الوزير على كرتى و فضيحة الكذب الصراح على قناة الجزيرة

Quote: احتفت الحكومة أمس بما اعتبرته «نصراً دبلوماسياً» حققته ضد الولايات المتحدة في مواجهتين بمجلس الأمن بنيويورك، ولجنة حقوق الإنسان بجنيف. وكان مجلس الأمن تبنى في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية قراراً جديداً حول دارفور رحب فيه بتمديد مهمة القوات الإفريقية حتى نهاية العام الجاري. غير أنه لم يستجب لمقترح أميركي لإصدار بيان رئاسي «شديد اللهجة يدين الخرطوم» بشأن الرسالة التحذيرية التي وجهتها للدول التي تشارك بقوات بدارفور. كما أسقط مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في اجتماع عقده بجنيف مشروع قرار أميركي لإدانة السودان بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. وأعربت الحكومة عن ارتياحها لقرار مجلس الأمن 1714 الذي يرحب بتمديد مهمة القوات الإفريقية في دارفور حتى نهاية العام الجاري. ويقضي بتمديد بعثة الأمم المتحدة في السودان حتى 30 أبريل القادم. واعتبر وزير الدولة بالخارجية علي كرتي القرارين في نيويورك وجنيف «نصراً دبلوماسياً للسودان». وأضاف أن واشنطن «سعت إلى استثمار ثغرة في رسالة السودان التحذيرية ليضيع زخم رسالة الرئيس عمر البشير إلى أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان ولكن مجلس الأمن رفض الاستجابة للموقف الأميركي». وأعرب كرتي عن ارتياح حكومته لإسقاط مجلس حقوق الإنسان بجنيف أول من أمس لمشروع قرار أميركي بإدانة السودان بانتهاك حقوق الإنسان في دارفور. وأضاف أن «إسقاط مشروع القرار الأميركي للمرة السادسة على التوالي ينهي المحاولة الأميركية لإدانة السودان إلى الأبد». ووصف مندوب السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم الخطوة بأنها مهمة جداً. وقال إن أعضاء المجلس تمسكوا بضرورة الحوار والتعاون مع الحكومة السودانية. وأضاف أن مجلس الأمن اعتبر الرسالة التي بعث بها البشير لعنان بشأن قبول السودان للخطة الجديدة بأنها إيجابية. وأضاف عبد الحليم أن عنان رحب بموافقة الخرطوم على مبادرة المنظمة الدولية، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذها بشكل سريع بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي وبتعاون كامل من قبل الحكومة السودانية. واعتبر عبد الحليم إسقاط الاقتراح الأميركي «رسالة لكل من يحاول فرض القوة والمواجهة على التعاون والحوار». من جانبه قال فرح عقار وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصال في تصريح صحافي أمس إن السودان تجاوز مرحلة دخول القوات سياسياً وامنياً وعسكرياً، مشيراً إلى أن خطة الأمم المتحدة أصبحت تتحدث عن دعم القوات الإفريقية المتواجدة بدارفور. وأضاف أن خطة الحكومة تتحدث عن زيادة القوات ودعمها بقوات عربية وإسلامية. وكشف عقار عن الاتجاه لتكوين جسم قومي لتجاوز الأزمة الدارفورية. وقال انه سيتم تشكيل كيان قومي يقوم بدعوة الحركات التي لم توقع على اتفاقية السلام للتوقيع وتأكيد تعاون الحكومة مع المجتمع الدولي وتنشيط عمل المنظمات الوطنية. إلى ذلك أكد الاتحاد الإفريقي انه لا بديل للحوار مع المجموعات الرافضة لاتفاق ابوجا حتى توقع على اتفاق سلام دارفور. وأوضح نور الدين المازني الناطق الرسمي باسم بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان في تصريح صحافي أن الاتحاد لا يدعي الكمال لاتفاقية ابوجا لكنها تمثل الإطار الذي يحقق قاعدة سياسية جاءت نتيجة لحلول وسطى بين الأطراف المتفاوضة منذ الجولة الأولى عام 2004. واعتبر موافقة الحكومة على حزمة المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة خطوة من شأنها أن تتيح لبعثة الاتحاد الإفريقي في السودان إكمال النقص الذي يعاني منه حتى يستطيع تحمل مسؤولياته الإضافية التي نص عليها اتفاق ابوجا