مما لا شك فيه أنه كلما جاء ذكر السيد الدكتور مهاتير محمد تقفز للأذهان دولة ماليزيا وما حدث لها بقيادة هذا الرجل وكيف أنها تحولت من دولة عادية تعاني الفقر والتخلف الى قوة إقتصادية مذهلة اصبحت مضرب مثل لبقية الدول وكل هذا حدث في فترة لم تتجاوز العشرين عام. حقيقة كلما أسمع إسم الدكتور مهاتير أشعر بشئ من الغيرة والحزن وأسأل نفسي لماذا نحن حالنا هكذا فقر وتخلف وصراعات لا نهاية لها وأزمات وإحباطات طالت حتى أطفالنا الصغار، ماذا ينقصنا؟ فقد حبانا الله سبحانه وتعالى بكل شي فكم من الدول من تمتلك نهراً كنهر النيل بفروعه وروافده المتعددة وكم من الدول من تمتلك أرضاً خصبة وممتدة على طول البلاد شرقها وغربها شمالها وجنوبها وكم من الدول من تمتلك ثروة حيوانية تتجاوز المائة مليون راس من مختلف أنواع المواشي وكم من الدول من لها هذا الكم الهائل من الثروات المعدنية والنفطية في باطن الأرض وظاهرها وكم وكم وكم .... وفوق كل هذا وذاك من يمتلك إنسان بمواصفات الإنسان السوداني كرم وشهامة ونكران ذات وسماحة وشجاعة ووو. إذن ما الذي ينقصنا ؟؟ هل هي أزمة عقول وفكر أم أزمة إدارة ؟؟ هل هي أزمة أحزاب سياسية عاجزة عن إستلهام الأفكار والرؤى من أجل الخروج ببرامج وخطط للإستفادة من كل هذه الإمكانات وتوظيفها بالشكل الصحيح للنهوض بهذا البلد السيئ الحظ ؟؟ أعتقد أننا بحاجة ماسة للخروج خارج الصندوق والوقوف للنظر بعين فاحصة لإكتشاف أين الخلل وما الذي أقعدنا منذ الإستقلال وحتى الآن فنحن لسنا فقراء كما هو واقعنا ولسنا متخلفون كما يبدو حالنا، فأنا على يقين بأننا أمة متفردة قادرة على صنع المستحيل وتغيير هذا الواقع الغريب، فقط نحتاج أن نكتشف أين يكمن الداء ومن ثم إيجاد الحلول وإحداث التغيير. فهل نحن فاعلون ؟؟؟؟
عثمان الخير الجدي الرياض – المملكة العربية السعودية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة