق السمعي والبصري بالفيديو، الكاسيت، الكاميرا الدجتل، الكاميرا العادية إلى جانب المونتاج والإخراج.
* أيضاً هناك برامج هامة تدرس للطالبات إلى جانب العلوم المتخصصة بالمدارس وهي: الدراسات النسوية، الدراسات السكانية، الإرشاد الريفي والدراسات ..............
* تشجع الطالبات في مجال البحوث التكميلية لدرجة البكلاريوس على البحث في مجالات مفتوحة على مستوى الجامعة إلى جانب تلك المتخصصة على مستوى كل مدرسة وهي، الدراسات النسوية، البيئة، السلام والتنمية، الإنتاج الحيواني والتعليم عامة.
* لها لجنة للجوائز السنوية في مجالات النبوغ الأكاديمي، التميز العام، البحوث المتخصصة والمفتوحة، النشاط الاجتماعي والثقافي للطالبة : الرياضة، أسبوع المرأة والبيئة المدرسية.
* خريجات الأحفاد من أكثر الخريجات رواجاً في سوق العمل.
بدأت جامعة الأحفاد الاحتفالات منذ مارس 2004م وهي تستشرف العيد المئوي لتعليم المرأة، وهنا لا بد من أن أترحم على روح عزيز رحل عنا هو حفيد الشيخ بابكر بدري من ابنته عزيزة الدكتور الطيب ميرغني شكاك المبدع الخلاق الذي أشرف على تلك الاحتفالات هذا العام غير أن أجل الله لا يؤخر ونحن به راضون . هذا وستكون قمة احتفالات الجامعة لهذا العام بمؤتمر علمي عالمي عن التعليم يعقد في نوفمبر من هذا العام إن شاء الله.
ملامح من مآثر تعليم المرأة عليها ترقية وتمكيناً وعلى تنمية المجتمع
ليس من اليسير حصر مآثر التعليم على ترقية المرأة وتمكينها وتنمية المجتمع ولكن هنالك وقفات هامة منها الآتي:
* التعليم: كان العامل الأساسي لتعليم المرأة وفتح آفاق العلم والمعرفة أمامها. بالتعليم ولجت المرأة أبواب العمل في حقلي التعليم والصحة والعاملات في هذين الحقلين كنّ الطلائع التي قادت زحف النساء العاملات .. ولقد انتشرت المعلمات في بقاع السودان المختلفة في زمن كانت فيه التقاليد لها قوة أشبه بقوة القانون، تحملن صعوبة عملية التغيير والتحول الاجتماعي يُعلمن وينشرن الوعي والمعرفة وتحملن مشاق السفر بالوسائل المتاحة آنذاك وهي: القطارات، اللواري والمراكب الشراعية – فالتحية لهؤلاء الرائدات اللائي أرسين قواعد العمل في الظروف الصعبة العسيرة ، حتى أستجاب المجتمع بأسره لصدى إشعاعهن الباهر، وقد ظهر في الأسواق في تلك الفترة ثوب سوداني أبيض جميل مخطط سمي قلم المعلمات.
* بالتعليم والعمل ولجت المرأة أبواب العمل النقابي فانضمت الممرضات إلى نقابة الممرضين عام 1948م فأصبحت نقابة الممرضين والممرضات. وتأسس إتحاد المعلمات في عام 1949م وتحول إلى نقابة المعلمات في عام 1951م، ثم أنضم إلى نقابة المعلمين بعد ثورة أكتوبر 1964م فأصبحت نقابة المعلمين والمعلمات.
* التعليم كان المدخل الأساسي للحركة النسائية في السودان التي خرجت من رحم الحركة الوطنية، فتأسس أول تنظيم نسائي في عام 1947م "رابطة الفتيات المثقفات بأم درمان" أعقبتها جمعيات صغيرة أخرى هنا وهناك تعمل في مجال العمل الثقافي والاجتماعي، ثم تبلورت وأخذت منحى جديداً بتأسيس الإتحاد النسائي السوداني في عام 1952م إذ أصبحت حركة حقوقية قوية تناضل من أجل حقوق المرأة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وخرجت من أبواب العاصمة إلى الأقاليم وإلى العالم الخارجي مع نساء العالم.
* عبر الحركة النسائية بقيادة الإتحاد النسائي حصلت المرأة على حقوقها السياسية والمدنية التي لا يسمح المجال بحصرها ومع ذلك هناك فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق بالنسبة لوضع المرأة في القوانين. إن هذه المكاسب التي تحققت لا بد من مراجعتها لتطويرها وحمايتها من الانتهاك .
* بالتعليم ولجت المرأة جميع أبواب العمل الكتابي المهني في القطاعين العام والخاص – ومجالات هامة كالسلك الدبلوماسي والسلك القضائي والقوات النظامية بأفرعها المختلفة وارتفع بصورة ملحوظة عدد المهنيات، الباحثات، الأكاديميات، الإعلاميات خاصة .. الخ كما ولجت مجال العمل الاقتصادي المقنن كصاحبات الأعمال وغير المقنن كذلك كما ارتفع لحد كبير وعي المرأة الريفية العاملة في الزراعة والرعي.
* بالتعليم وصلت المرأة مواقع اتخاذ القرار في البرلمان وفي الحكم الشعبي المحلي وفي الجهاز التنفيذي والجهاز السياسي بغض النظر عن نسبة هذا الوصول.
* بالتعليم والحركة النسائية أصبح للمرأة نشاط ومشاركات ملحوظة في العمل العام على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي والثنائي وعلى مستوى المنظمة الدولية ومؤسساتها .
* وبالتعليم نشطت المرأة في منظمات المجتمع المدني المختلفة التي ينبغي أن تكون شريكة للحكومة في التنمية وليست مشاركة فقط كما نشطت في الأحزاب السياسية بصورة واضحة.
* وبتعليم المرأة وعملها ومشاركتها في النشاط المجتمعي حدثت نقلة حضارية في الإبداع السوداني بكل مجالاته سيما في الأدب السوداني شعراً ونثراً وقصة قصيرة، فقبل ذلك كان الشعر في المرأة يغلب عليه الوصف الحسي كما في أغلب أغاني الحقيبة الأولى "بإستثناء يا أم ضفائر قودي الرسن وعزه في هواك" إذ كان معيار جمال المرأة هو جسدها، ولكن بتحول المجتمع من مجتمع انفصالي إلى مجتمع مختلط بدأت النظرة للمرأة تتغير وتعبر مجموعة من القيم الإنسانية لا تقيم فقط بخطوط الطول والعرض في جسدها وبذلك تغير نمط الإنتاج الأدبي تدريجياً بأغنية .. يا بنات المدرسة.. ثم أغنية المتعلمات عجبني .. المتعلمات رقة وثبات زي الزهور متنوعات ووصولاً للشعر الحديث .. وقد كانت قصيدة "فتاة الوطن" للشاعر صديق مدثر في عام 1951م وهو طالب بالسنة النهائية بالمرحلة الثانوية تعبيراً حقيقياً عما أحدثه التعليم من طفرة في حياة المرأة كان يرمي إليها الشيخ بابكر بدري وبعض مقاطع القصيدة تثبت ذلك .. منها:
يا فتاة الوطن يا خير الحياة أنيري الوطن بنور الرشاد
أنشري العدل وسير للأمام إنما العدل بشير للسلام
أنت بنت النور يا رمز الحياة أشهري الأخلاق والعلم سلاح
وأنشري نور الهدى حتى نرى بعد هذا الليل إشراق الصباح
ساهمي بالعمل في نشر الهدى علمي أختك ما معنى الحياة
إنها بالجهل أمست في عمى
نظمي البيت بترتيب جميل واجعلي منه لنا ظلاً ظليل
أنت إن شئت تداني المستحيل وصفا العيش وعادانا الخمول
هذبي الطفل تسُرّي أمة هي تدعوه فتى المستقبل
فيه آمال وعون للبلاد حققي بالله كل الأمل
تعليم المرأة والقرن الجديد
قرن مضى على تعليم المرأة تحقق فيه الكثير ولكن بقي الأكثر مما لا يسمح المجال بحصره ولكن هنالك بعض المجالات التي ينبغي الوقوف عندها منها:
* زيادة ميزانية التعليم في الميزانية العامة زيادة كبرى تتناسب وأهمية التعليم.
* لقد حققت المرأة نجاحات ملحوظة في مراحل التعليم المختلفة خاصة العالي منها ولكن لا زالت هنالك فجوة نوعية يجب العمل على سدها.
* العمل على تحقيق مجانية التعليم وتيسيره لغير القادرين من البسطاء والمعسرين فالتعليم حق كفلته الحقوق الإنسانية للجميع دون تمييز.
* مراجعة السلم التعليمي مراجعة تخضع للثوابت التربوية العلمية وليست السياسية.
* مراجعة المناهج الدراسية والانتقال بها في التعليم العام من طريقة التلقين والحشو والحفظ إلى الطريقة التي تعين على تفتح الذهن وإنماء العقل والرغبة في المعارف الإنسانية.. وأن تراجع سياسات التعليم العالي من جميع جوانبها لتتواءم مع سوق العمل وتعالج مشكلة العطالة بين الخريجين .
* الاهتمام بالتعليم الفني والمهني بجميع مجالاته والاهتمام بالعلوم الأسرية.
* إدخال التقنية في وسائل التعليم وجعلها ميسورة لكل المتلقين وليس للقادرين فقط.
* أن يخطط النشاط المدرسي على أسس علمية ويكون مكملاً للمنهج الدراسي ليحقق ربط المدرسة بالمجتمع .
* الآّ تكون العلوم التطبيقية خصماً على العلوم الإنسانية مع ضرورة الاهتمام بعملية الإبداع بمجالاته المختلفة لإخراج المخزون في العقول والنفوس وتنميته وتطويره.
* ضرورة إجراء دراسة حول القبول الخاص بالجامعات الحكومية وأثره السالب على الجامعات الأهلية
هذا قليل من كثير ينبغي أن نركز عليه في التقييم والبحوث والدراسات لمساعدة متخذي القرار في وضع السياسات التعليمية السليمة الثابتة دون أ ن تكون نهباً لقرارات الأنظمة السياسية المتغيرة.
الختام
سيداتي سادتي
لقد ظل شيخنا الجليل بابكر بدري حتى رحيله ورغم تقدم عمره يساير روح العصر في معادلة سليمة رائعة بين الحداثة والصالة، ويواصل مسيرته في ثبات الأقوياء ويقين الأتقياء – تكسو وجهه الصبوح الطيبة والسماحة، وتكسوه نضارة الإيمان وخشية الله والتوكل .. ونضارة العلم النافع والمعرفة الواسعة والعمل الصالح، ونضارة حب الحق والفضيلة والخير والجمال .. رحل شيخنا الظاهرة الإنسانية وترك إرثاً عظيماً صدقة جارية نبعها دفاق وسيال، وأسرة عريقة ممتدة تسير على دربه وتسبح في بحار العلم المتطور والمعرفة الإنسانية والتحضر الراشد .. بل ترك السودان كله ولداً صالحاً يدعو له . إذاً دعونا نجعل من احتفالاتنا هذه ميثاق شرف بيننا بأننا على دربه سائرون .
رحم الله شيخنا بابكر بدري أباً للكل رحمة واسعة مع الشهداء والصديقين المقبولين في جنات الخلد والنعيم.
اللهم أرض عنا ، وأجمع شملنا ، ووحد كلمتنا ، وسدد خطانا ، ويسر أمرنا ، وتقبل منا، وأهدنا إلى طريق الحق المستقيم.
والسلام عليكم .
نفيسة أحمد الأمين
ابنة النور
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-16-07, 08:40 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Sabri Elshareef | 04-16-07, 11:52 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-17-07, 06:20 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-22-07, 07:07 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Sabri Elshareef | 04-22-07, 12:40 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-23-07, 07:54 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-26-07, 10:20 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Sabri Elshareef | 04-26-07, 11:30 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 04-28-07, 09:09 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | خالدة البدوي | 05-01-07, 02:16 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-02-07, 12:08 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-05-07, 10:28 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | حليمة محمد عبد الرحمن | 05-05-07, 01:03 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-06-07, 12:11 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-07-07, 10:38 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-08-07, 09:06 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-23-07, 07:32 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-23-07, 08:54 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 05-28-07, 02:57 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-11-07, 12:09 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | خالدة البدوي | 06-11-07, 01:51 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-12-07, 02:04 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-13-07, 08:02 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-16-07, 01:13 PM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-17-07, 06:19 AM |
| Re: الأحفاد تحتفل بمرور مائة عام على إنشائها - توثيق - توجد صور | Mohamed Abdelgaleel | 06-20-07, 08:09 AM |
|
| |
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست