|
قفص داخل عصفور...
|
لم أستطع أن أقاوم غضبي فآثرت أن أخرج من المنزل علني أجد خارجه صفواً أعود به وقد هدأت الأمور...
أعرف أنها تحبني وغيورة وحساسة جدا، لذلك هي اليوم معكرة المزاج وشرسة قليلا...
سأذهب إلى السوق قد أجد ما يخرجني من هذا الغضب، وأحرك إقدامي قليلا ً بالسير في أرجائه... السوق مكتظ بالناس، أكوام من اللحم والدم تتحرك هنا وهناك، غاياتهم مختلفة وحتى أذواقهم في الشراء مختلفة، ووسط كل هذه الأكوام ولافتات المحلات استوقفتي لافتة كتب عليها "محل لبيع طيور الزينة"، في طفولتي لم يكن لي اهتمام في تربية الطيور، لذلك دخلت محل بيع طيور الزينة علني أجد فيه شيئا ً يثيرني...
عندما دخلت المحل تفاجأت بأعداد الأقفاص المترامية في كل جهة من المحل، والطيور الكثيرة باختلاف أشكالها وأحجامها وألوانها، كل طير يغرد بصوت يميزه عن الآخر، استوقفني صاحب المحل شيخ كبير قائلا: أي نوع من الطيور تريد؟ جلت بنظري بين الأقفاص، وفي الركن البعيد راق لي عصفور جميل زاهي الألوان فأشرت بإصبعي إليه، توجه صاحب المحل نحو القفص المقصود وأمسك بالعصفور وجاء به على يده ما إن وصل إليّ حتى طار العصفور وحط فوق ذات القفص!!! عاجلت صاحب المحل بالسؤال: لماذا لم يطر العصفور خارج المحل فالفرصة كانت سانحة لهروبه!!! فأجابني: إنه يحن إلى قفصه...
هنا ملأت الدهشة رأسي!!! فكيف للعصفور السجين أن يحن إلى القفص، إلى القضبان الحديدية والمكان الضيق ألا يحب أن يكون حرا ً طليقا ً ولماذا ذات القفص!!! فسألته مره أخرى: لماذا قصد ذات القفص ولم يختر قفصاً أخر؟! علت شفتا الشيخ ابتسامة ناصعة وقال: لقد أصبح القفص داخل العصفور...
|
|
|
|
|
|
|
|
|