|
Re: ليس دفاعا عن الفنان محمد وردي ولكن ....... إلى الإخوة الاطباء والمختصيين (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
الأخ أبو قصى والأخوة المتداخلون
تحياتى الطيبة
"سأحاول" هنا شرح التعقيدات النفسية والعقلية التى يتعرض لها مريض الفشل الكلوى , فى مراحل مرضه وفى مراحل علاجه المختلفة من هذا المرض , وأرجو أن أوفق فى هذا .
وحتى يسهل تفصيل ومعرفة الأثار النفسية والعقلية والفيزيائية التى تصاحب مرض الفشل الكلوى , رأيت أن أقسمها الى أربعة مراحل :
1/ مرحلة تشخيص وبداية مرض الفشل الكلوى " chronic Renal Failure or End Stage Renal Failure " .
2/ مرحلة عمليات الغسيل الكلوى " Haemodialysis or Peritoneal dialysis ".
3/ مرحلة البحث عن .. وإيجاد .. وزراعة الكلية " Transplantation " .
4/ مرحلة ما بعد زراعة الكلية , والأعراض السالبة للأدوية المثبطة للمناعة " Immunosupressent drugs " .
وبالطبع , كل هذه المراحل متداخلة ومشتركة فى كثير من مسببات وآثار المعاناة الجسدية والنفسية التى يتعرض لها مريض الفشل الكلوى .
---------------
1/ المرحلة الأولى :
وهى مرحلة تشخيص وبداية مرض الفشل الكلوى المزمن أو الكامل الذى لا أمكانية أو سبيل للشفاء منه بدون تدخلات طبية كالغسيل أو عملية نقل الكلية , وما يهم هنا هو التغيرات النفسية والعقلية التى يعانى منها المريض فى هذه المرحلة , وتتمثل فى :
- الأثار النفسية والمتمثلة فى الأحباط النفسى " Depression " بعد تيقن المريض من تشخيص المرض , وقبل هذا الأثار النفسية للمرض الذى أدى للفشل الكلوى نفسه .
- الآثار النفسية للأمراض التى تظهر نتيجة لظهور الفشل الكلوى .. كأرتفاع ضقط الدم والأنيميا .
- مواجهة المريض للمتغيرات الفسيلوجية فى الوظائف الطبيعية للجسم , وما يصاحب ذلك من تغيرات متعددة وتدنى فى أنشطة الحياة المهنية والأجتماعية والرياضية للمريض .
- العجز الجنسى المصاحب لمرض الفشل الكلوى " Sexual dysfunction " , وهذ إما ناتج عن العامل النفسى أو عن ما يُسمى بــ " Erectile dysfunction in renal failure patients and renal transplant recipients " , مما يجعل المريض أكثر أحباطا وإنعزالا .
- أثار أرتفاع البولينا فى الدم " Uraemia " , وما يصاحب ذلك من تغيرات فى الجهاز العصبى , تختلف من إنسان الى آخر , وتتمثل فى حالات الدوخان " Drowsiness " , النعاس أو التخدير " Somnolence " , التبلد أو الخمول " Lethargy " , فقدان الذاكرة " memory loss " , الهزيان " Delirium " , التشويش أو الأرتباك " Confusion " , الأرق " Insomnia " , الإختلال العقلى " Psychosis " وأخيرا الغيبوبة " Coma " .
-----------------
2/ المرحلة الثانية :
وهى مرحلة الغسيل الكلوى " Dialysis " , أو ما يُعرف بمرحلة " شراء الوقت " , وتأثيرها النفسى والعصبى يتمثل فى الأتى :
- تقيد حركة المريض , فبإعتماد الغسيل البريتونى , يحتاج المريض الى ساعة أو ساعتين يوميا لإدخال وإخراج سائل الغسيل الى ومن التجويف البطنى . أما فى حالة الغسيل الدموى , فيعتمد المريض بالكامل على " الماكينة " فى التخلص من فضلات الدورة الدموية , وإعتماده أيضا على المجموعة الطبية لأجراء الغسيل , وعلى الأهل أو الأصدقاء فى ذهابه وعودته من المستشفى أو مركز الغسيل " dependency-independence issues ".
- الأنهاك والأرق والآلام النفسية والجسدية المصاحبة لعملية الغسيل الكلوى , وهذه المرحلة التى يُظهر فيها أغلب مرضى الفشل الكلوى تمردا على المواظبة على العلاج وعلى التقيد بالأرشادات الطبية فى الغذاء وتناول السوائل .
- الأثر النفسى الناتج من التغيرات الجسدية , وفى شكل ومظهر المريض , وهذا ناتج عن تورم الجسم من تراكم السوائل " interdialytic weight gain " والمرتبط بالضقط النفسى المصاحب للشعور المتواصل بالعطش " Thirst distress " , والتغيير فى الشعر , وظهور بقع فى الجلد .. والمزيد من التغييرات النفسية والذهنية السابق ذكرها .
----------------
3/ المرحلة الثالثة : وهى مرحلة البحث .. وإيجاد .. وزراعة الكلية , والمصادر الأخلاقية للكلية البديلة هنا نوعان , الأول : أن يتم التبرع بها من شخص موائم ومتجانس بيولوجيا مع المريض , وهذا قد يكون أحد أقرباء المريض أو أحد أصدقائه .. أو "أحد المحسنين" , والمصددر الثانى : هو الحصول على كلية من شخص مات .. حديثا .
- وهذه المرحلة قد تطول أو تقصر , وتتنوع وتختلف فيها أحاسيس المريض بين الترقب .. والأحباط .. والأمل .. واليأس , والتوقع من الأهل والأقارب بتقديم المبادرة , وآثار ذلك على المريض وتوقعاته , وفيها أيضا الأحساس العميق بالذنب .. حيث يشعر المريض وكأنه ينتظر موت شخص آخر .. ليأخذ كليته .
- مرحلة الأحباطات المتواصلة بعد إيجاد المتبرع , وهى مرحلة عمل التحاليل اللازمة لمعرفة مدى ملائمة الشخص أو الأشخاص المتبرعين لعملية التبرع , وبالطبع معاودة البحث عن غيرهم فى حال أثبتت التحاليل عدم موائمتهم .
- الضقط النفسى المصاحب لإحتمالات نجاح وفشل عملية نقل الكلية نفسها .. والذى يعيشه المريض قبل وبعد العملية . الأحساس بأحتواء الجسم على جزء من .. شخص آخر . وهذه المرحلة تتميز أيضا بتبدل مزاج المريض " mood swings " , وبالمعاناة النفسية فى صراعه للعودة الى " حالته الطبيعية " قبل حدوث الفشل الكلوى .
-----------------
4/ المرحلة الرابعة :
وهى مرحلة بداية أخذ , والأستمرار فى , الأدوية المثبطة للمناعة " Immunosuppressive drugs " حتى لا يلفظ جسم المريض الكلية المزروعة , وهى أدوية تُعطى " بكثافة " فى الأيام الأولى من العملية , ثم يتم تدريجها الى جرعات أصغر بعد بوادر نجاح العملية , والأستمرار فى البعض منها بعد ذلك .. مدى الحياة .
- الأدوية المثبطة للمناعة متنوعة , ولكن أكثرها إستعمالا فى عمليات نقل الأعضاء هى : " cyclosporin, azathioprine and prednisolone " , ولكل دواء من هذه الأدوية , التى قد تؤخذ مجتمعة فى بداية الأمر , أعراض جانبية متنوعة , فعلاج الـ prednisolone أعراضه الجانبية تتلخص فى : أرتفاع ضقط الدم , السكرى , أرتفاع الدهنيات , زيادة الوزن , التورم , هشاشة العظام , تأخر ألتئام الجروح , التأثير فى النظر , تدور الوجه , وأخيرا .. التأثير النفسى . علاج الـ azathioprine أعراضه الجانبية تتلخص فى : الأنيميا , ألتهاب الكبد , فقدان الشعر وألتهاب البنكراس الحاد . ثم علاج الـ cyclosporin وأعراضه الجانبية تتلخص فى : التسمم الكلوى , أرتفاع الضقط , داء النقرس , السكرى , أرتفاع الدهنيات , زيادة الشعر والتضخم فى اللثة , أرتفاع البوتاسيوم وأخيرا .. التأثير فى الجهاز العصبى .
- وظهور هذه الأثار وتأثيرها يتفاوت من شخص لآخر , ولكن الأثار الجانبية التى تؤثر أكثر من غيرها فى الحالة النفسية والعقلية للمريض , غير التى تؤثر تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبى , هى التى تغير الشكل الخارجى للمريض , وتحدث تقلبات المزاج , وتؤدى الى أنخفاض الأداء والطاقة لديه .
- كل الأدوية المثبطة للمناعة تجعل المريض أكثر عرضة للأصابة بالألتهابات وأكثر صعوبة فى علاج هذه الأمراض , وأكثر عرضة للنزيف , وأكثر عرضة لظهور الأورام السرطانية , بمعنى آخر تجعله أكثر قلقا وأحساسا بالخطر من غيره .
أرجو أن أكون قد ألقيت بعض الضؤ على الموضوع المطروح , وإن كان به من نقص فأرجو مخلصا .. تكملته .
مع خالص الشكر والتقدير
|
|
|
|
|
|