|
Re: بعد 16 عام جردة حساب - بقلم محمد خليل محمد (Re: زهرة حيدر ادريس)
|
الأخت الكريمة زهرة حيدر ادريس
تشير الإحصائيات العالمية أن السودان يحتضن أسوأ ديكتاتورية على وجه العالم وأن رئيسـه أسوأ ديكتاتور على الأرض, على الإطلاق.
ورغم أني قد آرى أن المحافظين الجـدد في الولايات المتحدة ربما كانوا أكثر سـوءاً بسبب أن قواهم أكبر بكثير وقدراتهم أمضى في إلحاق الضرر على المستوى العالمي ولكن بحسب أن الجمرة تحرق أولاً من يطأها, فلشعب السودان قضية ضد الإنقلاب الجبهوي الترابي بدءا من رئيســه وحتى أصغر متسكع فيه تحت ظلال حوائط الأحياء والفرقان بحثا عن تصيد التقارير الزائفة عن نشاط سياسي أو غيره لهذا الرجل او تلك المرأة.
ولعل المتعاطفين مع النظام و(خفيفي الرؤوس) والذين يتأثرون بسرعة بما قد يظهر أمامهم على شاشات التلفزة من بهاء المنشآت الصناعية والبترولية في بلادهم, قد لا يسرحون معي في هذا المنطق, فلست أعنى بأمثال هؤلاء ونمط تفكيرهم الرمادي ولكني أعنى بقضية الشرفاء من أبناء الوطن الذين ظلت قضاياهــم معلقة تنتظر مجرد الإعتراف بها في منابر التفاوض التي هاجرت بين مدن القارة الأفريقية وحطت على أجندة مجلس الأمن الدولي وبالقصور المتنفذة في العالم ذات التأثير على سياسات الدول البائســة المبتلاة بالديكتاتوريات أمثال دولتنا.
أنهك الإنقلاب قوى الدولة البشرية والمادية في تسعير حرب الجنوب رفضا لذات المبادئ التي جثم عليها ووقع في نيفاشــا وقبلها وابتلع كل مشاريع السلام (من الداخل) التي حاول تمريرها برشــوة الساســة الجنوبيين السابقين ليحتفظ بالرجل الجنوبي كـــ (ديكور) يتم به (جرتــق) نشرات التلفزيون وجلسات مجلس الوزراء التي تتم الأمور المفصلية فيها خارج ردهات المجلس الموقـــر.
في تقديري أن البشير قد يحسن صنعاً بالأعتذار للاغلبية من جماهير الشعب السوداني الذين لا يدينون دينه والذين لا يؤيدونه سياسياً وهم الأغلبية الساحقــة, بما ألحقه بهم نظامه من عسف لا يمكن جبره مهما تطلعت لذلك اتفاقية القاهرة, وأهم من ذلك السعي المخلص لتقبل كل الناس في دواوين الدولة وتوحيد معايير ونظرة الدولة للمواطنين على تعدد إنتماءاتهم السياسية والإثنية والعقدية ويتطلب الأمر الشجاعة مع النفس والاستعداد للتقبل والقدرة على تقديم التنازلات ودفع الفواتير بإحساس صادق باستحقاقها من قبل مستحقيها.
أما إن استمر النظام في سياسـة التقيــة وشراء الوقت وتطويل العمر بمساحيق التجميل وسياسات الإلتفاف فهو لا شك مصطدم بما سيدمره ويدمر معه الوطن إن قريبا آجلا في سياق الوحدة أو بعيداً مؤجلاً وفي واقع الإنفصال.
موضوع جيد أخت زهرة ولك التحيات
|
|
|
|
|
|
|
|
|