|
|
 لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود
|
ندوة الصفوة السياسية السودانية بالمركز الثقافي الفرنسي
نقلا عن الصحافة
الصَّفوة السياسيَّة السودانيَّة بالمرگز الثقافي الفرنسي
إيناس : لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود
النخب الشمالية انفردت بحگم السودان منذ الاستقلال
رصد : بله عبد السيد
في اطار نشاطاته التثقيفية المتواصلة نظم المركز الثقافي الفرنسي بمقره بالخرطوم شرق أمس الأول محاضرة بعنوان الصفوة السياسية في السودان قدمتها الاستاذة إيناس احمد المحاضرة بجامعة بوردون بفرنسا وقد شهدت تلك المناسبة حضورا مميزا لبعض المسئولين ورجالات السلك الدبلوماسي وكان ذلك متمثلا في شخص د . علي حسن تاج الدين مستشار رئىس الجمهورية للشئون الافريقية وسعادة السفير الهولندي وجان ميشيل لوداني الملحق الثقافي الفرنسي ، ومدير المركز نيكولا ديكستريه هذا بجانب الجمهور الذي تغلب عليه فئة الشباب والطلاب .
الصحافة سجلت حضورا لهذه الفعالية وتستعرض عبر المساحة التالية ما ورد في هذه المحاضرة مصحوبا بالنقاشات التي رافقتها .
استهلت الجلسة الاستاذة ايمان ساتي الموظفة بقسم السكرتارية بالمركز والتي برأي كانت موفقة في اداء مهام الترجمة فقد قامت بتقديم مدير المركز الجديد نيكولا ديكستريه الذي رحب بالحضور وقدم الاستاذة ايناس التي درست الجامعة بالمملكة المغربية ومن ثم واصلت تعليمها ما بعد الجامعي بفرنسا والآن هي محاضرة بجامعة بوردون .
الأستاذة إيناس
ذكرت ان مشروع دراستها لنيل درجة الدكتوراة يركز على دراسة التناقض والمفارقة في الحياة السياسية السودانية وقالت عبر ندوة الصفوة السياسية في السودان إن السودان عاش حالة من النمطية في نظام الحكم بغض النظر عن اختلاف بين توجهات الحاكمين منذ الاستقلال وحتى الآن مشيرة الى تكرار نفس الصفوة في الحكم واوضحت ان الانقلابات التي تعرض لها السودان لم تكن مجرد توجه انفرادي من الجيش وانما كلها كانت عبارة عن تحالف بين القوات المسلحة والاحزاب محملة حزب الامة مسئولية انقلاب الفريق ابراهيم عبود عام 1958م وحملت انقلاب مايو 1969م بقيادة جعفر نميري للحزب الشيوعي بينما انقلاب الانقاذ عام 1989م تعود المسؤولية فيه الى تنظيم الجبهة القومية الاسلامية وابانت ان السودان فيما يتعلق بطبيعة الحكم فأن شأنه هو شأن جميع بلدان المنطقة العربية والافريقية حيث معظمها كان ولازال قد تعرض لاضطرابات وتغييرات عديدة في انظمة الحكم ولكن ظل ذلك كله يحدث فقط على مستوى السطح ولم يكن تغييرا اساسيا يطال البنية مشككة فيما تعارف عليه السودانيون بالانتفاضات موضحة انها كانت تفتقد مقومات الثورة الاساسية التي من وجهة نظرها تتمثل في استصحاب تغييرات جوهرية على مستوى بنية الحكم والمجتمع ، وتدخل مفاهيم جديدة لممارسة السلطة واعتبرت ان ما يسمى بفترات حكم تعددي كانت مجرد تكريس لنظام محافظ او شبيه بالمحافظ.
وركزت الاستاذة ايناس خلال هذه المحاضرة على تنظيم حزب الامة والجبهة الاسلامية والحزب الاتحادي الديمقراطي باعتبارها اكثر ارتباطاً بالسلطة وعقدت مقارنات بين هذه التنظيمات الثلاثة وتوصلت الى اوجه شبه واختلافات فيما بينها .
فيما يتعلق بوجه الشبه فانها ترى ان جميع هذه الاحزاب من الناحية الفكرية تتطلع الى انجاز مشروع الدولة الاسلامية وان كان هذا الامر يظهر بصورة اكثر وضوحا عند الاسلاميين .
وتعتقد ان الدين ليس فقط اساس الشرعية لهذه الاحزاب الثلاثة ووسيلتها بل هو ايضا اداة تنافس بينها كذلك تعطي هذه الاحزاب الشريعة الاولوية باعتبارها المصدر الرئىسي للتشريع على اساس ان غالبية السكان هم مسلمون وذلك يوضحه البرنامج الانتخابي لحزب الامة المسمى «الصحوة الاسلامية» عام 1985م وبرنامج الاتحادي الديمقراطي لنفس العام والمشروع الحضاري للانقاذ كذلك اتفاقهم على تصفية الحزب الشيوعي في السابق .
والمثير للإنتباه من وجهة نظر ايناس ان الغالبية من صفوة حزب الامة والاتحادي الديمقراطي يرفضون إلصاق الصبغة الدينية بهم ويؤكدون ان وجود مسيحيين وآخرين غير مسلمين بصفوف احزابهم وكذلك يتحفظ الكثير من اعضاء هذه الاحزاب خصوصا حزب الامة على تطبيق الشريعة مبررين ذلك بقولهم : من غير المعقول فرض هذه القوانين على مجتمع متباين مثل المجتمع السوداني كذلك يرون أن تطبيق الشريعة يجب ان يسبقه تحقيق عدالة اجتماعية بل يصل بهم الحد الى اعتبار ان مفهوم الدولة الاسلامية ليس له وجود في الاسلام الا ان ايناس كذلك ترى ان ذلك كله لا يمنع وجود اشخاص يعارضون هذه الافكار ويؤيدون وجود نظام اسلامي ومن اوجه الاختلاف بين حزبي الامة والاتحادي الديمقراطي من جهة وبين الجبهة سابقا ترى ان الجبهة الى حد ما تعتبر ذات قاعدة اكثر حداثة بينما الحزبين يستندان اساسا على قاعدتي كيان الانصار والختمية وهي طوائف دينية ، كما ان الاسلاميين يولون اهتماما بالمرأة اكثر قدرا مما هو موجود في الحزبين الكبيرين .
والحقيقة التاريخية التي لا يمكن لزعماء الحزبين انكارها وفقا لمنظور ايناس هي لولا الشرعية الرمزية التاريخية المبنية على المكانة الدينية لعائلتي المهدي والميرغني لما كان لحزب الامة والاتحادي وجود .
وحول دور جامعة الخرطوم التي وصفتها ايناس بالجميلة المستحيلة فإنها ترى ان لجامعة الخرطوم تأثير كبير على الصفوة التي حكمت السودان فهي بجانب كونها مسرحا شهد اعداد الكثير من السياسيين الذين اداروا ويديرون دفة الحكم في السودان اليوم فهي ايضا شهدت بناء علاقات صداقة وتحالفات من جهة وعلاقات عداء ومواجهة بين بعضهم البعض من جهة اخرى، وكان لهذا العامل تأثير كبير على عدم الاستقرار في السودان .
وعبر فرص المداخلات التي اتيحت للحضور اوضح محمد المهدي بشرى استاذ بجامعة الخرطوم ان ما ورد في المحاضرة الى حد ما لا يتطابق مع ما هو في الواقع واتهم المتحدثة بأنها تسقط ما تعتقده هي على الواقع مؤكدا ان البون بين ما ذهبت اليه والواقع واسع جدا كذلك اكد ان حزب الامة اكثر حداثة من حزب الجبهة سواء فيما يتعلق بطرحه وموقفه من الديمقراطية او فيما يتعلق بمفهومه للدولة في السودان اما د . علي حسن تاج الدين مساعد الرئىس للشئون الافريقية اشاد بالاستاذة ايناس واعتبرها مفخرة للسودان الا انه اعاب عليها تركيزها على الصفوة السودانية في الشمال فقط وعدم تعرضها للصفوة في الجنوب .
بررت الاستاذة ايناس خلال اجابتها على المداخلات أن عدم تعرضها للآخرين ذلك يعود لكون ان الذين حكموا السودان منذ الاستقلال يحسبون الى الصفوة الشمالية حيث الجنوبيون وغيرهم لم تتح لهم فرص حكم السودان .
وفي ختام حديثها اوضحت ايناس ان ازمة الدولة يمكن ان تفسر ايضا بالعصبية الحزبية اى الصراع من اجل المحافظة على آحادية السلطة والتي تتميز بها الصفوة السودانية الحاكمة بغض النظر عن اختلاف اتجاهاتها سواء كانت يمينية او يسارية . وترى ان صورة الساحة السياسية اليوم والانقسامات التي تتخللها والقبول المعلن لجزء فقط من الصفوة الحزبية ترى ان مثل هذه الظواهر توضح بجلاء غياب التسويات السياسية بين هذه الفصائل وغياب الاتفاق على قواعد اللعبة السياسية كما يوضح ذلك ايضا عدم قبول مبدأ التوالي .
لذلك ترى انه لا يكفي فقط الحديث عن التعددية الحزبية وعودة الديمقراطية وانما من المهم جدا تعريف واحترام قواعد اللعبة وخاصة احترام التناوب على السلطة وكذلك ارساء مبدأ مشاركة الكل في السلطة بدلا من الأخذ باحتكارها .
انتهي
مارأي الأعضاء الكرام في تحليل د ايناس اعلاه
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ahmed haneen | 09-17-04, 10:56 PM |
 Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | محمد حسن العمدة | 09-18-04, 01:13 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | برير اسماعيل يوسف | 09-19-04, 06:08 PM |
 Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ahmed haneen | 09-18-04, 03:36 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-18-04, 05:40 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ahmed haneen | 09-18-04, 11:25 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 11:07 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | هشام مدنى | 09-18-04, 08:55 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | هاشم نوريت | 09-18-04, 11:53 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | هشام مدنى | 09-19-04, 10:52 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ahmed haneen | 09-18-04, 12:04 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | kamalabas | 09-18-04, 02:29 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-18-04, 09:25 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 09:37 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | kamalabas | 09-19-04, 10:22 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 10:43 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | هشام مدنى | 09-19-04, 11:06 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | kamalabas | 09-19-04, 01:47 PM |
 Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ود محجوب | 09-19-04, 02:54 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 09:48 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | برير اسماعيل يوسف | 09-19-04, 04:23 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 09:20 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-19-04, 09:33 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | kamalabas | 09-20-04, 09:39 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | saif massad ali | 09-20-04, 09:48 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ود محجوب | 09-20-04, 02:04 PM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | ahmed haneen | 11-20-04, 03:24 AM |
| Re: لولا المكانة الدينية للمهدي والميرغني ما كان للأمة والاتحادي وجود | هاشم نوريت | 11-20-04, 06:50 AM |
|
| |
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست