تماماً ياهالة، "فان على الحركة الا تنجرف وراء خلافات من يبحث عن المجد الشخصى فالمهمة عظيمة ولا تترك لنا زمنا ولاجهدا لهكذا خلافات" كما عبرت ببلاغة. هذا ما تناولته اليوم مع الأخ الكريم ثروت في مكالمة هاتفية مطولة من كندا. وقد شرحت له بأن الكتابة لن تكون بغرض تصفية حساب مع أي شخص، فإننا نحتاج لكل وطني غيور على الوطن لكي نبني وطنا جديداً تقوم قيه علاقات البناء، على القدرة على البناء لا على رغبة زيد او عبيد في التسيد على الناس أو تصدر شانهم. أرجو أن أطمئنك أننا لسنا ممن يمارسون الإغتيال المعنوي للشخصيات الوطنية. هذا أسلوب أتانا من دار خربة هوت على أصحابها. ولانريد لممارسيه إلا أن يرعووا، ويتواضعوا قليلاً. الذين قاموا بالتشويش الراهن أشخاص أساءوا التقدير، لانريد منهم غير أن يدركوا بأنهم فعلوا ذلك، وغير أن يصطفوا اصطفافاً واعيا وراء من يعمل العمل الجاد، إلى أن يتمكنوا هم من القيام بمثل هذا العمل. ما أريد أن أكتبه هو: رؤية للحركة ولتاريخها ستكون تبييناً لبعض أهم محطاتها، حتى يدرك من لم يكابد فترة التأسيس الرؤى التي تصارعت، في مناخات صحية في معظم الأحيان، حتى ظهرت هذه الحركة بشلكها الرأهن. ثم إني أريد أن أنصف بعض من سرقت مجمهوداتهم حتى نوثق لتاريخ صناعه مازالواأحياء يرزقون، يمكنهم المساهمة في تصحيح وصفنا أو فهمنا لما نكتب. لقد سمحت الحركة، ولمدة طويلة، لبعض الأفراد بالتطاول على مناضلي الداخل، والتعامل مع بعض مناضلي الخارج بمنطق "المغفل النافع" -الذي جاءنا هو الآخر من عقابيل تلك الدار التي هوت، وإن لم تهوي طباع بعض منتسبيها. جاءنا بعض أهل تلك الدار دون أن يعطوا نفسهم وقتاً كافياً للتخلص من عقابيل ممارساتهم الماضية. رغم ذلك لم نمس أشخاصهم، ولن نمسهم مطلقاً بقصد التشهير. الهدف هنا ليس النيل من أحد. ولكن الهدف هو أن نكتب التاريخ بالصورة التي تنصف بعض من زهدوا وتعففوا عن التسيد من أجل أن يتسيد الوطن، ومن أجل أن تتصدر قضيته كل الأفق السياسي والاجتماعي الفاعل. هؤلاء الجنود المجهولون، من المؤسسين، وغير المؤوسسين هم من نريد ان نكتب تاريخ الحركة من الزاوية التي يرون بها الحركة وتطورها. هذا الوضع سيفيد ناشئة الحركة كما سيفيد مؤسسيها. سيفيد مؤسسيها بأن يجعلهم يجرون حواراً حقيقياً جاداً بينهم لكي يتجاوزوا الخلافات غير النظيفة، وسيساعد الشباب الجدد لأنه سيجعلهم يدركون بأن هذا العمل لم يوسسه فرد، ولا هو "إنشقاق" عن الحزب الشيوعي كما يشاع. لم أكن يوماً من الأيام شيوعيا، كما لم يكن دكتور الباقر العفيف شيوعياً، ولا الأستاذ بشير بكار كان كذلك. ثلاثتنا كنا من أنشط المؤسسين على كافة الأصعدة الفكرية، والإدراية، والتنظيمية، وغيرها. وثلاثتنا جمهوريين. مع ذلك لم يكن يزعجنا بأن "حق" يشوش عليها حين يقال بأنها مجرد "إنشقاق" من الحزب الشيوعي. وكنا نعلم ان البعض لايريد لهذا الانطباع أن يتصحح. ولكن لم يكن يضيرنا كل ذلك باعتبار أن تشويه صورتنا لم يكن مما يزعجنا، لأننا كنا نعمل لبناء وطن لا لتضخيم ذات أو لتحسين صورة. البعض لم يكن يدرك حجم ما نفعل، وبعض آخر كان يدركه، ولكنه يحرص على توظيفه لتلميع ذاته. هذا الوضع يجب أن يتصحح، لا بالتشهير بأحد ولكن بتبيان ظروف نشأة "حق" في إطار أوضاع قطرية، وإقليمة، ودولية بالغة التعقيد. هذه الظروف المعقدة التي نشأت في صلبها الحركة أفرزت أوضاع معقدة، بعضهامقبولة، وأخرى شاذة، وغير مقبولة على الاطلاق. من الصور غير المقبولة التشويش الذي تم في الأيام الماضية على الحركة، مما يجب التصدى له وفق الحق والعدل، لا برغبة مبيتة ضد أحد. لقد علمنا الأستاذ محمود أن نحب أعداءنا، وإن لم نحب أفكارهم أو أفعالهم، وأن نسعى لمحاربة تلك الافعال أو الأفكار بالحسنى. والأقربون الذين كابدوا معنا، ممن اختلفوا معنا، في مسيرنا الشائك نحو الحرية قطعاً أولى بالمعروف. ولذلك فإننا حين نكتب لن نصدر عن ضغينة على أحد، بل عن محبة وتقدير تعطي كل شخص وزنه واحترامه وحجمه الطبيعى، ثم لا يكون إلا الحرص على الوطن ومصلحة المواطن، لا السعي بكل سبيل إلى المجد والزعامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة