ياسادة أن مجتمع (النخبة الثقافية والفكرية السودانى) على مختلف مشاربه ، يحتاج الى هزة ومراجعة أمينة للدخول فى مرحلة السودان الجديد ، وحتى لا يصيب الأحباط رجل الشارع البسيط الذى يمنى نفسه بتغيير ملموس فى كل نواحى الحياة السودانية.
الحاشية:-
الموضوع الذى اثاره احد الأخوان وأبان فيه وجهة نظره عما سماه سقوط الشاعر الفذ (حميد)، وسرد عدد من ألأمثلة منها قبوله للعمل فى أحدى مؤسسات الثرى السودانى السعودى (صلاح أدريس). وقد واجه ذلك الأخ هجوما عنيفا غير مبرر عندى. (حميد) بلا شك شاعر فحل مجيد مالك لناصية الكلمة وعبر عن آمال وأحلام وطموحات الكثيرين ، خصوصا من الشباب وقصائده فى معظمها تعنى الوطن و قضاياه وان كان مظهرها يشير الى حبيبة او مكان ، وما يشدك نحو( حميد) الانسان أنه يقرأ دواخلك و يعبر لك ما عجزت أن تعبر عنه ، مثله فى ذلك مثل الأديب / الطيب صالح. وقد تبناه أهل اليسار وأنحازوا له بصورة أوضح من غيرهم، فسلامه عندهم (قصيده). وكونه يعمل فى أحدى مؤسسات الثرى السودانى / صلاح ادريس ،لا يعيبه ولا يسقطه فالمهم هو نوع العمل الذى يؤديه وصدقه فيه وحفاظه على هويته ومسوؤليته. ورجل الأعمال السودانى / صلاح أدريس ، لا معرفة لى من اين اتى بماله ذاك أو هو مال مشبوه أو خلاف ذلك ، اللهم الا ما اسمعه مثل الأخرين من (أشاعاات) ، كلما اعرفه ويهمنى أنه رجل أعمال ثرى ، عمل لفترة فى المملكة العربية السعودية يعمل لديه الكثير من مشاهير الو سط الرياضى والفنى ، وله أهتمامات بالمجالين ومنذ زمن بعيد ، وقد عرفت من أحد الفنانين انه يجيد العزف على (آلة العود) من قبل أن يذهب للسعودية ، واستمتعت للحن أطربنى من تأليفه يؤديه (الفنان / حسين شندى) ، من أروع ما يكون وهى أغنية اسمها (ياجميل ياراقى أحساسك) ، وكلى ثقة لو تم أنزالها دون التطرق لأسمه ، لعلق الكثيرون بأنها عمل رائع وجميل ، فنحن (أنطباعيون شئنا أم أبينا والبندورو بنسمى بخيت) كما أستمعت للحن منه يؤديه (الفنان مجذوب أونسه) لأغنية كتبها الشاعر / تاج السر عثمان ، عن الراحل (مصطفى سيداحمد) يقول فيها :- (مصطفى ياود سيدأحمد ، ياجرف الغلابه) ، ويستعرض فى تلك الأغنية معظم اغنيات مصطفى سيداحمد ، بصورة رائعة، وقال لى احدهم انه يعلق صورة مصطفى سيداحمد على صدر مجلسه حبا له. وقد نظم صلاح ادريس ليلة رمضانية من ماله الخاص ضمن فعاليات العمل الثقافى بنادى الهلال ، خصصت لتكريم الفنان محمد وردى ، قبل أجراء عملية زرع الكلى ، شارك فيها الشاعر الكبير / محجوب شريف !! والقى فيها عدد من القصائد الرائعة، وهمس لى احدهم ان تلك الليله سببت حرجا مع الجهات الأمنيه، و شارك فيهاعدد من الفنانين ، غنوا خلالها أغنيات للفنان / محمد وردى ، و تم أتصال تلفونىمباشر به بأمريكا، تحدث فيها معه صلاح أدريس الذى كان يقدم ذلك الحفل ، ولمدة طويله. وما أعرفه عن صلاح أدريس انه كذلك مغرم بالجانب الرياضى ، ومن أنصار نادى الهلال ، وقد دعمه كثيرا وله فضل على هذا التحسن والتوجه العلمى الذى بدأ يسلكه فريق الهلال، من حيث التدريب والألتزام ببرامج كرة القدم الحديثه. هذا ما أعرفه عن صلاح أدريس ، وما أعرفه عن الشاعر(حميد). يهمنى هنا مسألة العمل مع صلاح أدريس فهل ذاك سقوط وهل فيه ما يعيب الشاعر/ حميد ، طالما كان عملا مشروعا يراعى فيه أسمه ومكانته ومسوؤليته وما لديه من رصيد ذاخر من الحب ، لدى قطاعات الشعب السودانى المختلفه. أما موضوع أجبار التجمعات الطلابية على شراء دواوينه الشعريه أو تقديم قراءات شعرية مدفوعة الثمن ، فأن صح ذلك الأمر، فهو ليس بحجم كلمة (سقوط) لكن فيه نظر ويحتاج الى وقفة. فكما الزعامة السياسية لها ثمن غال وفاتورة يجب أن يدفعها من طلب الزعامة، فكذلك الأديب والشاعر الذى يمثل ضمير الأمه عليه عبء ومسوؤلية ثمنها أغلى من فاتورة السياسى ، ومن ذلك السجن والجوع والمرض والأغتراب والتشريد والمنفى. فالشاعر الملهم حامل قضايا الجماهير مثل المتصوف ، وقد سئل الحلاج عن التصوف حينما كان تقطع أطرافه وتسيل دماءه فأجابهم (أدناه كما ترون). لكن اعتقد أن البعض سقط لاسباب عديده منها تدافعهم من منطلق الحماسة ورفض الرأى الاخر دون منطق وحجة ، فالبعض دافع عن (حميد) من منطلق قبلى لأنه (شايقى) ، والبعض الاخر دافع عنه من منطلق سياسى لأنه يسارى او يعبر عن جماعة اليسار، والبعض دافع عنه من بأب أسوأ وذلك على طريقة( هل تريدونه يجوع ، ويمرض ولا يجد الدواء و(القراصة) وخلاف ذلك !! اذا لماذا سكن فى ضمير هذا الشعب ؟؟ اليس لأنه لم يهتم لتلك الحاجات البشرية فى ذلك الوقت حينما أطلق رصاصات كلماته مدويه، وحينما واجه فى شجاعة ومسوؤلية ؟؟ لماذا تريدون (تزيين الزين والشين) ؟؟ ودفع أهرماتنا للسقوط أن لم يسقطوا، بتبرير مواقف لا يمكن الدفاع عنها الا بعفوية ساذجه. وما أحزننى أكثر أن البعض وبالأمس القريب كان يهاجم صلاح أدريس ، ويطعن فى مشروعية ماله وثراه ، ولا علم ان كان ذاك الطعن صحيحا أم لا ؟؟ لكنه دافع عن صحة عمل (حميد) مع صلاح أدريس. أنا لا أجزم بأن (حميد) قد سقط بذلك الفعل ، لكن الآخرون سقطوا الذين لديهم مواقف مزدوجة مبنية على العاطفة الفجه والمزاج السودانى الأنطباعى الذى لا يحكم على الأمور من جوانبها المبدئيه. والسقوط ليس غريبا ، فمن قبل سقط الشاعر الكبير /الفيتورى ، وقبله سقط الأستاذ/ احمد سليمان ، وعندما كنا صغارا وقبل ان ننضج سياسيا ، كنا لا نعرف أسماء مثل الأستاذ/ نقد، أوالتيجانى الطيب كقاده شيوعيين ، لكنا كنا نعرف المرحوم / عبدالخالق ، الذى فاز على مرشح الوطنى ألأتحادى / أحمد زين العابدين ، ونعرف / فاروق أبوعيسى، وثالثهما مباشرة / أحمد سليمان، الذى أصبح من منظرى الحركة الأسلامية. فالشاعر (حميد) لم يسقط ، والسقوط ليس غريب ، لكن سقط الأخرون فى أستعجالهم وعفويتهم فى الدفاع بصوره قد لا تكون مقنعة عن شاعر مثل (حميد). وكنت أتمنى أن يتناول المدافعون ردودا منطقية وحجج مقبولة ليس لأقناعى أو أقناع غيرى من الأعضاء ، ولكن لأقناع رجل الشارع البسيط الذى احب (حميد) وأرتباطه ألأبداعى بالراحل / مصطفى سيداحمد. كما أن احد المدافعين لم يتحرك الا بعد أن (لمسه لسان السوط) ، وكانت لديه رغبة افصح عنها فى العمل مع رجل الأعمال/ صلاح أدريس ، هو يعرف نفسه وهو مبدع كذلك دافع مثل الاخرين على نحو من السطحية ، ارجو مخلصا ان يوضح ذلك الأمر بشجاعة اعرفها فيه ، وأن يكشف عن قناعة كادت ان تحمله لذلك العمل ، فهى يمكن أن تمثل ردا شافيا ومقنعا، لا على طريقة من حقه ان يوفر لقمة عيشه ومن حقه أن يستمتع بحياته ، فحميد شاعر أستثنائى ومواقفه يجب ان تكون أستثنائية, والدفاع عن مواقفه يجب أن يكون على قدر حجمه ومكانته فهلا فعلت؟
خاطرة أخيره:-
أرجو ان نؤسس من خلال هذا الحوار منبرا لنقد الذات ونقد الآخر بدون عفويه وسطحية ، أن يكون الحق هو الهدف لا المجامله ورضا البعض اصابوا ام أخطأوا.
خاتمة:-
أتمنى ان يكون التداخل منصب حول هل أخطا (حميد) بالعمل فى مؤسسة يملكها صلاح ادريس؟؟ هل اخطأ حينما نظم ليلات شعرية مدفوعة الثمن ، وحينما طالب الجمعيات الطلابيه بشراء دواوينه ؟(بالطبع ان حدث ذلك). لا عن (القراصة والكسرة والدواء)، فالكثيرين من الشرفاء فى وطنى يعملون فى مختلف المجالات وبينهم أساتذة جامعات ، عندما يريد احدهم تزويج بنته يلجأ الى أخوانه فى الخارج ، لعدم مقدرته عن فعل ذلك لكنه ما لان أو أنكسر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة