|
Re: غلاء الأسعار ... الإفقار ... الإنهيار بقلم د. (Re: أبوعبد الله)
|
الأخ الفاضل / أبو عبد الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : الكل يقبل النصيحة .. والكل يريد الحياة السعيدة لنفسه وللآخرين ،، والعدالة والإنصاف يفرضها الخالق البارئ على الحاكم قبل الرعية ،، وإذا أنصف الحاكم وتفقد أحوال الرعية .. وأعطى كل ذي حق حقه دون تلك التفرقة بين الرعية كان من واجب الرعية تلك الطاعة والإنصياع ،، ثم الدعاء الصالح للإمام ولكل من يسانده بالإحسان ,, ولكن تلك الأحوال قد فاقت مراحل التحمل .. ولا توجد مثقال ذرة من العدالة والإنصاف التي تعامل الرعية كأسنان المشط كما يطالب به الدين الحنيف ,, بل هنالك فئات تتلقى المعاملات الخاصة التي تقيها من الجوع والبكاء والدموع و المعاناة .. بينما أن السواد الأعظم من الشعب السوداني يواجه أقسى ألوان الشقاء ،، وذلك لعدم العدالة لدى الحاكم الذي يمثل الإمام .. ومن العجيب أن بعض الناس يطلب من الشعب الجائع أن يصبر ويحتسب ثم لا يطلب من إمام المسلمين أن يعدل وينصف بين الرعية .. ذلك البعض الذي لا يريد قول الحق ،، والساكت عن قول الحق هو شيطان أخرس .
أمامنا شهر كريم ينتظره الشعب المسلم بفارق الصبر ،، والكل يتأمل أن يصوم ذلك الشهر الكريم براحة بال تمكنه من أداء العبادات بقدر يرضي الخالق البارئ .. ولكن حتى عند أبواب ذلك الشهر الكريم بدأت علامات الظلم والإجحاف من قبل الإمام ومن نخب الإمام .. فتلك متطلبات الصوم بالنسبة للمواطن العادي أصبحت اليوم من سابع المستحيلات ،، بينما أن النخبة المفضلة قد احتاطت لنفسها وأشترت كل أغرض شهر رمضان رغم ذلك الغلاء المبالغ الذي يفرضه تجار الجشع لعلمهم بأن المواطن مضطر أن يشتري تلك الأغراض حتى ولو أستدان قيمتها ودخل في ديون عويصة ،، وقد يقول قائل صوموا بجرعة ماء ثم أفطروا بتمرة ،، فنقول لذلك القائل فهل تلك التمرة في مقدور هؤلاء الغلابة ؟؟ ولو تعادلت أحوال الحاكم بأحوال الرعية فلا ضير من التحمل والصبر .. ولكن أن يترف الأثرياء بما لذ وطاب من مشتهيات النفس في ذلك الشهر الكريم بينما يتوقف الآخرون عن الصوم لعد م الحصول على ما يمكن من الصوم والإفطار فذلك ظلم ما بعده ظلم .. والله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم ،، وهو الذي حرم الظلم على نفسه ,
لا تجتهدوا في إسكات الجوعى المجبرين على البكاء والدموع ,, ولكن اجتهدوا في نصيحة الحاكم الذي لا يبالي ولا يهتم ،، وتلك هي أساسيات المرشدين الداعيين للخير لكل من ينطق بالشهادتين .
أما الدعاء والصبر والاحتساب والتحمل فهو أمر قد عمل به هذا الشعب المسلم لمدة ثلاثين عاماً ,, وهي سنوات تمثل عمر هذا النظام الذي لا يتقي الله في الرعية ., وسوف يحاسب أمام الله يوم الحساب .
|
|
|
|
|
|