هل هناك إشارة تشير إلى ظلامية مستقبل هذه البلاد ، أكثر من توافق كمية من الشباب على قيادة زمام المبادرة لإعادة ترشيح البشير، والظلامية والحسرة تتمثَّل في كون هؤلاء الشباب حتى و لو كانوا من المنتمين للحزب الحاكم أو من (المُغيَّبين) تاريخياً وواقعياً عن المُستتر من ما يحيط بالوطن من مخاطر وتحديات ، أنهم في نهاية الأمر (شباب) أيي من تلك الفئة العُمرية التي يفترض أن تكون أكثر الفئات تطلعاً للتغيير والتجديد ، خصوصاً وأن طبيعة الأشياء تفترض أنهم يُعانون من غُربة أفكارهم وثقافتهم المختلفة ورؤاهم المتجدِّدة في الواقع الذي يُسيطر عليه كهول اليوم من الأجيال التي يبدو إخفاقها واضحاً في قيادة البلاد إلى تنمية مُستدامة قادرة على تقليص المسافة بين آمال الشباب في غدٍ مشرق وبين ما تقدمه السلطة الحاكمة اليوم من إخفاقات و إنهزامات لا تخطئها عين في كافة المجالات ، فإن كان شبابنا حتى أولئك الموجودين في دهايز التنظيم السياسي للحزب الحاكم لا يلتفتون و لا يتطلعون إلى قداسة قاعدة تجديد الدماء في عروق الهياكل السياسية للوطن وخصوصاً في المواقع القيادية فعلى الأرض السلام ، إلى متى لا تتزحزح الأحزاب السودانية قديمها وحديثها عن مأزق تقديس الأشخاص وجعلهم إطاراً مٌقيِّداً لمبدأ التغيير والتجديد والبحث عن بدائل أخرى ربما كانت مُجدية في صناعة مستقبل مشرق لهذه البلاد ، كنت أتوقَّع أن يكون الشباب داخل الأحزاب السياسية وفي الشارع السياسي المستقل هم أول من يرفضون إعادة ترشيح البشير وأوَّل من ينادون بحقهم في المساهمة الفعلية في توجيه مسيرة البلاد ، إلى متى تظل المناصب السياسية العُليا عندنا في السودان حِكراً للكهول والمُسنين من الذين قضوا وطرَّهم في ساحة الفكر والعمل والتخطيط ، وأصبحوا بحكم قانون الطبيعة وسُنة الله في كونه في مراحل لا يملكون فيها من الطاقات الفكرية والجسدية ما يؤهلهم لخوض غمار معركة بقاء هذه البلاد على الخريطة ، بعد أن تكالب عليها الأصدقاء والأعداء وإختلط عليها الحابل بالنابل فصرنا لا نعرف لنا عدواً من صديق ، كنت أعتقد أنه قد الأوان أن نُحاكي الدول المتقدمة التي يقودها رؤساء دولة ورؤساء وزراء وقيادات وهم دون الثلاثين أو حتى الأربعين ، وذاك لعمري هو العُمر الذي يتدفق فيه الإنسان قُدرةً على العطاء والتخطيط والإنجاز وتحمُّل ضغوطات العمل والقيادة ، فالواجب أن ينتزع الشباب في بلادنا أياً كانت مواقعهم وتوجهاتهم حقهم في التواجد في المناصب العليا لقيادة البلاد لأنهم الأدرى بتطلعاتهم وآمالهم من كهول اليوم الذين أخذوا فرصتهم كاملة وزيادة ثم أثبتوا بياناً بالعمل أنهم يدورون خارج دائرة الإتجاهات الصحيحة لنجاة هذا الوطن وإنسانه من غول الفساد والفقر والتخلف والإذلال الإقليمي والدولي ، على البشير أن يضرب مثلاً سامياً ويسُن سُنةً حميدة في تاريخ هذا الوطن بإمتناعة عن ترشيح نفسة لدورة رئاسية جديدة ولو كان ذلك لصالح شباب المؤتمر الوطني ، وعلى (عِلات) ذلك يمكن على الأقل أن نقول أن هناك أمل في بزوغ فجرٍ جديد.
العنوان
الكاتب
Date
الشباب يتشبث بعجز الكهول .. !! بقلم سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة