حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 07:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2004, 08:39 AM

Salih Merghani

تاريخ التسجيل: 05-03-2004
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية (Re: Salih Merghani)

    تلقيت هذه الرسالة صديقة ليست عضوا بالبورد و اقوم بنشر مشاركتها بناء علي رغبتها و اذكاءا لروح النقاش في هذا الموضوغ و مازلت انتظر اسهاماتكم.

    صالح ميرغني

    أعزائي عضوات وأعضاء البورد – صديقي العزيز صالح


    في أولى مساهماتي في تلك الواحة الضليلة التي ماانفكت تمد وارف ظلالها لتغطي أبناء بلدنا من متنوع الهويات الثقافية والعرقية والدينية والسياسية، اسمحوا لي أولاً أن اتقدم بعظيم الثناء والتقدير لكم جميعاً لتجعكم حول هدف نبيل هو صياغة رؤي هادفة لهذا البلد، الذي في حوجة حقيقية لبناته وأبنائه، عبر التواصل ثم الحوار الهادئ المفيد في متنوع القضايا، وهذا ما لمسته حقيقة من خلال متابعة يومية دؤوبة وشغوفة لكل ما يطرح في هذا المنبر.

    بالرغم من أنني لست من خريجي جامعة الخرطوم ولا من رواد أنشطتها بحكم البعد الجغرافي وليس الوجداني، إلا أنني أؤمن بأن لتاريخ لجامعة الخرطوم ومكانتها، ليس بين الجامعات السودانية فحسب وانما بين جامعات أفريقيا والشرق الأوسط مجتمعة، ما لا تجحده إلا نفس حاقدة أو جاهلة. عرفت وبوجه عام ما عرفه الكثيرون عن جامعة الخرطوم ذات الثقل الأكاديمي غير الهين وذات الثقل السياسي الذي لا يمكن تجاهل ما له من جم الأثر على المناخ السياسي في السودان، تلك السمة التي كانت دوماً ملازمة لاسم ذاك الصرح العظيم التي رفعته في قمة عالية على رأس ما حولها من المؤسسات التعليمية الأخرى. أما بوجه خاص فإنه لم يكن يشجعني على كتابة تلك السطور إلا ذلك التصور الذي يقبع في مخيلتي مدعماً بزيارتين خاطفتين قمت بهما للجامعة أثناء تواجدي بالخرطوم، والذي تناسجت خيوط تكوينه من ذكريات عزيزة لأشخاص كان لهم أكبر الأثر في حياتي. هؤلاء الأشخاص يتفاوتون تفاوتاً مبيناً في الأعمار وبالطبع ينتمون لأجيال مختلفة عاشت حقب مختلفة من تاريخ الجامعة. هؤلاء شاركوني ذكرياتهم الأكاديمية والأهم منها النضالية عبر اعتناقهم أفكاراً تنويرية تدعو لصالح الفرد والمجتمع وتحارب قوى الظلام المهيمنة.

    اتجهت لزيارة جامعة الخرطوم يملأني التفاؤل واللهفة وتغلف عاطفتي أطياف حلاوة اللقيا عقب فوز قوائم التحالف الوطني في الانتخابات الطلابية لهذا العام حاولت في تلك الزيارة أن أصالح بين ما سمعته من ذكريات أصدقائي وبين ما رأيته بعيني على أرض الواقع في الحرم الجامعي. رأيت تلك الرحابة والسعة كما حدثني عنها أصدقائي ورأيت أيضاً مباني وقاعات الدراسة تقف شاهدة على العصر تتجلي بروح الأصالة وتهب عليك من عبقها نفحة آتية من عمق التاريخ لتخبرك في خجل من خلال طبقات الغبار الكثيف التي كادت تفقدها طابعها المعماري المميز، انها في يوم من الأيام كانت تؤهل جامعتها (جامعة الخرطوم) لتتربع على عرش الجامعات الأجمل من حيث التصميم المعماري بين رصيفاتها في المنطقة.

    الغبار لم يكتف بالنيل من تلك المباني فحسب بل امتد ليحل محل المساحات التي كانت خضراء كما علمت فيما بعد، يحز في نفسي ويحزنني كثيراً القول بأن أول ما يتبادر في ذهني حين يذكر الحرم الجامعي بعد رؤيته من الواقع هي صورة يغلب عليها اللون الأصفر ممتزجاً بطبقات غبار تكونت عبر سنين طوال. أكثر المشاهد التي أحزنتني وأضحكتني في نفس الوقت (لأن شر البلية ما يضحك) هي تلك المساحة المخصصة التي تقبع فبها صناديق بريد أساتذة جامعة العلوم والتي لا أدري، كان الله في عونهم، كيف سيأتمنون ذلك القفص المغبر البالي على مراسلاتهم أياً كانت محتوياتها.
    ولكن كل هذا يهون، فعندما حاولت أن أصالح بين أصدقائي أبطال رواية جامعة الخرطوم وهم الذين كما ذكرت سابقاً ينتمون لأجيال عدة، بعضهم ترجع ذكرياتهم عشرات السنين للوراء والبعض الآخر حصل على شهادته الجامعية منذ سنوات قليلة، وبين هؤلاء الذين رأيتهم من أبناء الجامعة الذين ما زالوا يتلقون تعليمهم. هنا تجلت المفارقة كما لم أتوقع لها أن تتجلى لتنم عن هوة سحيقة تفصل بشكل قاطع ما كان في تصوري عن طالب الأمس وطالب اليوم. وهو ما أثار تحفظك بل واستيائك عزيزي صالح من الحال الذي آلت إليه الحركة الطلابية داخل الجامعة. ربما كانت هناك أساب موضوعية خارجة عن الإرادة قادت من شأنها إلي ذلك الانحدار الذي لا تخطئه العين في النشاط الدعائي لمجموعات التحالف الوطني وربما لم يكن لتلك الأسباب وجود أو أنه بقليل من الجهد والمثابرة من الممكن تجاوزها والتغلب عليها، لكن أشد ما يعنيني في هذا المقام، والذي أطمح لطرحه كموضوع نقاش في هذا المنبر الموقر، هو طالبة/طالب جامعة الخرطوم على وجه الخصوص والشابة/الشاب السوداني بصورة أكثر تعميماً.

    لأذكر لكم حقيقة علها تكون أبلغ في تجسيد ذلك التدهور الذي أصاب طلبة جامعة الخرطوم. في إطار تحقيق أهدافه في رفع جودة وكفاءة الطالب الأفريقي، يقوم مكتب الدراسات الأفريقية بالجامعة الأمريكية والذي أتشرف بالعمل فيه، بتقديم منح سنوية تؤهل الطلبة الأفارقة لنيل درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية في مجالات عدة كل حسب اهتماماته الأكاديمية. يتقدم لهذه المنحة سنوياً عدد غير قليل من الطلاب السودانيين الذين يحظون بنصيب الأسد منها. يستثني مكتب القبول بالجامعة، دون طلاب الجامعات الأفريقية الأخري، طلاب جامعة الخرطوم المتقدمين لذلك البرنامج من امتحان اللغة الانجليزية الذي يعد محددا أساسيا للالتحاق بجامعة، تعتبر لغة تعليمها هي الانجليزية كالجامعة الأمريكية. كان استثناء طلاب جامعة الخرطوم من ذلك الامتحان، استثناءأ يضفي علينا فخراً نحن السودانيين، والذي لا يدل إلا على لما لهذه المؤسسة من مكانة عريقة، استمر استثناء هؤلاء الطلاب إلي ما يقرب من العامين ثم توقف العمل به، حين تكرر طرد طلاب جامعة الخرطوم المسجلين في برنامج الماجستير بالجامعة نتيجة لإبدائهم أدائا أكاديميا غير مرضيا والذي يعزو لعدم إتقانهم للغة السائدة في الجامعة الأمريكية مما تسبب في تخلفهم عن زملاؤهم في الدراسة وفقدهم بذلك فرصاً الله وحده أعلم بمدى حاجة بلدنا لها.

    كان هذا مثالاً بسيطاً شهدت وقائعه وأردت أن أنقله لتروا معي التدني السريع الذي يسير في اتجاهه طلاب أكبر الصروح التعليمية في السودان. لم أرغب بكتابة تلك السطور السابقة أن أولول على الماضي أو أن أفرط في تشاؤم وحسرة لا تسمن ولا تغني من جوع. إنما أردت فقط أن أطرق قضية أخرى هي امتداد طبيعي لما بادر صديقي صالح ميرغني بطرقه وهي هل الحال التي عليها شابتنا وشبابنا هي فعلاً الحال التي نتمني أن نراهم فيها؟ هل هم من سنلقي عليهم بمسئولية أن يعطوا للوطن معني أن يعيش وينتصر؟ هل نفرط في التشاؤم ونقول أنه لا فائدة من الكلام أم نفرط في التفاؤل ونعول ما آل إليه حال هؤلاء الشبيبة لأسباب خارجة عن إرادتهم؟ ما هي تصوراتنا للنهوض بمستواهم الفكري والثقافي؟ أتمني أن نتفاكر جميعاً حول هذا الموضوع ولنبدأ مثلاً بقضية التعليم الجامعي كمدخل حيوي لمحاولة الإجابة على تلك التساؤلات.

    وللحديث بقية، في حال تكرمتم بذلك ،،،

    أميرة عبد الرحمن








                  

العنوان الكاتب Date
حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية Salih Merghani05-06-04, 00:43 AM
  حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية Salih Merghani05-07-04, 08:39 AM
  Re: حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية sadda05-07-04, 10:41 PM
  Re: حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية Salih Merghani05-11-04, 11:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de