مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج /اسمرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 11:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2004, 12:03 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج /اسمرا

    وصلتني هذة الدراسة النقدية لتجربة التحالف الوطني السوداني
    ومشروع السودان الجديد من الأخ القابض علي الجمر التجاني الحاج
    من اسمرا

    مشروع السودان الجديد
    الحقائق في مواجهة الآيديولوجية


    دراسة نقدية و تقييم لتجربة التحالف السياسية


    مقدمة:
    كتب محمد محمود الشيخ "محمد مدني" قصيدة ـ غنتها له فرقة عقد الجلاد في منتصف الثمانينيات ـ إبتدرها بمطلع قصيدة للشاعر المصري الراحل أمل دنقل بعنوان "كلمات سبارتكوس الأخير" والتي قال فيها:
    لا تحلموا بعالم سعيد
    فخلف كل قيصر يفوت ... قيصر جديد.
    وبعد كل ثائر يموت..
    أحزان بلا جدوى.. ودمعة سدىً
    ).....(
    نحتاج دوزنة... وتراً جديد، لا يضيف إلى النشيد سوى النشاز
    ..

    وعلى الرغم من خلفية محمد مدني الإرترية، ومضمون النص الشعري الذي كان في دواخله تعبير عن صراعه الإجتماعي السياسي، إلا أنه رسم لجيل الثمانينيات بالسودان لوحة تجسّم عمق أزمتهم الإجتماعية السياسية ـ والتي ما زالت مستمرة. وعلى الرغم من "مفارقة" هذا المدخل،إلا أنه يفرض على الذهن مباشرة التساؤل عن ماهية الإرتباط بين مسألة السودان الجديد، وما قاله سبارتكوس وما يدور في ذهن محمد مدني!!، إلا أنني أرى أن هناك شبكة روابط تتبدى كبرق "مربط العجيل" لامعة في الأفق البعيد لخريف السودان، صاعدة إلى عنان السماء منذرة بأمطار عنيفة... وهو قلما يكذب.

    السودان الجديد، وتجاوزاً لأحقية الملكية الفكرية والتاريخية لهذا المصطلح، فإنه، جوهرياً، تعبير عن رغبة ـ أفرزها "الحراك الإجتماعي" في السودان عبر حقب طويلة من الزمن ـ في التغيير.. التغيير بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني دالة حتى تخوم نهاياتها القصوى. تغيير يجرف كل رواسب الماضي السياسي والإجتماعي القديم، وكل الإحتمالات تشير إلى أنه لاينطوي بأي حال من الأحوال على إعادة تشكيل للخارطة السياسية حسب قواعد اللعبة القديمة المجترة منذ الإستقلال، بل يحمل في أحشائه جينات بديلة للعلاقات الإجتماعية التقليدية... العلاقات:{السياسية،الدينية،العشائرية} المهترئة والمنعكسة من خلال صور مؤسسات الدولة، والتي لم تعبر عن كليات "الوطن" في يوم من الأيام، بعلاقات مختلفة عن سابق عهدها التاريخي، ومتسقة مع المعطيات الإجتماعية والثقافية والأنثربولوجية للدولة السودانية. واضعة في ذهنها من جانب آخر ـ أي هذه التغييرات ـ الآفاق التي ينطلق نحوها عالم اليوم. صفوة القول، المعني هو:"إعادة تأسيس" للعلاقات الإجتماعية وشروط وجود الدولة التي سادت في السابق والموجهة ـ وما زالت ـ نحو أفاق تستعبدها وتجعلها أسيرة تبعية آيديولوجية جوفاء، مازالت ترزح تحت نير زمنها الثقافي الراكد، عجز ت طوال هذا التاريخ عن خدمة مصالح شعوبها أو حتى شعوب أرض ميعادها التي أتت إليها.

    أذاً فإن أس الصراع ظل يتمركز حول إعادة التأسيس لواقع السودان الراهن والموروث من الماضي، وهو في نهاياته صراع حول إعادة الإعتبار للقيم الإنسانية والعلاقات الإجتماعية/السياسية في المقام الأول، وليست كما يراها البعض كصراعات ذات طبيعة تطور(دارونية)!! تجاوزها الفكر الإجتماعي المعاصر .. الحداثة وما بعدها. إن إعادة تمثل هذه التجربة في واقع اليوم، جلوس إختياري في مدرجات المتفرجين على حركة التاريخ والتطور، ووتراً "جديداً..قديماً .. لا يضيف سوى النشاز".

    مخطئ هو من يظن أنه يستطيع إعادة دوران عجلة الزمن إلى الوراء. المراقب للمسرح السياسي في السودان يشهد، توترات بدأت في الجنوب عشية الإستقلال، تطورت عبر حقب تاريخية مختلفة وتحت ظل أنظمة سياسية متباينة، وصلت اليوم إلى نهاياتها القصوى في شكل تعبير صارخ، وضع كل الغبونات التاريخية دفعة واحدة على الطاولة، ملقية الضوء على أجيال من الإضطهاد الإجتماعي والسياسي ظلت تمارسه النخبة في المركز منذ بداية الأستقلال وحتى اليوم. بالمقابل تطورت المحمولات السياسية في الجنوب، أبتداء من المطالبة بدولة مستقلة مع الأنانيا (1)، (2) حتى وصلت إلى مفهوم "سودان على أسس جديدة" على يد الحركة الشعبية لتحرير السودان. منحنى هذا التطور يكشف لنا عن سيرورة الوعي السياسي/الإجتماعي في الجنوب والذي لم تأخذه النخبة في المركز على محمل الجد، بل ظلت تتعامل معه ـ وعلى الدوام ـ بإعتبارها "مشكلة الجنوب" إنطلاقاً من نظرة "جيوأثنية"(2) Geo-Ethnical يحتويها إحتواءً، الوعي الديني بكافة أشكاله والمصالح "المرسلة". متجاهلة عن عمد وتفكير أيديولوجي عنين، تاريخية وجود الدولة السودانية عبر الحقب الزمنية المختلفة، والمألات الإجتماعية والسياسية المستقبلية لهذا المنظور.

    على المسرح العام، بدأت بوادر نفس المطالب تظهر في الشرق، وأخيراً وليس آخراً في غرب السودان، وتبدو في الأفق البعيد، وفي أقاصى الشمال ثمة حلقات برتقالية في سمائهم. إذاً، ماذا تبقى في دولة السودان التي ما زال البعض ـ وفي شطحات وجد صوفية وعندما يستدعون لاشعورهم من غيهب التاريخ ـ يتباكون على أطلالها الممتدة "من علايل أبوروف للمزالق، ومن فتيح للخور للمغالق" أو في الجانب الآخر من النهر. هل هذا كل تبقى من تصور المركز والنخبة للسودان؟؟؟ من الواضح، أن الأمور تسير على هذا الطريق! ولكن ما بال الذين يدعون أنهم يرون هذا الواقع بروح عقلانية،
    تهزمهم الآيديولوجيا، في درجات السلم النهائية؟! أنه "المسكوت عنه" والجانب المظلم من الوعي السياسي المكتسب في وقت متأخر من تاريخ الدولة السودانية.

    قضايا منهجية:

    تم تناول مفهوم السودان الجديد مؤخراً عن طريق الكثير من الكتابات التي وأن لم تجد حظها من النشر في كتب مطبوعة ـ عدا كتاب د. جون قرنق ديمابيور ـ إلا أنها وجدت طريقها إلى شبكة المعلومات العالمية، الإنترنت. سوف نستعرض جزء من الذين كتبوا عن هذا الموضوع، ورؤيتهم للسودان الجديد من خلال ما طرحوه من أفكار. أيضاً ورد مفهوم السودان الجديد في أدبيات بعض التنظيمات السياسية وهذه أيضاً سنتعرض لها. مدخلنا هنا التحالف الوطني السوداني/قوات التحالف السودانية. وهذا الإختيار أملته ضررورات عديدة جانب منها بحث في مدلولات هذا المفهوم في العقل السياسي الذي يفكر به التحالف حول مسألة السودان الجديد في مواجهة مواقفه السياسية، ومدى إستعداده الذاتي والداخلي للتفاعل مع نهايات هذه الفكرة. ومن جانب آخر نقد لتجربة ذاتية داخل التحالف بحكم عملي فيه لفترة وعلى مستويات عديدة أتاحت لي وبقدر معقول الإطلاع الدقيق على مجريات الأحداث داخل التحالف وقياس مدى قدرته الذاتية والكامنة على المضي في هذا المشروع الطموح، وبالتالي قراءاة رهاناته المستقبيلة.

    من المهم جداً وقبل البدء في سبر هذا التجربة ونقدها أن نضع حزمة من المفاهيم الإجرائية الضرورية واللازمة لهذه القراءة والتجربة النقدية. هذه المفاهيم وفي تقديري، وبشكل عام، أصبح لا غني عنها في إستكشاف أي رؤية سياسية، بل هي بمثابة مفاتيح تمكننا من رؤية الحقائق الكامنة خلف الشعارات الأيديولوجية/السياسية، وبالتالي قراءة المستقبل.

    الممكن الذهني والممكن الموضوعي:

    هذين المفهومين (الممكن الذهني والممكن الموضوعي) يلعبان دوراً حيوياً في تخيل ورسم الكثير من المواضيع، ومن بينها السياسية، وكثيراً ما يؤدي مقدار المسافة الفاصلة بينهما دوراً حاسماً في تحديد مصائر شعوب بأكملها. تختلط لدي البعض متخيلاتهم العقلية البحتة بما يريدون تحقيقه فعلياً على أرض الواقع، لذلك من الضروري جداً رؤية هذه المسافة وتحديد أبعادها على الأقل معرفياً.

    هناك فرق شاسع بين الممكن الذهني(كمفكر فيه)، والممكن الموضوعي(كما يمكن تحقيقه واقعياً وفعلياً من "كل" المفكر فيه). فالممكن الذهني، هو الصورة التي نرى عليها الأشياء في خيالنا الخلاق، كصورة مجردة ترتسم في الذهن، نرى بها المستقبل والماضي. يضع "مخيالنا الإجتماعي" الإطار القيمي والأخلاقي، لما نراه من ممكن ذهني، وتضيف المعرفة بعداً منطقياً لهذه الصورة، تجعل منها معقولاً وفقاً لقواعد المعرفة. هذه المعطيات المتداخلة هي التي تجعل من الممكن الذهني شيئاً حياً نكاد نلمس أطرافه، أو يكاد ينطق. على الصعيد الآخر، يقف الممكن الموضوعي على أعلى قمة المعطيات المادية، أو الوجودية، أو الواقع الممكن تحقيقه بالتعبير الأكثر شيوعاً، ويمكن القول، أن الممكن الموضوعي، هو ما نراه و" نعقله" كوجود مادي من الممكن الذهني، بعد تحوله من "صورة في الذهن" إلى "واقع" بمعني أن أي ممكن موضوعي هو تاريخ للمتصور الذهني. الحلقة المنطقية التي صنعت الحضارة الإنسانية المعاصرة، هي القدرة على المواءمة بين ما نتصوره في الخيال، وما يمكننا تحقيقه فعلياً في الواقع، بمعنى؛ هي حالة إنتقال من التأمل الأرسطي إلى التفاعل مع الواقع وإستنطاق قوانينه. ودائماً ما كانت هناك ـ ولا زالت ـ فروقات بين ما نتخيله ونحاول أن نطبقه على الواقع، بين القيمة والسقف الأخلاقي من جانب، والحراك الإجتماعي وشبكة المصالح المادية من جانب آخر. هذا الجدل قديم، قدم الإنسان، وأمثلته عبر تاريخ الفلسفات، كانت تتمثل في إشتباكات ثنائيات الخيال/الحقيقة، المثال/الصورة، الفكر/الواقع، المثالية/المادية. التعاطي مع هذه الإشكاليات، ظل ولفترة قريبة على أنها نقائض أو أضاد، لكن تطور المعرفة على مستوى العلوم الطبيعية برهن على أن هذه المقولة ليست صحيحة بالكامل، فهذه الثنائيات أو الحدود تربطها علاقات لا يستقيم معها وصفها على أنها نقائض أو أضاد، فوجود كل حد يعتمد على الآخر (مبدأ العلاقات الجدلية)، ولا يوجد حد مستقلاً عن الآخر على المستوى الأنطولوجي، أو بصورة أخرى؛ لا معني جوهري لوجود أي حد مستقلاً. فلا معني للفكر بعيداً عن الواقع، ولا الصورة بعيداً عن مثال مشخص لها. إن ما حدث عندما نتصور هذه الحالة، أن هناك تحوّل من تصور العالم على أساس الثنائيات(حالة الأضاد) إلى ماهو ممكنات موجودة في الذهن، كحالة كامنة Potential قابلة للتحقق واقعياً، وتربط الحالتين أسس تنبني على علاقات معرفية صرفة، هي التي تعطينا القوانين التي نفهم بها حالات التطور التي تعتريهما، وتاريخهما أيضاً.

    وعندما ننطلق من هذه القاعدة لنعرّف التغيير بإعتباره عمود حركة التطور الإنساني، فهو يحدث في المستويين، في مستواه كممكن ذهني، لأن الإضافة المعرفية تغيّر من صورة "المفكر فيه" في الذهن، وتتغير تبعاً لذلك الصورة المادية، بالطبع بعد إضافة أو حزف الفروقات التي يفرضها التغيير على الواقع المادي. فالمهندس عندما يريد تشييد مبنى، يتخيله، ومن ثم يرسمه، وعندما تأتي مرحلة التنفيذ تظهر الفروقات على الأرض التي تفرضها متغيرات الطبيعة الناتجة من حد الـ Uncertainties

    على المستوى الإجتماعي قد لا يكون الموقف هو ذاته كما في العلوم الطبيعية، فالمحدد لعدم التشابه هذا يكمن في مقدار المسافة التي تفصل الذات عن الموضوع، أي بين القضية المطروحة والذات الباحثة في مضامينها، ففي العلوم الطبيعية، تتمدد هذه المسافة لدرجة تقارب اللانهاية، بينما في العلوم الإنسانية أو الإجتماعية تقارب هذه المسافة الصفر المطلق(=العدم تجاوزاً). فالتغيير على مستوى العلوم الإجتماعية، أو الإنسانية لا يتم كما يحدث في العلوم الطبيعية، بمعني؛ التغيير في الطبيعة والمجتمع يختلفان لأن القوانين السائدة في كل حقل مختلفة. فالتغيير في الطبيعة هو ظواهر طبيعية محكومة بقوانين فيزيائية ورياضية لا تتأثر بالبيئة الإجتماعية أو النفسية للذات الدارسة (المراقب)، بينما العكس قد يحدث في حركة التغيير على المستوى الإجتماعي. لكن يظل هناك ثابت في كلا الحالتين هو الدرجة العالية من النسبية أو أختلاف "المنظومات المرجعية" في المستوى الأكثر عمومية. وقد برهنت عليها أيضاً، العلوم الطبيعية، والتي ما فتئت تؤكد كل يوم أنه لم يعد هناك علم طبيعي تنطبق قوانينه على مختلف العوالم الأرضية والذرية كذلك، وأيضاً، لم يعد هناك علم إجتماعي واحد تنطبق قوانينه على مختلف المجتمعات، وعلى مر العصور.

    المخيال الإجتماعي:
    يعرف بيار أنصار المخيال الإجتماعي إنطلاقاً من تعريف ماكس فيبر للفعل الإجتماعي فيقول:
    (( .. والواقع أنه [أي الفعل الإجتماعي] يفترض من أجل إنجازه أن يندمج كل سلوك فردي في عمل يحمل طابع الإستمرارية وأن تنتظم التصرفات الفردية وتتجاوب بعضها مع بعض طبقاً لقواعد ضمنية مستضمرة، حسب ما ينتظره كل منها من الأخرى. وبعبارة أخرى فإن الممارسة الإجتماعية بوصفها تنتظم شتات تصرف الأفراد وتوجهه نحو أهداف مشتركة، تفترض وجود بنية معقدة من القيم وعمليات التعيين والإندماج المحمّل بمعان ودلالات، كما تفترض لغة [شفرة] إجتماعية ومستضمرة. ليست هنالك أي ممارسة إجتماعية يمكن إرجاعها فقط إلى عناصرها الفيزيائية والمادية، ذلك لأنه يشكل الممارسة الإجتماعية وأنها تسارع نحو التحقق في شبكة من الدلالات يتم فيها إستيعاب وتجاوز الطابع الجزئي للتصرفات والأفراد واللحظات. ومن هنا فإن كل مجتمع ينشئ لنفسه مجموعة منظمة من التصورات والتمثلات، أي مخيالاً، من خلاله يعيد المجتمع إنتاج نفسه، مخيالاً يقوم بالخصوص، بجعل الجماعة تتعرف بواسطته على نفسها ويوزع الهويات والأدوار ويعبر عن الحاجات الجماعية والأهداف المنشودة. والمجتمعات الحديثة مثلها مثل المجتمعات التي لا تعرف القراءة والكتابة، تنتج مثل هذه "المخاييل" الإجتماعية، هذه المنظومات من التمثلات، ومن خلالها تقوم بعمليات التعيين الذاتي، تعيين نفسها بنفسها وتثبت على شكل رموزها معاييرها)). يمضي كاتب آخر هو محمد عابد الجابري إلى القاء المزيد من الضوء على مفهوم المخيال الإجتماعي من خلال توظيفه لتعريف بيار أنصار في حقل الثقافة العربية الإسلامية. يقول ((.. إن مخيالنا الإجتماعي العربي هو ذلك الصرح الخيالي الملئ برأسمالنا من المآثر والبطولات وأنواع المعاناة، الصرح الذي يسكنه عدد كبير من رموز الماضي مثل الشنفري وإمرئ القيس وعمرو بن أم كلثوم (..) وجمال عبدالناصر .. إضافة إلى رموز الحاضر و(المارد العربي) والغد المنشود .. إلخ وإلى جانب هذا المخيال العربي المشترك تقوم مخاييل إجتماعية متفرعة عنه كالمخيال الشيعي الذي يشكل الحسين بن علي الرمز المركزي فيه، والمخيال السني الذي يسكنه السلف الصالح والمخيال العشائري والطائفي والحزبي .. إلخ)).

    نجري مقاربة أخرى مع أبكر أدم إسماعيل للمزج بين المخيال الإجتماعي و"رأس المال الرمزي"، حيث أن المسافة بين المفهومين قريبة، ولها تأثيراتها فيما سنناقشة من مسألة.
    ((..يعرف أبكر رأس المال الرمزي إشتقاقاً من تعريف د. علي سالم، نقلاً عن بيار بوردو بإعتباره ـ أي رأس المال الرمزي ـ مفهوم مرتبط بنظام الاستعدادات والتصورات عند أفراد المجتمع يؤسس للقبول بأي مقولة أو ممارسة لـ(سلطة). فالإنتماء الديني ـ في مجاله ـ مصدر لرأس المال الرمزي والإنتماء للحضارة السائدة مصدر له في مجال تنافس الحضارات، وكذلك أوضاع مثل الغنى، الشرف، المركز الاجتماعي/موقع القوة. وعلى مستوى الدولة، وبحسب بيير بورديو "يعود كل شيء إلى تمركز رأس مال رمزي من السلطة المعترف بها والذي يظهر، على الرغم من كل النظريات عن الدولة كشرط، أو على الأقل، كشيء مرافق لكل الأشكال الأخرى حتى لو كانت هذه الأخيرة، على الأقل لفترة من الزمن. فرأس المال الرمزي يعني أية خاصية (لأي نوع من رأس المال الفيزيائي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي) عندما تدرك من قبل الفاعلين الاجتماعيين ويعترف بها وتعطى قيمة (مثلا الشرف في المجتمعات المتوسطية..)، وبالتحديد، إنه الشكل الذي يأخذه أي نوع من رأس المال عندما يدرك من خلال فئات الإدراك التي هي نتيجة لتقسيمات أو تعارضات مسجلة في بنية توزيع هذا النوع من رأس المال (قوي/ضعيف، كبير/صغير، غني/فقير، مثقف/جاهل.. إلخ). يستنتج بأن الدولة، التي تستحوذ على وسائل لفرض وتلقين مبادئ ثابتة عن الرؤية والتقسيم المتوافقة مع بناها الخاصة هي المكان المفضل لتمركز وممارسة السلطة الرمزية...)) .

    فالعلاقة ما بين المخيال الإجتماعي ورأس المال الرمزي هي أن الأول، وبالتعبير الرياضي؛ مجموعة كلية حاوية للثاني، أي أن المخيال الإجتماعي مجموعة كلية تحتوي فيما تحتوي داخلها رأس المال الرمزي. وكما هناك مخاييل إجتماعية متفرعة من المخيال الإجتماعي العربي الرئيسي ورأسماله الرمزي المتمثل في التراث المادي والمعنوي رموزه، كذلك يتفرع رأس المال الرمزي افقياً داخل المجموعة الواحدة. فمفاهيم الشرف والغني والحسب والنسب تختلف بإختلاف المجتمعات والثقافات الفرعية من الثقافة الأصل أو المنبع. وكل فرع له خصوصاته الذاتية التي تعطي لمفهوم السلطة وممارستها شكلاً ومضموناً مختلفاً.

    يكتسب هذا المفهوم عمقاً مركزياً ودلالة هامة في مناقشتنا لموضوعنا الأساسي. فهذه المفاهيم تتجلى بأشكال مختلفة، هذا صحيح، لكنها جوهرياً تفرز في نهاية المطاف أشكاليات متشابهة على صعيد المجتمع والدولة. بشكل عام فإن مجمل إشكالياتنا تظهر لنا من خلال التفاوتات الإجتماعية ومظهرها السياسي والإقتصادي، والتي يقف من خلفها ويعضدها رأسمال رمزي ومخيال إجتماعي يؤسس لها نظرياً ويقنن لها إخلاقياً ودينياً. في نهاية المطاف يشكل المرجعية الآيديولجية التي تبرر للمصالح المادية في حلبة الصراع السياسي، أياً كانت هذه الحلبة، الأسرة، العشيرة، منظمات المجتمع المدني، التنظيم السياسي أو على مستوى الدولة.

    الآيديولوجيا Ideology:
    ان الأيديولوجيا، كلمة لا يوجد لها مقابل اصطلاحي في القاموس العربي، لكن، اذا تعاملنا مع النص الأنجليزي للكلمة وحاولنا ترجمتها ترجمة حرفية، فسنحصل على معني مختلف عن المعني الأصطلاحي المتداول. فكلمة Ideology تتركب من شقين، أي أنها لفظ مركب فالشق الأول هو الكلمة الأنجليزية Idea والتي تعني "فكرة" والشق الأخير ology وهي لفظة لاتينية تعني علم. إذاً تركيب الكلمتين فيلولوجياً يعطينا معني لفظى للكلمة المكونة من هذين الشقين، وتعني "علم الفكرة" أو علم الأفكار بصورة أكثر عمومية. هذا المعني لا ينطبق على الكثير من التعاريف التي جاءت لترسم حدود مصطلح الأيديولوجيا، فموسوعة المعارف البريطانية تعطينا تعريف للآيديولوجيا:"هي مجموعة الأفكار التي تسعى لتفسير وتغيير الكون" . العلوم الإجتماعية تعطينا تعريفات مختلفة أيضاً، يعرف د. نعمان الخطيب الآيديولجيا بأنها "مجموعة من الأفكار الأساسية التي تنبثق من العقائد والقيم المتصلة بتراث حضاري معين، لتصور بصفة شاملة ما هو كائن وما سيكون. وترسم بذلك حركة الجماعة السياسية وتحدد ملامح أهدافها" أما عند بولانتزاس فـ"... لا تتكون الأيديولوجيا من منظومة من الأفكار والتصورات فحسب، بل تنصب على سلسلة من الممارسات المادية والأعراف والعادات وأسلوب الحياة، وتختلط كالأسمنت مع بنية مجموع المماراسات الاجتماعية بما فيها روابط الملكلية الاقتصادية والتملك، وفي تقسيم العمل الاجتماعي داخل علاقات الإنتاج. كما لا تستطيع الدولة إعادة إنتاج وتوطيد السيطرة بالقمع والعنف العاري لوحدهما. وإنما تستعين بالإيديولوجيا لإضفاء الشرعية على العنف.." ويؤكد إريك فروم: "أن التحليل النفسي يستطيع أن يبرهن أن الأيديولوجيات هي نتاج بعض الرغبات، الميول والغرائز، والمصالح والحاجات، وهي بمعظمها لا واعية، ولكنها تتمظهر (عقلانيا) بشكل أيديولوجي" أي أن الأيديولوجيا هي في النهاية "الخطاب النسبي والخاص الذي يريد إيهامنا بكونه مطلقا وشاملا" بحسب ديكومب. إذاً، بهذا المعنى، لا أحد بلا أيديولوجيا، مهما ادعى تبرؤه منها، بل التبرؤ نفسه يصبح شكل من أشكال ممارسة الأيديولوجيا (!). ينظر الجابري للآيديولوجيا من زاوية أخري، إذ أنها بتعبيره "المضمون السياسي الذي نعطيه للمعرفة".

    إذاً، نحن أمام تعاريف متعددة للآيديولوجيا، ويتضح أن كل منها ينتمي إلى حقل معرفي معيّن أو مشتق منه على الأقل(العلوم السياسية، علم الإجتماع، الفيلولوجيا، علم النفس والأنثربولوجيا). هناك درجات متفاوتة من الإختلاف بين هذه التعاريف، فالفيلولوجيا تعني فقط بمصدر وأصل الكلمة، ولا تهتم كثيراً بجوانبها التطبيقية، بينما في العلوم السياسية، وعلم الإجتماع نجد أن المصطلح، ومن خلال تعريفه يميل للجوانب التطبيقية في التعريف، بمعنى رؤية الأيديولوجيا من خلال شروطها ومحدداتها وتجلياته في المجتمع. هناك درجة تقارب كبير بين التعريف الذي يطرحه علم الإجتماع والعلوم السياسية فالمقاربة بين تعريف بولانتزاس والجابري يعطي في نهاية المطاف نتيجة واحدة. أيضاً يمكن إجراء مقاربة أخرى بين تعريف الأيديولوجيا في علم النفس والعلوم الإجتماعية، ونجد أننا هنا في حوجة لتوسيع نطاق التعريف الوارد في علم النفس، هذا النوع من المقاربة إنتهى إليها علم النفس الإجتماعي حديثاً أو علم نفس الجماعات. فإذا كانت الآيديولوجيا في علم النفس هي: "نتاج بعض الرغبات، الميول والغرائز، والمصالح والحاجات، وهي بمعظمها لا واعية، ولكنها تتمظهر (عقلانيا)" فإن تمديدها من مستوى الفرد إلى المجتمع أو الجماعات، لا يظهر بالصورة التي قد تظهر من خلال سلوك الفرد أو تركيبته النفسية، فهناك قوانين أشمل في حالة الجماعات تجعل من هذه "الميول والرغبات اللاواعية" تأخذ شكلاً آخر، يمكن التعبير عنه "بالعقل الجمعي" لهذه الجماعات، فكما للفرد رغبات وميول، أيضاً للجماعات رغبات وميول ومصالح تدافع عنها، تتشكل في صورة صروح من القيم والمبادئ المعرفية والأسطورة، هي في معظمها لاواعية تتشكل في بنية "مسكوت عنه"، وواعية في شكل عناصر الشعارات والمبادئ والمطالب التي تنادي بها الجماعة وخلفياتها المعرفية ومعاييرها الأخلاقية والقيمية. يغذي هذه الشعارات والمطالب والمبادئ تراث وتاريخ هو عبارة رأسمالها
    الرمزي المتمركز في مخيالها الإجتماعي الموروث ويتم التعبير عنه بطرق مختلفة أهمها التعبير السياسي في صوره وأشكاله المختلفة.

    إن أهمية هذه المفهوم فيما نحنا بصدد دراسته ونقده (مسألة السودان الجديد ومواجهات التحالف مع هذه الفكرة) مهمة بالنسبة لنا، ولأسباب كثيرة أهمها: إن التحالف جماعة منظمة، أي أنها تمتلك بالضرورة عقل جمعي بدرجة (ما)، يتمثل في خطابها الفكري/السياسي، بالتالي لها رغباتها وميولها، ولها بنية "لاوعي" في شكل "مسكوت عنه"، وفكرة مثل فكرة السودان الجديد لا بد وأن تصطدم في مرحلة (ما) بهذا اللاوعي أو المسكوت عنه. ماهي درجة هذه الصدام؟ وماهو إفرازاته وصوره التي يتجلي فيها؟ وما هي القدرة الموضوعية الكامنة لتجاوز مثل هذه المصادمات؟ وأي ناتج متوقع منها؟ كلها أسئلة جديرة بالبحث فيها. الطريقة التي نتبعها للوصول إلى إجابات ستكون من خلال عرض الأسس النظرية للتحالف حول مسالة السودان الجديد، ومن ثم مقارنة ذلك بمواقفه السياسية لمعرفة قرب أو بعد هذه المواقف من أساسها النظري. بالطبع متى ما كانت هذه المسافة كبيرة فإنه، يكشف لنا مدى أزمة المصداقية الفكرية والسياسية، إضافة إلى أسبابها الجوهرية التي قد تكون مسكوت عنه. سنستعين أيضاً بنماذج لكتابات بعض الذين إنتموا للتحالف وخرجوا عنه في مراحل مختلفة، فهي أيضاً تكشف لنا عن هذا المسكوت عنه بدرجة من الدرجات. المفاهيم الأخري (المخيال الإجتماعي، والممكنات الذهنية والموضوعية وغيرها) أدوات نستخدمها متى أقتضت الضرورة المنهجية للتحليل ذلك.

    هوامش
    1/ يشرح د.إبراهيم الكرسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم في مقال بعوان أراء حول مفهوم السودان الجديد أبعاد هذا المفهوم بقمارنة ما بين رؤية الحركة الشعبية للمفهوم وقوات التحالف قائلاً ((... من الجهة الاخرى؛ يبدو ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وقوات التحالف السودانية ؛ حريصتان وجادتان = فى طرح هذا المفهوم ؛ كذلك يمكن ان نضيف مؤتمر البجة والتحالف الديمقراطى الفيدرالى (دريج)؛ وبدرجة ما الحزب القومى السودانى ؛ الا ان = تصورات هذه القوى غير واضحة للنهاية ؛ وتحتاج الى صياغة دقيقة لما تقصده بالسودان الجديد ؛ وماذا تقصد بالسودان القديم ؛ وما مدى تمايز السودان الجديد الذى تدعو اليه عن" السودان الحديث" الذى تزعم الجبهة القومية الاسلامية انها تبنيه تحت ظل النظام الراهن. ويبدو ان هذا المصطلح قد ظهر لاول مرة تحديدا على يد الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وخصوصا فى خطاب للدكتور جون قرنق فى مارس 1984 [ii]..وقد خضع المفهوم لشرح وتطوير من بعض قيادات الحركة الشعبية
      .ان التلخيص الاساس لمفاهيم الحركة الشعبية عن السودان الجديد هو اجراء تغيير جذرى فى كامل البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فى السودان ؛ فى اطار اعادة بناءها على اسس اكثر عدالة ولصالح ازالة الغبن عن المناطق المهمشة . كذلك نجد فى بعض وثائق الحركة الشعبية واد بياتها الدعائية تعريف جغرافى للسودان الجديد ؛ بما يشمل الاقاليم الجنوبية ؛ مناطق الانقسنا وجبال النوبة وابيى ؛ بعبارة اخرى المناطق التى تتمتع فيها الحركة الشعبية بنفوذ والتى ينشط فيها الجيش الشعبى لتحرير السودان ؛ والتى يمكن ان تشكل القاعدة الجغرافية للدولة الجنوبية المستقلة اذا ما سارت الامور فى هذا الاتجاه. بالمقابل نجد ان قوات التحالف السودانية ؛ الفصيل الاساسى الذى يدعو للسودان الجديد فى شمال السودان ؛ قد اضافت للشعار السودان الجديد شعار اخر ؛ وهو : من اجل دولة مدنية ديمقراطية موحدة .بهذا المنطلق ؛ فان السودان الجديد ينبغى ان يكون ديمقراطيا ؛ مدنيا -فى تفسيرات التحالف الدولة المدنية تتماهى مع الدولة العلمانية -وموحدا ..هذه النظرة توضح ان مفهوم التحالف بعيد عن الفهم الجغرافى ؛ وهو يتوائم مع المفهوم الاساسى للسودان الجديد عند الحركة الشعبية ؛ بما يعنيه من اجراء تغييرات جذرية فى كامل البنية الاجتماعية -السياسية فى السودان...)).

      2/ المقصود بجيوإثنية Geo-Ethnical تداخل العوامل الجغرافية والعرقية في تحديد النظرة لقوميات بعينها في إطار الدولة ككل، وهو نوع من الإضطهاد المزدوج، إذ تحمل الدلالة الجغرافية/العرقية معاً محمولات إحتقار ودونية في ذات الوقت وبشكل متزامن في الذهن أو المفكر فيه. فلفظة "جنوبي" أو "غرابي" أو "أدروب" دالة على العرق والإشارة إلى العرق دالة على الجهة أيضاَ. يعطينا الشعر "تضمينا" معاني شبيهة من خلال لفظة أولاد البلد(=المركز)، "نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا، ونحن الفوق رقاب الناس مجرّب سيفنا"، والمعادل الموضوعي أنه ليس هناك أولاد بلد (=أبناء الهامش)، ومن الضروري رؤية البنية الأخلاقية والقيمية وشبكة العلاقات الإجتماعية/الإقتصادية/السياسية التي تتأسس على هذه النظرة وتجلياتها
      1/
      نواصل

      (عدل بواسطة ahmed haneen on 11-01-2004, 09:43 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج /اسمرا ahmed haneen10-31-04, 12:03 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-01-04, 00:30 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-01-04, 09:26 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-02-04, 00:29 AM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج Abdel Aati11-02-04, 04:25 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج esam gabralla11-02-04, 04:29 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-02-04, 05:43 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-03-04, 02:33 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-03-04, 02:43 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-03-04, 02:24 PM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج Abdel Aati11-04-04, 02:48 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-05-04, 12:01 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-05-04, 07:51 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-08-04, 07:01 AM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-08-04, 07:12 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-08-04, 07:26 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-09-04, 03:39 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-09-04, 12:05 PM
    Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-09-04, 12:43 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-10-04, 02:27 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-10-04, 08:15 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-10-04, 12:00 PM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج nada ali11-11-04, 02:05 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج خالد عمار11-11-04, 10:29 AM
  Re: مشروع السودان الجديد- "كلمات سبارتكوس الأخيرة"- التجاني الحاج ahmed haneen11-12-04, 02:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de