|
Re: قصور الشاه - بيوت الشعر والحسرة (Re: أسامة معاوية الطيب)
|
الرائع دوما كما عرفته منذ أن كان طالبا,,وأظنه هو بشحمه ولحمه ,ومفرداته العذاب.. الرائع صاحب التعابير النفيسة والكلمات الذهب أسامة معاوية الطيب..لقد قرأت البوست بكل ما فيه من توصيف ولغة ومفردات ,وأيقنت أنني أمام كاتب لا يجارى في بحور السرد وفنون السبك العالي وتداعيات القصة بهذا التماهي الشفيف ,وهذا التداعي المتماسك,,ولا أعتقد أنني أغالي اذا قلت ان اسامة ومحسن خالد يمتحان من مشكاة واحدة,,وإن كان الأول قد أخذ نواصي العبارة بروايتها العربية العالية , أما الثاني فقد ملك ناصية المفردة الدارجة بتماسكها الرهيب والعجيب عند أهلنا في السودان وقدرتها المستحيلة في رسم الصورة الأقرب لواقع الحال الذي رأته العين المجردة .. إن الأديب الباتع محسن خالد عندما تقرأ له ينقلك بلا مقدمات الى مسارح شخوصه في الرواية, فتخال أنك أحد معالم المشهد وربما تجنح خيالك وطار بك الى المكان والناس فتكون فردا منهم وكأنك بمحسن يروي عنك أنت ,,فتصبح البطل المذكور في القصة بسكناته وحركاته وأنفاسه و شعوره , بل وتخطيطه المسبق نحو الأشياء. أما الرائع اسامة معاوية الطيب فهو صاحب حضور كامل الدسم , وينقل اليك الأحداث بأماكنها كلها في تماسك روائي بديع تحسه متماهيا ولكنه أقرب الى البناء المسلح الذي يقوم على هيكل الحديد , يجرك نحو التداعي المخيف ولكنك تكتشف فجأة أنك على أرضية صلبة من الكلمات والعبارات عالية التطريب,,فهو صاحب ازدواجية محببة في فن الحكي.. قرأت قصور الشاه_بيوت الشعر والحسرة أكثر من مرة ,,وكل ما أقرأها أجدني محتاجا الى المزيد ,,ليس لأني أشعر بالإمتاع وأريد منه زيادة ,,ولكن لأني أكتشف في كل مرة أقبية ودهاليز مخبأة في عوالم هذا الفنان معاوية , وفي كل قبو وداخل كل دهليز دنيا من المعرفة وعالم من الفنون. ///////////// أذكر إنني كنت قبل حوالي العشرة أعوام مسؤولا عن المادة المنشورة في صحيفة دارفور الجديدة, حيث كنت آنذاك سكرتيرا لتحريرها,,وكان أن جاءني أحد الطلاب المميزين , إسمه أسامة معاوية الطيب ,كتاباته تشهد له منذ ذلك الحين أنه سيصبح شيئا في عالم الأدب,كانت مفرداته معبرة وخياله بديع ,,ليت معاوية هذا يكون هو ذاك ..وأظنه كذلك مع محبتي بخاري
|
|
|
|
|
|