|
Re: وفاة السيد/ عبد الرحمن عبدالله وزير الخدمة والأصلاح الأداري (Re: Yasir Elsharif)
|
العزاء لعموم أهل السودان وهم يفقدون درة أخرى في عقد نادر وفريد من أفاضل رجال الوطن، ولولا إيماننا بأن حواء السودانية ولودة لأشفقنا على مستقبل هذا البلد.
ولد عبد الرحمن عبدا لله أحمد يوسف القاضي عام 1930 درس مرحلة التعليم الأولية في الدامر وودمدني ثم الوسطى في بربر والثانوية بالأهلية ووادي سيدنا وتخرج في مطلع الخمسينيات في جامعة الخرطوم كلية الآداب قسم الإدارة. عمل في بداية حياته العملية نائب مأمور ثم مأمورا ثم مفتشا إداريا في مختلف مناطق السودان وخاصة في الجنوب. واصل دراسته العليا في الولايات المتحدة وكان من بين الدارسين النابغين مما أهله للعمل في القسم الإداري بالأمم المتحدة في النصف الثاني من الستينيان. أسس معهد الإدارة الأفريقي في طنجة بالمغرب، ومعهدا مماثلا في طرابلس، وفي وقت لاحق أنشأ معهد الإدارة السوداني في الخرطوم. في عام 1971 استدعته حكومة مايو –بواسطة نفر كريم من رجال الخدمة المدنية والإدارة الذين يعرفون غزارة علمه في هذا الحقل- حيث شغل منصب نائب وزير الحكم المحلي آنذاك الراحل جعفر محمد علي بخيت، وأنجز المهمة الأساسية التي أستدعي لأجلها حيث قام بإعادة هيكلة الجهاز التنفيذي للدولة، وأعاد صياغة اختصاصات مجلس الوزراء. وأنشأ وزارة جديدة كانت الأولى من نوعها في السودان وهي وزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري، وترأسها قبل أن يتقلد منصب وزير الصناعة ثم وزير النقل والمواصلات. في أواخر السبعينات تم تعيينه في منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة (جرى تداول اسمه لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة ولكن ظروف المرض حرمت المنظمة الدولية من الاستفادة من خبراته الإدارية). في أوائل الثمانينيات عمل ممثلا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدوحة بدرجة سفير وفي عام 1989 انتقل بنفس العمل والمهمة إلى أبوظبي. بعد تقاعده عمل مستشارا للتطوير الإداري بحكومة الشارقة. كان للفقيد رؤية واضحة لمشكلة جنوب السودان من واقع خبرته الميدانية في المنطقة منذ اندلاع الأزمة منتصف الخمسينيات، ثم السياسية حيث كان سكرتير مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965، ويعتبر الراحل المهندس الحقيقي والرجل الأساسي في اتفاقية أديس أبابا. له العديد من المؤلفات في مجال تخصصه وأخرى في هموم الوطن من أهمها (السودان: الوحدة أم التمزق) ورحل الفقيد وهو يكتب ذكرياته في مؤلف بعنوان مقترح (دردشة في المعاش). المعلومات السياسية تلقيناها، على عجل، من أصدقاء الفقيد وفي مقدمتهم الخبير الإعلامي علي شمو الذي وعد بالكتابة عنه، كذلك وعد بالكتابة الصحفي المخضرم محمد الحسن أحمد، ونرجو أن يحرض ذلك أصدقاء آخرين أمثال الدكتور حسن أبشر الطيب والوزراء السابقين بونا ملوال وأبيل ألير وأمير الصاوي ومنصور خالد والبروفيسور عبد الله أحمد عبد الله وغيرهم ممن عاصروا عن قرب الفقيد الراحل.
|
|
|
|
|
|
|
|
|