|
د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل
|
نص المقال
نص مقال نشر للدكتور كرار التهامي ( عضو البورد النشط ) في موقع المجلة السودانية
ونحن بدورنا نتساءل أين مشاركاتك في البورد
=================================================================================== تكلم بلسانك وحارب بسيف غيرك . . .
القرار 1593 بقدر ما استنهض مشاعر الخوف والقلق عند البعض فلقد استنهض مشاعر( الايوفوريا) عند الآخرين وجعلهم يرزحون في فرحة مشوشة فإذا كانت الصورة عند الأولين قاتمة ورمادية وسيريالية غامضة المعالم فإن الصورة عند الاخرين انطباعية وعاطفية ومقلوبة ،فالأول خاف أن يبدأ صناع القرار في تفكيك الدولة ونظامها السياسي بالقوة فلا زالت العضلة الأمريكية قوية رغم التمزق والاجهاد الذي أصابها من حرب العراق والحرب على الإرهاب الافتراضي، والثاني فرح لأنه تمنى ولا زال أن يأكل هذا الأسد الأممي الثور الأسود الذي ينازعه السلطة والثروة في السودان الفقير المفكك ليعطيه السلطة في طبق من الذهب الأمريكي الخالص... هكذا هي السياسة في السودان ،تكلم بلسانك وحارب بسيف غيرك حتى لو كان هذا السيف دبابة أمريكية أو دبابة إسرائيلية أو دبابة بشرية،،،، وقف جلابة السودان السياسيون واصطفوا وراء الحركات المسلحة في جنوب البلاد وشرقه وغربه واصبحوا هم الناطقين باسمها في مهاجرهم و تجمعاتهم وأحزابهم، غنوا لها (كان جنوبياً هواها وكانت ساعة النصر في شمال البلاد) لكن سرعان ما تنقلب عليهم هذه الحركات التي ظلت تعمل بمبدأ (حِبها وتزوج إمرأة غيرها) (love her and marry another women) تجسيداً لمبدأ الواقعية وحسابات فن الممكن في علم السياسة الذي لن يتعلمه السياسيون في شمال البلاد لأن الصور التي يرسموها لمستقبلهم السياسى دائماً عاطفية وانطباعية ومقلوبة يلونها المثقفون والمناضلون الكذبة الطامحون في السلطة ونعمائها بالنفاق او الشقاق ويقدمونها كالتمائم للحكام المتهالكين في قبعاتهم العسكرية أو كوفياتهم وعمائمهم المدنية ... إذن بين فرحة خائبة وخوف مضطرب احتضنت الساحة السياسية الخصبة قرارات مجلس الأمن وجلس البعض في انتظار (التوماهوك) لتحل معضلة السلطة المزمنة في السودان التي عجزت أن تحلها بنادق العسكر العتيقة او التعددية الكلاسيكية التي كلما انبتت قناة ديمقراطية ركب السياسيون في القناة سناناً لأنهم غير مؤهلين للاستجابة لشروط اللعبة واشتراطاتها المحكمة وحاجتها للسقيا من منابع الوعي والتنوير والتجديد والإصلاح السياسي. لقد استعرضت في المرة السابقة مواقف الدول الأعضاء من القرارات المتتابعة حول أزمة دارفور وبديهي أن ليس في السياسة عشقاً مطلقاً فليس هنالك من هؤلاء من هو متيم بحب دارفور ولا شعب السودان أو حكومته ولا حقوق الإنسان أو ديمقراطية النظم الحاكمة( وإن تجد ذا عفة فلعله لم يظلم ) و لقد كان واضحا أن هنالك مسارات كثيرة وتوجهات ومصالح مختلفة للذين اجتهدوا فى صياغة هذه القرارات ،بيد أن كل هذه المسارات التقت في نقطة واحدة هي القرار 1593 والمحكمة الجنائية ، وكل عضو كان ينظر من زاوية خاصة به تجاه هذا القرار.
المجموعة الأوروبية: المجموعة كان همها أن تفرض فكرة المحكمة رغم أنف أمريكا فهذه فرصة العمر وأمريكا كان همها ألا تطال المحكمة أبناءها القتلة الذين يسفكون دماء البشر في كل أطراف الأرض ومع ذلك أرادت (أن يتكلم المجتمع الدولي بصوت واحد) لذلك لم تصوت مع القرار ولم تصوت ضده ،،المجموعة الأفريقية ضعيفة ومفككة ولا ناقة لها ولا جمل فيما يجري لذلك كانت ريشة في مهب الريح وبعضها فضل أن يكون مع فرنسا العظمى بدلاً من السودان الضعيف المستباح وكان بين سطور ماصدر من مناديب هذه الدول كثير من المعاني والإشارات.
البرازيل: القرار فيه استغلال للدوافع السياسية واجهاض للعدالة الدولية استهل مندوب البرازيل بيانه مؤكداً أن أن بلاده تؤيد إحالة ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وظلت تعمل من أجل ذلك، ولكنها لم تتمكن من الإنضمام لمؤيدي هذا القرار بسبب الاستثناءات المخلة التي تضمنها، ولكن البرازيل مستعدة للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية من أجل مكافحة الإفلات من العقاب. إن القرار الذي تم إعتماده تم فيه استغلال الدوافع السياسية لتأمين حصانات واستثناءات ليس لها مايبررها في أول إحالة من مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، إن هذه الإحالة يجب أن لا تقر أبداً مثل ذلك، كما أن مجلس الأمن مسئول أيضاً تجاه صك دولي مثل ميثاق روما الذي يحظى بـ 98 تصديق وكان لابد أن يقدر ذلك من جانب المجلس. أن البرازيل تعاونت كثيراً من أجل الوصول إلى نص يعكس إلتزامات الدول الأعضاء في ميثاق روما، وقد وافقت في مرحلة من المراحل على بعض الاستثناءات، ولكنها أكدت أن المضي في الاستثناءات أكثر من ذلك يعني التدخل في ميثاق المحكمة نفسه. أن النص الثي تم اعتماده يشير في الديباجة إلى المادة 98 من ميثاق روما وهي إشارة لا تؤكد على إخضاع الجميع لمكافحة حالة الإفلات من العقاب لأنها تحد من أنشطة المحكمة في حالات معينة، هذا بجانب الاستثناء الحصري الذي جاء في الفقرة العاملة رقم (6) وهو مالا يمكن أن تقبل به البرازيل أبداً، لأن مثل هذه الاستثناءات تؤدي لإجهاض الانجازات التي تحققت في مجال العدالة الدولية مثل ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
تنزانيا: تأسف لان القرار تضمن استثناءآت لاتتماشى مع ميثاق المحكمة أكد مندوب تنزانيا أن بلاده صوتت لصالح هذا القرار ولكن بتحفظات كبيرة، وأن ما يحدث في دارفور يشكل مصدر قلق لتنزانيا وللإتحاد الأفريقي مثلما للمجتمع الدولي، وأعرب عن أسفه عن تأخير المجلس في معالجة هذا الموضوع، والتركيز من جانب المجلس في معالجة هذا الموضوع، والتركيز على مسألة العدالة نفسها. إن تنزانيا طرف في المحكمة الجنائية الدولية وتؤيد إحالة التقرير إليها بإعتبارها الجهاز المختص، ولكنها تأسف لأن القرار تضمن استثناءات لا تتماشى مع ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
روسيا: القرار تضمن نصا يتعارض تماما مع ميثاق روما أكد مندوب روسيا أن بلاده ظلت تكرر داخل المجلس بأن حالة الإفلات من العقاب لابد أن يتم وضع حد لها، وأن مسألة التسوية السياسية خطوة هامة، ثم أشار إلى أن القرار الذي تم اعتماده سوف يساهم في وضع حد لحالة الإفلات من العقاب ويشكل حدث كبير ضمن جهود المجتمع الدولي في هذا الخصوص، وأعرب عن أسفه على أن القرار قد تضمن نصاً يتعارض تماماً مع ميثاق روما.
الإتحاد الأفريقي: الإتحاد الأفريقي كان في حاجة إلى أن يمارس دوره في مثل هذه الأزمات حتى يقوى عوده ويتمدد في المساحة الأفريقية السياسية الجرداء لذلك فإن قرار مجلس الأمن الأخير هو مس بإرادة هذا
الإتحاد بقدر ماهو مس بمصداقيته المنظمة وتعرجاتها المضنية في دروب العدالة.
السيد كوفي عنان: دارفور مقابل الغذاء كتبت في مقال سابق عن العم عنان وقلت إن الأمريكيون سيدخرون رأسه إلى اليوم الأسود وأن الرأس الخفيفة تعيش أكثر تحت الفأس الأمريكية وأنها كلما تثاقلت بهموم البشر كلما تدحرجت في النطع الأمريكي لتقترب من حتفها وعنان كان مطارداً بشبح النفط مقابل الغذاء لذلك وفقاً لنظرية التمويه الإعلامي الأمريكية (حرّك الكلب wag the dog) كان لابد له من تحريك كلباً أسوداً في مواجهة النفط والغذاء لذلك ظل السيد عنان منذ إندلاع الأزمة التي لايعرف لها عنان تاريخاً آخر غير ولايته التي بدأت بالصدفة وإنتهت بالنفط مقابل الغذاء، ظل يردد عبارة الإفلات من العقوبة وينادي بقوة للتدخل الدولي ويدعو منذ عام مضى لإحالة القضية إلى المحكمة وكان يعتقد أنه بذلك سيجعل المجتمع الدولي ينظر إليه كرجل صارم وقوي وهكذا من عقدته الخاصة وشعوره بالحصار والدونية انطلقت معظم تقارير التحريض ضد السودان محاولة منه القفز فوق أزمته الخاصة لتحول بالسحر الافريقى من تاجر جملة الى منقذ للقارة السوداء من بؤسها وعذاباتها لكن كعادة الأمريكيين يمكن أن يطبطبوا على كتفك لحظة ثم يصفعونك على خدك في اللحظة الأخرى هذا اذا لم يضعوا رصاصة رحمة فى صدغك فلقد تناسوا موضوع النفط والغذاء إلى حين ثم أطلقوه من عقاله مرة أخرى ليخرج عنان من عش الدبابير وهو حسير كما ستخرج طيور كثيرة من هذا العش الذى هو اوهى من بيوت العنكبوت..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ghariba | 06-10-05, 00:57 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | Saifeldin Gibreel | 06-10-05, 11:30 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | jini | 06-10-05, 12:06 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ghariba | 06-10-05, 01:16 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | jini | 06-10-05, 03:04 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ghariba | 06-10-05, 03:59 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | jini | 06-10-05, 04:35 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | مهدى الصادق السيد | 06-10-05, 06:17 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ghariba | 06-10-05, 11:09 PM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ابو جهينة | 06-11-05, 00:24 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | صديق الموج | 06-11-05, 00:43 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | حمزاوي | 06-11-05, 00:49 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | صديق الموج | 06-11-05, 01:04 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | أحمد علاء الدين | 06-11-05, 01:16 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | خضر عطا المنان | 06-11-05, 02:48 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | عوض أحمد عمر | 06-11-05, 03:26 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | mahmed alhassan | 06-15-05, 05:01 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | jini | 06-17-05, 09:34 AM |
Re: د. كرار التهامي ... أين أنت ايها الرجل | ghariba | 06-17-05, 11:50 AM |
|
|
|