|
Re: بداية الفترة الانتقالية .. محاولة لفهم ما يجري؟ (Re: Amin Elsayed)
|
اتجاهات السيطرة
النخبة الحاكمة تعي تماماً ضعف قاعدتها السياسية والاجتماعية وهشاشة سيطرتها فقد ظلت، منذ البداية، ترتكز على قاعدة الجبهة الاسلامية القومية والفئات الطفيلية التجارية والمصرفية المرتبطة بها والتي نمت وتطورت في ابان مشاركتها في العهد المايوي في ظروف الانفتاح الاقتصادي والازمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد منذ ذلك الوقت وهي قاعدة ضعيفة ومحدودة وعندما شعرت هذه القوى بضعفها وعجزها عن تحقيق برنامجها في ظروف الديمقراطية وعملية السلام الجارية وقتها قامت بتنفيذ انقلابها في يونيو 1989 بهدف تحقيقه عن طريق القوة والقمع وازداد ضعف هذه القاعدة بعد انقسام الجبهة الى مؤتمر شعبي ومؤتمر وطني في نهاية 1999 نتيجة صراعات حول السلطة لا علاقة له بقضايا الوطن والمواطن ونتيجة لذلك اصبحت المجموعة الحاكمة ترتكز، بشكل رئيسي، على فئات طفيلية وبيروقراطية في جهاز الدولة والسوق ولذلك هي تنظر الى اتفاقية السلام الجارية وشراكتها مع الحركة الشعبية كفرصة ثمينة للمحافظة على بقائها في كراسي الحكم طوال الفترة الانتقالية وبعدها ومن خلال ذلك يمكنها تركيز سيطرتها السياسية والامنية والاقتصادية على حساب القوى المهيمنة التقليدية، خاصة حزبي الأمة والاتحادي وترتكز خطتها في هذا المجال في الاصرار على حصر مؤسسات الفترة الانتقالية في شراكة معلقة مع الحركة الشعبية واستبعاد كل القوى السياسية الاخرى، وبالتالي مقاومة اي اتجاه لتوسيع هذه الشراكة واجراء تغييرات اساسية في بنية النظام الحاكم وسياساته. ونشير هنا الى مؤتمرات تقيمها هذه الايام حول الاصلاح الاقتصادي وتطوير النظام الديمقراطي وبرنامج الاجماع الوطني وغيرها وكلها تستهدف تكديس برنامجها وسياساتها القائمة على استغلال الاسلام والشريعة لتغطية توجهاتها المرتبطة بسياسات السيطرة، وفي الوقت نفسه تعمل على تشويه شعارات قوى السلام الديمقراطية حول هذه القضايا وربطها لمصلحتها، وفي مواجهة هذا التوجه الجاري في ارض الواقع نرى القوى السياسية والاجتماعية الاخرى مشغولة بمكاسبها ومصالحها الحزبية الضيقة وبصراعات جانبية لا تغني ولا تسمن من جوع، وما يجري وسط قوى التجمع الوطني في الايام الاخيرة خير شاهد على ذلك فهي جميعها مع اتفاق القاهرة واستكماله ومع المشاركة في مؤسسات الفترة الانتقالية على ضوء هذا الاتفاق لكنها تختلف الآن حول درجة المشاركة ?جزئية أم كاملة؟? مع انه يمكن الاتفاق حول هذه المشكلة بالحوار الداخلي بعيداً عن الصراع والمعارك الاعلامية وفي الوقت نفسه نجد حزب الأمة يقف بعيداً عن قوى التجمع الوطني لدوافع غير موضوعية، بل يعمل للتحالف مع المؤتمر الشعبي وزعيمه الترابي، عراب انقلاب 30 يونيو والمسؤول الاول عن سياسات الانقاذ منذ بدايتها حتى الآن فهل تتوحد هذه القوى وتعي حقيقة ما يجري؟ أم انها تكرر تجاربها السابقة على حساب المصالح الوطنية العليا؟ هل تتوحد في مواجهة خطة الانقاذ؟ ( نقلا عن جريجة الاضواء عدد 21 سبتمبر 2005 )
|
|
|
|
|
|
|
|
|