|
Re: دعوة للتفائل (Re: intehazy)
|
أسترجع ما قلت و أنا الآن في الخرطوم التي توصف على هوى المتحدثين عنها فتارة توصف بالقومية و تارة بالعلمانية و غيرها من المسميات
و بعد أن أمضيت فيها ما يزيد عن السنتين بقليل مارست فيها قليلاً من السياسة و أكثر من هذا القليل في العمل العام و بعدها إكتفيت بدور المراقب لما يدور في الساحة السياسية و الإجتماعية و تتبع الأخبار و صرت كمن كنا نخاطبهم فيما مضى و نقول لهم بأن الوطن في حاجة إلى جهود كل أبنائه ليخرج من محنته و بعد سنتين أو لأكون مدققاً بعد سنة و شهرين على كفري بالعمل السياسي المنظم راودني بعض الأمل و أوقن بأنه كان مزروعاً في داخلي لأنه عاد و إنبعث في سريعاً فبحثت في أروقة إرشيف المنبر عن هذه الدعوة للتفائل كيما أهترش من خلالها
كنت أستمع بمحض الصدفة لأحد الشيوخ الدينيين و لا أذكر إسمه كان يتحدث عن مشاكل الأمة الإسلامية و كيفية إحداث التغيير فيها إبتدر حديثه قائلاً بأن السؤال الذي ظل يراوده طويلاً هو من المتسبب في هذه المشاكل و إلى ما حال إليه حال الأمة
قال أنك لو سألت أي مواطن من الشارع لقال لك و على الفور هم الحكام الظلمة أفسدوا في الأرض و أضروا العباد
و إن سألته عن العلماء قال لك لعنة الله تغشاهم قسم منهم هادنوا الحكام و صاروا بطانة السوء له يزينون له أعماله و سوءاته و الآخرون سمموا عقول أبنائنا بالإرهاب و قتال الفئة الظالمة
و إن سألته عن التجار قالوا لك هؤلاء هم أصل البلاء إستغلوا ظروف الناس و الضعفاء ليثروا ثراءً فاحشاً و لم يرحموا المحتاج و لم يحسنوا إلى المسكين
و إن سألته عن الزراع لقال لك و أين هم الزراع و نحن نأكل قمحاً مستورداً من أميركا و أستراليا
و إن تركت قضايا الشارع و إتجهت بسؤالك عن أسرته البسيطة فسألته عن الأقارب
لقال لك بأن الأقارب صارو كالعقارب لا تأمن لدغتهم
فماذا عن الجيران، الجيران هكذا سيتهكم و أي خير في جار يتلصص من بيته ليرى بناتنا في فناء منزلنا
فماذا عن زوجك و حلالك، فسيرد و أي خير فيها و هي لا تحسن شيئاً إلا التذمر إن لم تأت لها بثوب جديد أو تلبي لها إحدى طلباتها التي لا تنتهي نسيت لك كل ما فعلته من أجلها
فماذا عن أبنائك، فيقول أي أبناء هم أبناء آخر الزمان قد فسدوا و صارو لا يطيعون كلامنا و لا يلتزمون بتعاليمنا و تقاليدنا
فيا عبد الله من الصالح إذاً أنت فقط، حتى و إن سألنا زوجه عنه لقالت أي رجال في هذا الزمن لا تدع أحدهم يسافر إلا و عينه زائغة إلى ما حرمه الله عليهم
ضحكت من كل قلبي و أنا أستمع إلى هذا الشيخ ففي دقييقتين شخص حال الأمة لا الإسلامية فحسب بل و كل الأمم الإنسانية
و سأعود مرة أخرى لأبين لكم ما دخل كلام هذا الشيخ بهترشتي التفاؤلية
فلكم و دي العميق
و لي ما تبقى
|
|
|
|
|
|
|
|
|