|
حب فى زمن ما بعد الحرب
|
حب فى زمن ما بعد الحرب اهداء الى روح ادوارد عيسى الذى استشهد حين اصابت طائرة كان يستقلها قذيفة من نار ا لحركة والى صديقى وزميل دراستى ادوارد كارلينو الذى مات حين عجز جسده الفاره من مقاومة جرثومة مرض وهو يناضل من اجل سودان موحد يحلم به كما نحن
العولمة لها تاثيرحتى فى تفاصيل دقيقة قصة مستوحاه من واقع السودان ما بعد الحرب
ارجو منكم صبرا فإنها قصة تأخذ منحى مغاير وفى هذا الزمن سأكتب لكم اصبروا على كثيرا فإنها خواطر وهواجس احاول ان اترجمها لكم فهى 139 حلقة وهذه المقدمة
( 1-139) مقدمة كانت مدينة جوبا تبدو كاطلال بعد سنوات الحرب.... كانت الاحياء بتقيسمها الطبقى والعرقى كلها تعانى من آثار الدمار....... الملكية اطلع بره رجال مافى لباس مافى وكل حى وجماد اخذ حظه من هذه الحرب.......وانتشر اثر الخراب ليطلى بظلاله على كل صغيرة ... وكبيرة...... ولكن الذكريات التى خيمت على خاطر الذى يحلم بالعودة الى ديار طفولته التى غادر حينها دياره ووطنه وتشرد على ارض الله الواسعة يسعى لسماء تحميه ... وظل يأويه.. كانت تجربة الغربة واللجوء...... ولكن لم ترحل من خياله احلام العودة رغم آثار التمدن والصدمة الحضارية التى دجنته نوعا ما ظاهريا...فاصبح يتقن ربطة العنق وتلميع حذائه..... وتعلم كيف يتعامل مع الكلمات الساحرة.. فى التعامل...... كان مستلقيا على ظهره فى كرسى الجلوس .. بعد يوم عمل طويل فى احدى المتاجر الخاصة ... يتابع كعادته اخبار اليوم فى حالة بين النوم والصحوه يهزمه تعب يوم شاق... وكعادته...... لحظة دخوله الشقة يذهب الى دورة المياه..... لكى يريح داخله...ثم يستلقى منهمكا... على الاريكه( الصوفا).... ليراقب اخبار الساعة الخامسة ونصف.... وكأنه يترقب خبرا... بعينه..... وحين ينتهى المقدم من مؤجز النشره ... يكون بعد لأى حرر احدى قدميه... من الحذاء والجوارب... وترك الاخرى...... يكون قد انهزم ونصف زراير قميصه ونصف كل شئ منه... لم تتحرر... يكون قد استسلم الى نوم مفقود يأتى اليه... فكلها دقائق .. قبل ان يبدأ برنامج يومه الآخر..... ليبدأ رحلة اخرى رحلة التحصيل والدراسة والذهاب للكلية... التى منحته فرصة... ان يتعلم... تغيرت حوله كل الظروف المحيطة..اصبح اكثر آليا.. واندماجا مع عجلة راس المال الطاحنه.... كان يوما آخرا....... وفى ممارسته للروتين اليومى... كان اسم السودان فى مقدمة... المؤجز..... قاوم لحظة الانهزام قرر ان يقاوم ويخصص انتباها خاصا.. لهذا الخبر القادم عن وطن مرسوم فى خارطة الذكرى... خلاصة الخبر مشروع سلام فى السودان.... الحركة والحكومة على وشك توقيع سلام تحت ضغط امريكى............. كان يوم جمعة نهار الاسبوع..... متحرر من واجب الدراسة..... وكان على موعد مع صديقته الامريكية السوداء... فهذا هو اليوم الوحيد الذى يخلو لنفسه.. متحررا من اعباء ... الايام التى باعها مقدما للرأسمال.. انها لحظاته ... التى يمارس فيها انسانيته قليلا متحررا من ترس التراكم السلبى.... كان موعدا ان يلتقيها فى احدى الحانات التى تعود ان يقضى فيها .....لحظاته القليلة التى يمتلكها...
كان كغير عادته حين حاول ان ينزع نفسه عن هويته تغازله وترجعه الى اصله .. لحظة ان يكون مهزوما على ايقاعات افريقية صاخبة... كان يستسلم للتعبير السلبى... وكان ينسى مرغما لحظة حين يتفاعل المكروه فى عقله مغيبا....كان فى كل مراته السابقة يستجيب.... فلا يفهم غير تلك الكلمات التى تحدث صدا فى طبلة اذنه.... ولكن ..... هذه المرة طفح احساس من بياته الشتوى.. يقاوم
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|