|
Re: كيف تكسب حمارا؟ (Re: bushra suleiman)
|
قصص الحمار
نشرت هذه القصة القصيرة في جريدة الحياة اليومية والتي تصدر من لندن, بتاريخ 29 تموز 1994 العدد 11485
قال حمار لصاحبه: أتدري يا صاحبي.. بأننا شبيهان - نحن الإثنان - جداً ببعضنا!! غضب صاحب الحمار وقال: ويحك أيها الحمار الغبي!.. أراك تقول كلام البلهاء..؟! أجاب الحمار بهدوء: إننا نستيقظ سوية, ونعمل في حقل واحد, ونأكل من ذات الحقل, وننام في ذات الوقت, وفي ذات البيت.. و.. !!.. صرخ صاحب الحمار مكفهراً: إخرس يا أيها الأحمق, فأنا إنسان عاقل وأنت حمار غير عاقل..! ضحك الحمار وقال: الإنسان يقرأ الكتب, وأنت لا تقرأ شيئاً!.. الإنسان يتنزه ويضحك مع زوجته وأطفاله, وأنت لا تتنزه ولا تضحك مع أحد!.. الإنسان يفرح للحياة وينعم بملذاتها, وأنت لا تفرح ولا تنعم بأي شيء!.. الإنسان يحلم بمستقبل أبيض, بينما أنت لا تحلم إلا بي أنا..! حينذاك, انهال صاحب الحمار ضرباً على حماره الذي كان يقهقه عالياً, ساخراً من عصا وأفكار صاحبه, وكان نهيقه - أحياناً - يتخلل ضحكاته العالية الساخرة!."
------------------------------------------------------------------ نشرت هذه القصة القصيرة في جريدة الحياة اليومية والتي تصدر من لندن, بتاريخ 29 تموز 1994 العدد 11485
إلتهم حمار جائع مجموعة كتب صفراء ثمينة جداً, تخص تاريخاً مجيداً لحضارة كانت سائدة ذات يوم, ولها في خدمة البشرية أياد بيضاء ناصعة!! فاتهم الحمار الجائع بالتخريب المقصود, والتشويه عمداً, ومحاولة طمس تاريخ الحضارات الأخرى, ثم اقتيد إلى محكمة دولية فاخرة يتوسطها قاض مهيب, له شعر أبيض طويل, مستعار, مجعد, ويرتدي ملاءة سوداء تشبه جلد الحمير! ولما سئل الحمار عن فعلته المشينة تلك!, ومن يقف وراء هذه العملية المقصودة, نهق الحمار بصوت ذكوري عال, مما جعل القاضي المهيب ينقر المنضدة بمطرقته الخشبية الملساء, معلناً اعتراف الحمار بكل ما فعل! أما محامي الحمار الجائع, فشهق وصعق لهذا الحكم الجائر, وطلب تبرئة موكله المغبون من هذه الفعلة المشينة, لأنه لا يجيد القراءة والكتابة, ولا يعرف قدر الكتب التاريخية الثمينة, ثم اتهم الجهات التي تساهلت في السماح لموكله الجائع بأن يدخل إلى أماكن تاريخية دون حماية لائقة! وبعد مشاورات وهمسات هيئة المحكمة الدولية الفاخرة, تقرر سجن الحمار بضعة أشهر, مع حرمانه من ملذات الحياة والسماح له بتناول الأطعمة المشتقة من التبن الأصفر والعشب الأخضر فقط! بعدئذ, أمسك شرطيان بذراعي الحمار الجائع, واقتاداه إلى السجن دون أن ينادي بصوت عال: والله أنا بريء ياناس, ودون أن يذرف دمعة ندم واحدة, لكنه كان يهز ذيله الطويل نحو اليسار تارة, ونحو اليمن تارة أخرى!!
|
|
|
|
|
|