|
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية (Re: المكاشفي الخضر الطاهر)
|
الأخ كمال عباس، لقد كتبت لك هذه المداخلة في بوست الحوار مع الأخ الدكتور نزار.. وقد أحببت أن ألفت نظرك، كما أحببت أن أثبت المداخلة هنا.. "والله متم نوره".. ويا عزيزي محمد عثمان وتاج السر: كل هذه البوستات من هؤلاء الأكارم لا تضر، فالناس لها عقول. ويستطيعون التمييز.. ومن لا يستطيع التمييز فهذا نصيبه.. ما حيلتنا.. ما زلت يا تاج السر أتابع بوستك حول زيارة بكري، واستمتع بالقراءة.. ياسر
الأكرم الأخ كمال عباس، تحية وسلاما سؤالك :
Quote: هل الله جل وعلي مطلق في وجوده بحيث لايحد ذلك زمان ولامكان?
|
نعم، الله في ذاته العلية مطلق ولا يحويه الزمان ولا المكان.. ولكن الذات الإلهية تنزلت بمحض الفضل إلى مرتبة الإسم والصفة والفعل، ولولا ذلك لما عرفت.. ونحن نعرف الله بالنبي محمد عليه السلام، وهذا هو السر في القرن بين اسمه واسم الله في شهادة التوحيد عندنا نحن المسلمون "لا إله إلا الله محمد رسول الله".. واسمح لي أن أهديك هذه الفقرة بعنوان "الذات المحمدية" في كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد":
الذات المحمدية الذات المحمدية أول قابل لتجليات الذات الإلهية.. وهي المشار إليها في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قلت: ((يا رسول الله بأبي أنت، وأمي، أخبرني عن أول شئ خلقه الله.. قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.)) والذات المحمدية حقيقة أحمدية، قمتها ولاية، وقاعدتها نبوة.. ومقامها المقام المحمود الذي قامه النبي ليلة عرج به بعد أن جاوز سدرة المنتهى، وفيه صح له الاتصاف بقوله تعالى: ((ما زاغ البصر وما طغى)). وذلك في جمعية بلغت فيها وحدة الذات البشرية قمة طوعت لها شهود الذات الإلهية.. ثم أن النبي لم يلبث أن عاد، بعد تلك الإلمامة النورانية، إلى حياته العادية في مكة وكان الله قد آتاه معراجا يوميا، وأمره بالمداومة عليه، ومناه أن يبلغه به، على مكث، المقام الذي قامه بين يديه ليلة المعراج.. فقال تعالى: ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)).. ذلك المعراج هو الصلاة.. فقد كان محمد بمنهاج الصلاة، في المكتوبة، والنافلة - ليلا ونهارا - يقترب، كل لحظة، ويعرج، كل حين، ويحقق، في الدم واللحم، المقام الذي أطلعه الله عليه ليلة المعراج.. وهذا ما من أجله قال: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) وقرة العين تعني طمأنينة القلب، ولا تكون طمأنينة القلب إلا بجمعية النفس بعد التوزع.. ولقد حقق محمد هذه الجمعية بفضل اطلاعه على وحدة الذات الإلهية. فاطمأنت نفسه، واحلولت شمائله، واكتملت حريته.. وأكبر دليل عندي على كمال حريته الداخلية عزوفه عن السيطرة على الآخرين.. فالمعروف عنه أنه كان يكره أن يتميز على أصحابه. وكان يحب أن يكون كأحدهم. وكان ينهاهم أن يعظموه، ويقول لهم: لا تعظموني كما تعظم الأعاجم ملوكها.. وكان يقول: من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.. ووفد عليه، ذات مرة، رجل فأخذته هيبته، فلجلج، ولم يستطع أن يبين عن حاجته، فقال له: هون عليك!! فإني لست ملكا، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد.. فسري عن الرجل، واستعاد رباطة جأشه، وكرامة إنسانيته.. ولقد خير: أيكون نبيا ملكا ؟ أم يكون نبيا عبدا ؟ فاختار أن يكون نبيا عبدا.. والعبودية لله هي غاية الحرية، وكلما زاد العبد في التخضع لله، كلما زادت حريته.. والعكس صحيح.. فالملك تسلط على الآخرين، وبه تنقص عبودية العبد، وتنقص، تبعا لذلك، حريته، ولذلك فقد آثر الحرية، في معنى ما آثر العبودية لله.. هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية، واتسقت قواها الباطنية، وتحررت من الأوهام، والأباطيل، وسلمت من القلق، والخوف العنصري، البدائي، الساذج.. ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقليد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقليدا متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم..
انتهى الاقتباس من كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد"..
ولك شكري، وفي مداخلة أخرى سأنقل لك من كتاب الجمهوريين الذي أثار كثيرا من اللغط "أدب السالك في طريق محمد" ما يوضح الأمر بتوسع أكثر.. ياسر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | المكاشفي الخضر الطاهر | 12-24-04, 01:21 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | Yasir Elsharif | 12-24-04, 06:01 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | هاشم نوريت | 12-24-04, 07:05 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | تاج السر حسن | 12-24-04, 07:25 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | Frankly | 12-24-04, 07:58 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | kamalabas | 12-24-04, 07:58 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | أبوالريش | 12-24-04, 08:12 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | تاج السر حسن | 12-24-04, 08:14 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | Frankly | 12-24-04, 08:30 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | تاج السر حسن | 12-24-04, 08:41 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | Yasir Elsharif | 12-24-04, 10:01 AM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | اساسي | 12-24-04, 02:31 PM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | أبوالريش | 12-24-04, 02:39 PM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | Omer Abdalla | 12-24-04, 02:51 PM |
المرافعة عن «محمود محمد طه» مجازفة خطيرة | Frankly | 12-24-04, 03:10 PM |
Re: الاخوة الجمهوريون ... العفو والعافية | حمزاوي | 12-25-04, 00:05 AM |
|
|
|