|
Re: مسألة علاقة الدين بالدولة ومفهوم الدولة ا (Re: صديق ابوفواز)
|
ورقة مهمة جدا
وعرض ممتاز، من حيث التوثيق والصياغة
يمكن للإنسان ان يقول بان مثل هذا المجهود يَصْب فى خانة توعية الشعب والمعارضة بحجم المصيبة الواقعة عليهم، ولذلك يعتبر هذا المجهود علما عظيما فى الاتجاه المطلوب تماما
فالتغيير لا يتم الا بعد ادراك ان التغيير واجب ملح، وان الحاجة اليه، هى حاجة حياة، او موت، وفى تقديرى ان الأغلبية فى السودان، نتيجة لتعرضهم لحكم الاخوان المتأسلمون لمدة تزيد على ربع القرن، قد فقدوا الكثير من الوعى ، والإحساس ، والمقدرة على الحركة، وأنهم حاليا لا يشعرون بمدى المصيبة التى يعيشون تحتها، مما يجعل من امر توعيتهم بمصيبتهم، وحقوقهم المهضومة، وكرامتهم المهدرة، امر ضرورى من اجل تحريكهم فى اتجاه التغيير ولتلمس طرائقه
فى تقديرى اننا حاليا نعيش فى فترة تشبه فترة إطلاق سراح الحيوان المروض، الذى لن يبعد كثيرا عن قيده، فلقد تمكنت دكتاتورية دينية، من ترويض قوى الشعب التقليدية، وصارت هذه القوى كأنها امتداد طبيعى للدكتاتورية الدينية، وصار اكبر طموح للمعارضة هو ان تتزيا بزي الحكومة وتتبنى خطابها السياسي، وفى بعض الأحيان تحاول ان تبذ الحكومة فى هذا الميدان، ولا يمكن ان يقود مثل هذا الوضع الى تغيير مهما كان نوعه فإذا أردنا ان ننفذ الى لُب المشكلة فانه يتوجب علينا اكتشاف سياسة الترويض وأدواته ثم توعية الشعب بان تلك السياسات وتلك الأدوات لن تنفعه فى شى وانه يجب الا يستجيب لها
من اهم الأدوات التى ما زال الشعب يتحرك بها كالدمية، إنما هم الوعاظ واءمة المساجد، ويمكن للإنسان ان يتخيل أثرهم فى الشعب، ويقارنه بأثر المقالات والندوات القليلة فى الخرطوم . فمن المعلوم انه ما من واعظ او امام فى السودان الا وهو اداة من أدوات الدكتاتورية الدينية التى مارست العنف العنيف المنفلت فى بداية امرها، ثم بعد ان اطمأنت لاستسلام الشعب تركت امر سوقه بسهولة الى غلمان يعتلون منابر المساجد او الى معارضين سابقين يسعون للسلطة بأى ثمن بينما التفت رموز الدكتاتورية الدينية لتحصيل شهواتهم الدنيئة التى كانت هى محركهم الأساسى
فى اعتقادى ان إرادة التغيير لن تكتمل وتظهر الا بتوعية الشعب بخطورة اذيال الدكتاتورية الدينية سواء كانوا من المعارضة التقليدية والطائفية او كانوا وهابية او كانوا بقايا الطرق الصوفية
|
|
|
|
|
|