|
يومـيات .. عريبي في الخرتوم
|
ما عارف ابدأ من وين .. حكايتي طويلة ومتشعبة .. في البداية إترددت أكتب حكايتي .. قلت ناس البندر ديل ما بفهمو كلامى .. لكن قعدتي الطويلة في الخرتوم غيرت ملافظى .. كلامى الكان بشوفوهو زى الألغاز و الرطانة .. بقو يفهموهو .. غايتو بحكي ليكم .. البتفهوهو أفهوهو .. و الما بتفهموهو دا القاسمو ليكم ربنا .. مش الفهم قسم .. عايزني أبدا ليكم حكايتى لمن كنت في الحلة و أكرّها ليكم لحدي جيتي للخرتوم .. ولّ أبدأ من أول يوم دخلت فيهو البندر .. وبـهرتـنى الكهارب بعد ما كنت فاكر أنو رتينة حاج أحمد أقوى نور بعد الشمش .. صحيح قبل كدا جيت الخرتوم كتير .. لكن في مرتين ما بنساهم ابدا .. المرة الأولي قلت أمشى أزور عمي عثمان الشغال في السكة حديد .. لميت قريشاتى الوفرتهن من لقيط القطن .. هـديـماتي ربطهن كويس .. ما كلمت زول .. بالليل اتسرقت ومشيت نمت في اللورى قدام الحلة جنب طاحونة التعاون .. المساعد كان نايم وما حس بى .. إلا في الصباح لمن جا يرفع صفايح الطماطم .. كان عايز يلفها معاي لكنو سكت لمن عرف انو عندى قروش المشوار .. بعد أذان الفجر اللورى إتملا .. شى بهايم .. شى ناس .. شي طماطم و عجور .. ربطت بقجتى في السيخ .. وقريشاتى صريتن كويس في طرف العراقي وأتقعدت في التندا .. شالي كربتو كويس في راسى .. عشان الهوا ما يصن لي اضيناتى .. ما أطوّل عليكم .. وصلنا السوق الشعبى .. فكيت بقجتى ولبست مركوبي .. نطيت من ضهر اللوري زى القرد .. أصلو ركوب اللوارى بعرفو بلحيل .. نفضت هديماتى و قشيت عويناتى من التراب .. اتلفتا جاى جاى و أشوفلك لمة الناس .. ناس و الله فى بكاء العمدة ما شفت قدرهم .. انتو في كترة الناس ولّ كترة العربات .. شي هواستن .. شى بكاسى .. شي زد وايات .. شى باصات .. و شيتا كتير ما قدرت أعرفو .. أتوكلت على الواحد الأحد ولبدت ورا كشك ليمون .. اتلصصت جاي جاي .. ما شفت زول شايفنى .. طلعت صرة قريشاتى .. أصلو ناس البندر عارفهم نشـالين .. مرقت لي ريالين ختيتهم في جيب الساعة .. و ضميت فوقهم يدى .. اتكرعت لي كبايتين ليمون لحدي ما ادشيت .. كميلتي لي صحن الفول قمت ترترب زي اللادغانى عقرب .. الوكت شالنى .. سألت الخلق الحايمة كلها .. مافى فرد نفر فيهم عرف بيت عمي عثمان وين .. أتلفتا يمين شمال .. ما لقيت السكة حديد .. قلت إخير أسإلهم عن السكة حديد .. التكتح ما عرفوها .. قالو لي ياتو سكة حديد البتكوس عليها .. أتراها السكة حديد ما واحدة .. جاتني فكرة في راسى .. أتذكرتا كلام سيف ود العمدة .. قال كان غلبك مكانا في الخرتوم .. اركبلك تكسي .. ناس التكاسى بعرفو كل شى .. هو كان ما بعرف ما كان أدوهو الرخصة .. قالو بسعلوهو عن بيت الوزير فلان .. و المستشفي العلانى .. والداية الفلتكانية .. أول بتاع تكسى جا مارى وقفتو .. أكيد بعرف بيت عمي عثمان .. مش هو موظف كبير قدر الدنيا .. ركبت و إتقنقلت وختيت بقجتى فوق كرعى .. لمن قال لي يا الأخو ماشي ويين .. دنقرت لي تحت عشان ما يقول الزول دا عريبي ساكت و ياكل قريشاتي .. غلدتا حسى و قلت ليهو أنا ماشى بيت عمي عثمان .. لمن قلت ليهو ها زول كييفن ما بتعرف عمي عثمان .. و مال ادوك الرخصة كيف .. نهرنى فرد نهرة لحدى ما كريعاتى رجفن .. عمك عثمان دا رئيس جمهورية .. وزير داخلية .. انا اعرفو ليك كيف .. انزل آآ عربي انزل .. لملمت خلييقاتى و نزلت .. يالا و يا مين حصلت اللورى .. أها دي كانت أول مرة أشوف فيها الخرتوم .. المره التانية الما بنساها برضو .. يوم قبلونى في المدرسـة .. كدى خلوني أشربلى كوز موية وعقب اتم ليكم الحكاية
|
|
|
|
|
|
|
|
|