|
عيد بأية حال عدت يا عيد .... بدموع سميرة...
|
فيما نحن جالسين أما شاشة التلفاز اذا بهيئة الاذاعة البريطانية تنقل تقريرا حيا من احد معسكرات النازحين قرب نيالا.... أغلبية المعسكر عبارة عن أرامل يتقاسمن الخوف والحياة المؤلمة... سميرة تحكي كيف نزحت هي وابنها بعد أن قتل زوجها وابنها الأكبر.... الطفل أحمد يتشبث بيد امه راكضا وراءها بخطواته الصغيرة ... عيناه البريئتان تنظران الى حيث خطواته... يأتي المساء حاملا معه الرعب الذي صار جزءا لا يتجزأ من الحياة... تهاجم قوات الشرطة المعسكر لافراغه بعد توقيع الاتفاق الأمني بيوم واحد.... وتنهمر دموع سميرة غزيرة فقد كان نصيبها من المحنة فقد اخر من تبقى لها من أسرتها ... الصغير أحمد راح هو أيضا... أذكر عيدا اخر في عام 1998 ... كان عيد الأضحى قتل فيه المئات ممن فرض عليهم التجنيد قسرا لأنهم أرادوا قضاء العيد مع أسرهم... فكان نصيبهم الموت اما بالرصاص أو غرقا..... وأعلنت السلطة ساعتها أن ما حدث كان قضاء وقدرا وقاموا بدفنهم في مقابر جماعية في الصحافة بالخرطوم...وزار مدير التلفزيون المعسكر وأقام حفلا على دماء الأبرياء بعد أن ضاع شبابهم الغض.... وها هي أذرعتهم مرة أخرى تخطف الصغير أحمد وتصنع له مقبرة ضمن ما لا نعلم عدده من مقابر فبأية حال عدت يا عيد؟؟؟؟ كل عام وانتوا بخير .... كل سنة وانتوا طيبين... أليست هذه تحايا العيد عندنا؟؟ أليست الأيام الأخيرة في رمضان هي أكثر أيامه قداسة؟؟؟ ما الذي سنقوله لسميرة في العيد؟؟ ما الذي سنقوله لأنفسنا؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|