عزيزى وليد..لقد ذكرت أن هنالك انجازات للنظام الحاكم..وبالتأكيد فقد أوردتها بصورة من التعاطف والانتماء..لمجموعة حكمت السودان بالانقضاض على الديمقراطية تحت جنح الظلام..وانشأت كتلة من الموالين والتابعين تتم معاملتها بغير التعامل مع قوى وجهات أخرى من جماهير الشعب السودانى..وهكذا نشا الفساد وعم المصالح الحكومية والمؤسسات الشبه حكومية وقطاعى السوق والأعمال بنمو تلك الطبقة الطفيلية التى رضعت من ثدى الجبهة وبالتالى فقد ظهرت عملية الاحتكار كاملة ومحاولة السيطرة على المجتمع والاقتصاد وركائز العمل السياسى..فياعزيزى وليد وقبل أن نبحر عبر خضم من المساوىء لنا أن نتوقف عند نقطة جوهرية وهامة..خاصة اذا كانت أصوات الاحتجاج والمعارضة قد صدرت من أرباب النظام أنفسهم عبر مرحلتين :
أولا: مفارقة انقسام أعضاء مجلس الثورة أنفسهم.
ثانيا: خلافات مايسمى بين القصر والمنشية.
وغنى عن ذكر الساتر الدينى الذى حاولت الجبهة والانقلابيون الذين خرجوا من معطفهااتخاذه درءا..لمحاولات المقاومة أو كما يظنون..ومن ثم اتخاذ الدين وسيلة لغاية فى ميكافيلية فاضحة..وجميعنا يعرف ماذا حدث من عمليات الثراء الفجائى لمناصرى الجبهة وامتلاكهم المحال والبيوت والسيارات الفارهة
وهكذا
فقد تم احتكار بعض البنوك الاسلامية وغيرها..وانهمرت من منابع خزائنها الاعتمادات البنكية والقروض طويلة الأجل والتسهيلات الأخرى فى اكبر عملية فساد بنكى على مستوى العالم بأجمعه وأرصدة الديون المشكوك فى تحصيلها فى ميزانيات تلك البنوك تفضح الوضع كاملاً
تم احتكار حركة الصادر والوارد فى الأسواق الى الدرجة التى تخلى معظم التجار العريقين عن المهنةوتفضيلهم التقاعد عن العمل بين تلك المافيا الشريرة

أرادت الجبهة تغيير التركيبة السكانية والاجتماعية كحصر عناصر الجبهة فى أحياء بكاملها وتم ذلك عن طريق إمالة السوق العقارية بأساليب الإرهاب والترغيب وكلنا يعلم كيف كانت تباع منازل البسطاء بأبخس الأثمان أما الأحياء الراقية فقد اكتظت بالدقون التى لايمكننا الضحك عليها بقدر الرغبة فى حصر مفاسد حامليها..
توجهت الجبهة بكلياتها الى الخدمة المدنية عبر قرارات الصالح العام وهى حقيقة صالح الكيزان..وتم تشريد آلاف العاملين والعاملات على طريقة من هو ليس معى فهو ضدى..

اكتظت السجون والمعتقلات وبيوت الأشباح بالشرفاء من أفراد الشعب السودانى الباسل والذين لاقو صنوفاً من التعذيب الجسدى والمعنوةوتمتلىء ملفات جمعيات حقوق الانسان داخل السودان وخارجة بنماذج تلك الممارسات البغيضة

وأعود الى حديثك عزيزى وليد عن الإنجازات:
فأنت تقول أن استخراج البترول هو انجاز...انجاز نعم على مستوى تنفيذ المشروع لكن ماهو مدى الافادة والاستفادة منه كمدخول قومى مهم وان لم يكن رئيسياً..وماهو موقعه من خطط التنمية الاستراتيجية فى ظل ميزانيات حمدى المطبوخة على نار من بترول ..معاناة الشعب ظلت كما هى بل تتفاقم يوما بعد يوم وحتى تاريخنا هذا..أذكر لى أرقاما واضحة عن مداخيل هذا البترول المكتشف فقد اكتنفت مخابئه اشارات السماسرة أصحاب التن بيرسنت كوميشون
وماهى حقيقة قصة السفينة التى باعها عصام الترابى فى عرض البحر الأحمر!!
ولن اسأل عن طريق الانقاذ الغربى أو تلك الحسابات التى اكتظت بها بنوك ماليزيا..وسويسرا..

أما قولك عن تحسين علاقات السودان الخارجية فهو مثير للإستغراب..فحامل الجواز السودانى أصبح مدعاة للشك وحمرة عين رجال الجوازات والجمارك فى مختلف الموانىء والمطارات والتحسن الذى قد يكون قد طرأ على العلاقات حاليا على المستوى الحكومى هو ناتج نفاق النظام وأوجهة المتباينة ومحاولته التقارب من أمريكا مثلا رغم دنو عذابها كما تلعلع بذلك ألسنة هتيفة الجبهة
فوضع هذه الجبهة بعد 11 سبتمبر جعلها فى موقف المتسول الواقف أمام بوابات العالم تستجدى التقارب وتوهم الآخرين بهافمنذ أن تم فتح معسكرات التدريب ومنح الجنسية للآرهابيين وشذاذ الآفاق بدءا بكارلوس وانتهاء ببن لادن فقد اختارت هذه الحكومة التصادم مع الآخر وبمثلما مارسته ضد شعبها نفس من غلو وجبروت وارهاب وتقتيل وتقييد وتجويع.. حاولت ممارسة سياساتها التعسفية مع دول أخرى بلغت دعم خطط اغتيال الرؤساء كما كان لموقفها المزرى خلال حرب الخليج الثانية أثره العميق فى تلك العلاقات..

وعن قولك ان ثمة انجازا يسمى تأمين لقمة العيش ..أقول لك بالنسبة للجبهة ومناصريها وتابعيها نعم فقد حققتم أكثر مماهو لقمة عيش لفئة الكيزان فقط..وياوليد القاصى والدانى يعرف..كيف يعانى الانسان السودانى فى سبل كسب عيشه..ذلك الانسان الهمام الذى تقيد كوابيس الجبهة أحلامه وآماله فى غدوه ورواحه..الذى لا يقتات ومن يكتفى بلقمة واحدة ومن يكتفى بوجبة واحدة أو وجبتين..قيل أن الدفاع عن الحق فضيلة ولا أظننى قرأت أو سمعت أن الدفاع عن باطل فضيلةأما عن انشاء الروح الوطنية والسلام كما ذكرت..فلا أملك سوى القول بأن من يدق طبول الحرب ..لايمكنة صنع سلام..فبيلنكم الأول قد أطاح بكل مبادرات السلام فى مهدها وأعمل فى الوطن تفرقة ومصادمة فاين هى الوطنية من عدم الاعتراف بحقوق الآخرين داخل المجتمع السودانى المتعدد..أين هى الوطنية والسلام من عملية بذر الفتنة والشتات داخل شمال وشرق وغرب وجنوب السودان
ما هى الوطنية ان لم تكن عمل حكومة لإسعاد شعب لا اذلاله كما تفعل الجبهة وحكومتها..وهل تنمو ورود السلام بين طحالب الفساد والرشوة والنفاق والغوغائية ودوغمائية طرح الأتباع..بل لماذا سعى شيخ النظام وعرابهنحو استجداء السلام من الحركة الشعبية ان كان كما تقول هنالك أمن وسلام..ثم يغضب البشير ..ويعود هو الآخر الى التبجح اللفظى باستعدادة للحوار..هل هنالك من داع لهذه التحركات ان كان السلام عامرا؟؟

أكتفى بهذا القدر الآن وسأعود لاحقا لمواصلة التعقيب على النقاط الأخرى التى ذكرتها يا وليد كانجازات وهى تأمين المواصلات/فتح المستشفيات/فتح مصانع الدواء/الاتصالات/الكبارى/الجامعات/ مصنع التصنيع الثقيل وأظنك تعنى مصنع جياد؟؟؟؟

تحياتى
ودعزة
تحياتى
ودعزة