الخلافة الإسلامية تعني نظام حكم بتطبيق الشريعة الإسلامية ومن أهم موجياتها أن يحكم دولة الخلافة الإسلامية رجل دين مسلم يعرف بإمير المؤمنين مما يعني لا يحق لبقية المواطنين الحصول على مرتبة حاكم في لدولة هو شريك اصيل في المواطنة إلا أنه في دولة الخلافة الإسلامية يوضع في المرتبة الثانية إذا صح التعبير بل عليه دفع ضريبة جرا وجوده تحت إمرة خليفة يحكم دولة خلافة إسلامية الضريبة تسمى الجزية ومقابل ذلك يتم إعطائه من الجندية أو الحرب بمعنى أنه يقع تحت حماية جند الخليفة المسلمين جميعهم وليس بينهم جندي من أي دين آخر . لدينا ملاحظة في كلمة أمير المؤمنين هل هي تعني أن المسيحيين واليهود الذين يتواجدون ضمن موطني الدولة غير مؤمنين ؟؟ ولو كانوا مؤمنين بمعنى انهم والمسلمين مؤمنيين بالله كما ذكر هم الله سبحانه وتعالى بآهل الكتاب في قوله تعالى ( قل يا آهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)٦٤) آل عمران ) إذن لماذا يفرض عليهم الجزية ويدفعونها عن يدا وهم صاغرين؟ بإعتبار المذلة والهوان . ولو عدنا للتاريخ ونبشنا عن الخلافة الإسلامية منذ أول خليفة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابو بكر الصديق إلى آخر خليفة حسب تقسيم التاريخ الإسلامي من الدولة الأموية مرورا بالعباسية والفاطمية العثمانية بقيادة الأتراك نجدها انحصرت في مواقع ضيقة ومعينة نسبة باتساع العالم اليوم وتحكمت في قضايا محصورة في ذات النطاق ونحن هنا لا نستطيع مناقشة دواعي الفشل وإنهيارها بسبب عدم توفر الأسباب الحقيقية الواضحة لذلك غير ما قرئناه من مؤامرات قام بها أمراء المسلمين أنفسهم وتسببوا في قتل الصحابة وتصفيتهم بدم بارد لتوريث أبنائهم واقربائهم وهنا يمكن الخلل في أن يكون الصراع حول السلطة والاستثأر بها فضلا عن الاطماع الدنيوية الأخرى مما يعني لو كان الدين أساس العدل والانصاف فأن ما قام به الأمراء المسلمين في عهود دول الاخلافة الإسلامية لا علاقة له بالدين وبذلك نعتبر أن نهج الخلافة الإسلامية لم يعد يجدي في هذا العصر بالكيفية التي يحاول المتأسلمين فرضه على الآخرين نحن لا نعيب المنهج ولكن نعيب على من يطبقه لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق كل البشر ويسلطون سلطانهم على الضعفاء او حتى الاقوياء من بقية البشر . على المسلمين إعادة صياغة المنهج وتنزيهه من الجهوية والعصبية العمياء والغرض المادي وصفة التشبث بالحكم والتفرد به يكون مقبولا ومكافيئا للديمقراطية التي ينشدها كل العام المتحضر . نحن نطالب بكرامة الانسان وامنه وحريته في اختيار حياته التي يرتضيها بدون تدخل مباشر لتشويهها من اي جهة مالم تنافي الاخلاق الحميدة والاعراف الاجتماعية والمعتقدات المؤكدة لذلك امعنا النظر في ضرورة قيام الدولة العلمانية التي تحفظ الحياة العامة والمكونات المدنية وتحافظ وتحمي العقائد الدينية والمعتقدات والثقافات وتحفظ لكل منها حيزها في إطار التنوع والتلاقح الفكري والابداع وتحفظ الاديان السماوية وتحفاظ على حقوق الإنسان في اختياره لمعتقده بإعتبار أن الاديان ملك لله وارسل بها رسل وأنبياء بكلام الله كتب توراة وانجيل وقرآن وتجمع الناس في مكونات عقائدية لكل منهم فكره وقناعته ونشهد في العالم المتحضر تتركز الصراعات حول الفكر والإبداع والبحث العلمي والصناعات وانتاج المال والثروة بينما دولنا ونخص منها الدول والشعوب العربية والمستعربة الشرق الأوسط وإفريقيا ومنها السودان ومصر والصومال تنصب الصراعات حول الدين وأدواته بدون تروي وحكمة بل بأسلوب همجي مستهجن يستخدم فيها المهوسين والبسطأ كادوات لتدمير ذاتهم وبدون إنتاج فكري أو علمي ينتفع به بل ويعتمد إنسان تلك الدول اعتمادا كاملا على المنتوج الخارجي الغربي والاسيوي والأمريكي وهي دول اطلقوا عليها دول الكفر والفجور وكل من سنحت له فرصة للهرب خارج دولته لحتمي بدولة الكفر ويتنعم بخيراتها حرية وعادلة واستقرار ويصر البعض بان الاسلام هو الحل لذلك نحن نسأل لماذا فشلت الامبراطوريات الاسلامية السابقة ونهارت إذا كانت الشريعة الإسلامية كمنهج حكم يطبق صحيحا هل تغطي كل أركان السلطة في الدولة ؟؟ وما هي معايير المساواة والعدالة بين الناس فيها؟؟ اجيبونا! / محمود جودات
العنوان
الكاتب
Date
نظام الحكم الإسلامي أم دولة العدل والمساواة في السودان؟؟! بقلم محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة