* عندما التقينا الأستاذ حسن اسماعيل الوزير بالمجلس الاعلى للبيئة والتنمية الحضرية بولاية الخرطوم وجدناه محتارا من ثقل التركة وحجم المسؤولية وقلة المال، والترهل الاداري، والدولة العميقة، والمصالح المتضاربة، هذا وغيره قد اجتمع على خلق بيئة فاسدة صحيا وفنيا، وتقنيا، ننظر لارتال النفايات في كل احياء ولاية الخرطوم فتعلن المأساة عن نفسها مما جعل الاستاذ حسن يجلس على طاولته ويضع راسه على يمناه ويرنو للبعيد ليفتش عن مخرج! والمخارج تحتاج الى بروستوريكا سودانية تجتث جذور الهوان والفشل لترتفع بلادنا وتلحق برصيفاتها في محيطنا الدولي والاقليمي، كان حسن اسماعيل مثقلاً ومتوثباً فهو قد قبل التحدي ودخل المعركة، وهو يعلم ان دروب الاصلاح بهذه المنظومة بالغة التعقيد لكنها ليست مستحيلة فمضى مسيرته برغم الاعاصير ورفع الراية بحثا عن مسارب الضي.
* والصورة الاخرى وجدناها في الدويم احدى حواضر ولاية النيل الابيض، ونحن خارجون من جامعة بخت الرضا استوقفنا منظر معتمد الدويم الاستاذ الجيلي علي العبيد وهو يقف مع عمال الطرق والجسور وهم يمارسون عملهم في رصف الطرق داخل مدينة الدويم وقفنا معه، كان مصرا على ان يشرح طريقته في ادارة المحلية والتي لخصها ببساطة في الخدمات اولا وثانيا واخيرا، وقال انه جعل ثمانين في المائة من وقته في شوارع الدويم، وعشرين في المائة بمكتبه في المحلية، كان المواطنون يحيونه بالاسم ويعرفهم بالاسم، يتبادل معهم وجهات النظر وكانهم يديرون المحلية جماعة، ومما ذكره انه بدأ العمل مباشرة فاكتشف الفاقد الايرادي فمثلا مدخل الكبري كان يحصل ألفي جنيه ونصف وعندما باشر العمل بنفسه حصل على ثلاثمائة الف جنيه ايراداً، وبدأ حركة الاصلاح، كانت النظرة العابرة تؤكد انه ياخذ الامر بجدية ويعمل على تأسيس مدرسة تحارب الفساد، وتعيد للمال العام قدسيته المفقودة، ثم اخبرنا بعض المسؤولين بان الجيلي لا يسكن في بيت الحكومة ولا يستخدم عربة الحكومة ولا يتقاضى مرتبا من الحكومة، فهما بالتاكيد نموذج مختلف فهل يمكن أن يكون هذا النموذج هو الغالب في الشأن العام، ام انه الشذوذ الذي يثبت القاعدة؟!.
* ما بين صديقي حسن اسماعيل، الوزير بالمجلس الاعلى للبيئة والتنمية الحضرية، والاستاذ الجيلي علي العبيد تظهر قامات الرجال داخل هذه المنظومة رغم اختلافنا معها الا اننا لا نملك الا ان نقدم لهم كل الاحترام وهم يعملون بجد وصدق واخلاص في ظل حكومة لم تعرف هذه المفردات... وسلام يااا وطن
* سلام يا
* (قال معتمد ام بدة الاستاذ عبد اللطيف فضيلي إنه على المواطن سداد ما بين (120-150) الف جنيه سداداً للنفايات شهريا) ترى كم من الجنيهات نحتاجها لنتخلص من النفايات السياسية في هذا البلد الكظيم.؟ وسلام يا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة