هل نستطيع أن نصل لحدود الكون؟ هل للكون حدود أساسا؟ هل يمكننا ان نعرف كيف نشأ الكون؟ هل يمكننا أن نعرف من أين وجدت الخلية الأولى؟؟ الخ
اسئلة كثيرة جدا لم يستطع الانسان حتى الآن الاجابة عليها تتعلق بالوجود بموجوداته كلها...البداية والنهاية ، الروح والفناء والعدم والخلود ، المادة والطاقة ... اسئلة كثيرة داخل كوننا هذا وليست خارجه ، تتحدى الانسان بشكل مستمر ، وهناك اجابات تعتمد على خارج الكون هي نفسها تحتاج لدليل على حقيقتها ، كالخلق من الطين ، والضلع ، والإله الأزلي المتعالي ، والشياطين والبعث والجنة والأقانيم التي يتشكل منها الإله الروح والكلمة واللوجوس ، اي أننا نفصل كما قال كانط بين الفينومينون والنومينون ، وهنا نعتبر أن كل نومينون مستحيل معرفي وكل فينومينون ممكن معرفي ، وبالتالي فإن الممكن المعرفي هو كل تساؤل ملح يدخل في دائرة الامكان العقلي للإنسان حتى ولو كان ذلك على وجه المستقبل ، يمكننا أن نتساءل هل هناك حدود للكون ؛ هذا التساؤل يدخل في دائرة الممكن المعرفي حتى ولو لم تكن له اجابة الآن.. أما هل الله موجود فهو تساؤل من المستحيل المعرفي. ربما بعد مليارات السنين حيث يتطور العلم الانساني ومن ثم القدرات الانسانية ان نتمكن من الوصول الى حدود الكون ؛ هذا ليس مستحيلا مادمنا نحن داخل هذا الكون ، وما دمنا نمتلك الزمن الكافي للتطور بحيث نتملك أيضا آليات اقوى واسرع لسبر أغوار الكون ، هنا لا يمكننا أن نتحدث عن مستحيل ؛ تماما كما كان الأمر قبل ثلاثين سنة فقط حينما كانت فكرة الوصول الى المريخ من باب الخيال العلمي. فكل ما يدخل في دائرة كوننا هو من الممكن المعرفي وكل ما يخرج عن هذه الدائرة فهو من باب المستحيل المعرفي. هل يمكننا أن نصل الى معرفة الروح أو ذلك الذي يجعل أجساد الحيوانات وادمغتها حية؟ نعم نستطيع ذلك ربما ليس الآن لكن هذا لا يخرج أبدا عن دائرة الممكن المعرفي . إن الممكن المعرفي يعطينا قدرة على تمييز شيء مهم جدا وهو الفرق بين شيء غير معلوم يمكن أن يكون معلوما في المستقبل ، وشيء غير معلوم ولا يمكن أن يكون معلوما في المستقبل.. فاكتشاف انواع جديدة من البكتريا كانت غير معلومة يعد حدثا طبيعيا جدا لأنه يدخل في دائرة الممكن المعرفي واكتشاف كائنات فضائية أيضا، ولكن اكتشاف الجحيم ونحن أحياء أمر غير طبيعي ويدخل في دائر المستحيل المعرفي . وهكذا لا يمكن أن يأتي شخص ويساوى بينهما عبر سؤال واحد ، فسؤاله هنا يكون غير صحيح . عندما يسأل شخص كيف وجد الماء ، فهذا يدخل في دائرة الممكن المعرفي بحيث يمكننا أن نعرف طريقة اول اندماج لذرتي هايدروجين بذرة أوكسجين.. ، ولكن عندما نتساءل كيف وجد الاوكسجين وكيف وجد الهيدروجين فهذا يحيلنا مرة اخرى للسؤال حول الوجود من العدم ؛ والوجود من العدم أمر يدخل في دائرة المستحيل المعرفي ؛ أما أزلية الوجود فهي اجابة تدخل في دائرة الممكن المعرفي ؛ وعلى هذا الاساس لا يمكن المساواة بين النظرية الدينية التي هي خارج دائرة الممكن المعرفي بالنظرية الانسانية داخل هذه الدائرة... عندما نقول بأن الكون أزلي بمعنى أن لا بداية له تكون اجابتنا منطقية جدا ، وحين نقول بأنه نشأ من العدم تكون لا منطقية . الأطروحة الدينية اذا جاز لنا ان نعتبرها نظرية وان كانت غير قابلة للدحض مما ينفي صفة العلمية عنها ، هذه الاطروحة خارج دائرة الممكن المعرفي ، وهي من ثم ضعيفة ولا مكان لها كإجابة ابدا. فكرة الهبوط من الجنة والشجرة ، وسائر قصص التوراة وقصص الجينيين والهندوس وخلافه ، تظل خارج الممكن المعرفي ، وبالتالي لا يمكن منحها تقييم داخل معرفتنا البشرية . في حين ان نظرية كالتطور مثلا تدخل في دائرة الممكن المعرفي حتى ولو ثبت خطؤها مستقبلا ، ومن ثم يمكنها ان تخضع لتقييم داخل معرفتنا البشرية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة