· الصدفة وحدها جعلتني أستمع للحظات فقط من حوار المشير البشير، رئيس الجمهورية مع حسين خوجلي.
· ففي العادة لا أتحمس لمتابعة مثل هذه البرامج التي ترفع الضغط في قنواتنا.
· لكنني يومها كنت بصدد معرفة السبب الذي دفع قناة النيلين للتملص من نقل مباراة المريخ وأهلي شندي، حيث كانوا يبثون مباراة سابقة في نفس وقت المباراة المذكورة، وكنت بانتظار ما سيقولونه بعد أن بدأت مباراة المريخ أهلي شندي.
· وفجأة ظهر على الشاشة رئيس الجمهورية في ضيافة حسين خوجلي.
· نعم في ضيافة حسين خوجلي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً قبل أسابيع أو أشهر قليلة ببرنامجه على قناته الخاصة وقد ظللت أحمد الله ليل نهار على أنني لم أضيع ولا دقيقة واحدة في متابعة تلك الحلقات.
· بالأمس لم أحتمل متابعة المشهد وأغلقت التلفاز ورحت لحال سبيلي بعد أن تأكدت من عدم بث القناة للمباراة.
· لكنني قرأت اليوم في موقع الراكوبة مقتطفات ذلك الحوار الذي لم يكن شكله جاذباً أصلاً نظراً لعملية الدبلجة ( البايخة) التي تمت.
· فقد كان الرئيس وحسين خوجلي يفتحان (خشميهما) دون أن نسمع منهما شيئاً، لأن الصوت الذي كان يأتي تمثل في صوت مترجم الحوار إلى اللغة الإنجليزية.
· ولا أدري من الذي نصح بهذه الطريقة المملة والعقيمة في بث حوار لرئيس البلاد.
· المهم قرأت مقتطفات من الحوار اليوم ووجدت فيها الكثير جداً من التناقض.
· قال الرئيس أنهم اعتذروا لعدد من رؤساء الدول لأن لديهم مشكلة في استضافتهم بعد بيعهم للفلل الرئاسية !!
· كلام يبدو لي غريباً وغير مترابط، فهل طلب رؤساء الدول من تلقاء أنفسهم الحضور للخرطوم والمشاركة في الاحتفالية حتى يعتذروا لهم! أم ماذا؟!
· الطبيعي والمفهوم هو أن يقول الرئيس أنهم لم يقدموا دعوات للرؤساء لأي أسباب يرونها.
· كما أن الرئيس لم يقل لنا لماذا باعوا الفلل الرئاسية؟!
· لو أن الرئيس قال أنهم لم يدعوا رؤساء الدول لأنهم لا يرغبون في اهدار المزيد من المال فيما لا طائل من ورائه لكانت ( مبلوعة) أكثر ولقلنا أن لديه مستشاراً إعلامياً يعرف كيف يُخرجه من المطبات.
· ولو أن الشعب السوداني ليس غبياً إلى هذه الدرجة ليصدق مثل هذه الأعذار والحجج الواهية.
· في هذه الجزئية وقع الرئيس في تناقض كبير، إذ كيف يعجزون عن توفير أماكن استضافة عدد من الرؤساء وفي ذات الحوار يقول أن طفرة قد حدثت في السودان خلال الفترة الماضية وأن أموال البترول والاستثمار رفعت الاقتصاد !!
· وأكثر ما هو مضحك ومبكِ في هذا الجزء هو عبارة " أن أعداداً كبيرة خرجت من دائرة الفقر"!
· قال المشير أن الدولة توسعت في الخدمات في عهدهم وأنهم عندما كانوا طلاباً كان هنالك وزير للتربية والتعليم والبلاد بها (10) مدارس فقط!! ونحن نقول أن العشر مدارس كانت تقدم ما لا يمكن أن تقدمه مليون مدرسة في عهدهم الذي انتشر فيه الجهل وتراجع فيه التعليم بصورة مرعبة.
· كما لم تقل لنا يا سيادة الرئيس كيف كان حال جامعة الخرطوم عندما كنتم طلاباً وإلى أين صارت؟!
· ألم تكن تأوي طلابها في داخليات مرفهة وتقدم لهم وجبات طعام مجانية عبر سفرة الطعام، فأين هي اليوم من كل ذلك بعد ( عسكرتها)!!
· ذكر الرئيس في الحوار أيضاً أن الحكم المحلي الآن يقدم الخدمة للمواطن وأضاف " نحن دولة فقيرة"!!
· وهذا تناقض آخر يقع فيه رئيس البلاد دون أن يطرف له جفن أو يقول له حسين خوجلي المحاور المتمكن( عندما يكون الحوار ثقافياً أو فنياً) أنه لا يجوز سيدي الرئيس أن نفترض في المتابعين كل هذا الغباء وعدم ربط الجمل والعبارات ببعضها في حوار واحد وليس بين حوار بُث قبل سنوات وآخر يبث اليوم.
· إذ كيف يقول الرئيس في نفس الحوار أن " أموال البترول والاستثمار رفعت الاقتصاد"، ثم يأتي ليقول أننا دولة فقيرة؟!
· هل سمعتم طوال حياتكم بدولة بترولية فقيرة؟!
· وقبل أن نهضم التناقض أعلاه عاد الرئيس ليقول أن الانقاذ عندما استلمت البلاد كنا من ضمن أفقر خمسة دول في العالم!!
· والله احترنا معك سيدي الرئيس! ونريد آخر الكلام هل ما زلنا دولة فقيرة أم أصبحنا أغنياء!!
· ثم يأتي ذات الرئيس الذي تحدث عن الطفرة الهائلة التي حدثت خلال عهد الإنقاذ ليحدثنا عن تعميم التأمين الصحي ومجانية الطواريء وغسيل الكلى والسرطان وعلاج الأطفال دون الخامسة مجاناً!
· وهنا نسأل لماذا يقتصر العلاج المجاني على فئات محددة - هذا إن افترضنا أن هناك علاجاً مجانياً أصلاً- طالما أنكم أحدثتم طفرة كبيرة ورفعتم الاقتصاد بفضل أموال البترول والاستثمار؟!
· ألم يكن العلاج مجانياً تماماً يوم أن استوليتم على السلطة في 89 (وقت أن كان السودان فقيراً ومعدماً) حسب قولكم؟!!
· مرة ثانية عاد الرئيس في حواره للقول " البلد الآن تطور اقتصادها والدليل على ذلك وجود المباني الفخمة العالية والعربات الفارهة بالمدن."
· هنا لا أدري لماذا تذكرت مقالات أحد الكتاب الرياضيين.
· وعموماً أعيد السؤال لسعادة المشير البشير: ماذا أردت أن تقول بالضبط؟!
· أما مربط الفرس في عبارة الرئيس الأخيرة فهو " الدليل وجود المباني الفخمة العالية والعربات الفارهة بالمدن".
· إن كان رئيس البلاد يفكر بهذه الطريقة فعلى السودان السلام حقيقة لا قولاً.
· صحيح أنكم أتيتم بشرائح طفيلية أثرت على حساب البلد وغالبية مواطنيه الفقراء..
· وتمكنتم من تغيير نمط الحياة إلى الاستهلاك وصار بعض البلهاء واللصوص يتنافسون في البنيان وامتلاك العربات الفارهة..
· وفرضت مدارس، بل ورياض الأطفال في عهدكم رسوماً على الآباء لتنظيم احتفالات للأطفال في هذه الأعمار الصغيرة لتنظيم احتفالات بما يسمونه " تخريج الدفعات" .. وكل ذلك يدل على تراجع وتدهور مريع في طريقة تفكير الإنسان السوداني وليس رفاهيته كما تظنون.
· عندما سمعتك يا رئيس البلاد تقول ما نقلته أعلاه زال العجب من تصريحات بعض وزرائك السابقين مثل سيء الصيت ذاك الذي تولي وزارة المالية أو من أسندتم له وزارة الخارجية في أوقات سابقة لينتهي به الأمر في جنيف.
· تذكرت ذلك الحديث المستفز عن أكل البيتزا والهوت دوج والشحدة!
· المختصر المفيد يا سيادة الرئيس أن المباني الشاهقة والعربات الفاخرة ليس دليلاً على رفاهية الشعوب، بل هي تأكيد جازم وبرهان واضح على وجود طبقتين تفصل بينهما المسافة ما بين السماء والأرض.
· ولا يعقل أن يتحدث رئيس بلد عن وجود علاج مجاني لفئات تُحسب في أصابع اليد ( وهو أصلاً غير متوفر)، ثم يؤكد نفس الرئيس أن البلد إمتلأ بالمباني العالية والعربات الفاخرة لأن اقتصاده قد تطور!!
· فالبلدان المتطورة اقتصادياً تُعالج مواطنيها من جميع الأمراض، لا بل حين يصعب العلاج داخلياً ترسلهم إلى البلدان الأكثر تقدماً على نفقتها.
· ودعك من البلدان الغنية لتلك الدرجة ودعني أذكرك بحالة بلد قريب منا في قارتنا الأفريقية طالما أن إعلامنا الرياضي يقول عنك كل يوم أنك محب للرياضة وداعم كبير لها.
· هل تعلم سيادة الرئيس أن سونج قائد منتخب الكاميرون ( الذي توفى قبل أيام) كان قد عاني من سكتة دماغية قبل وفاته بثلاثة أو أربعة أيام، وخلال أربع وعشرين ساعة قرر رئيس البلاد نقله على جناح السرعة إلى فرنسا لتلقي العلاج.
· نعم تم نقل قائد المنتخب الوطني السابق للأسود إلى فرنسا للعلاج على نفقة الدولة رغم أنه لم يكن فقيراً، فقد احترف الكرة في بلدان أوروبية عديدة لسنوات طويلة.
· فهل حدث أن وجهت أنت في عهدكم الذي ( تطور فيه الاقتصاد) بنقل أي لاعب كرة سابق ممن أنهكهم الفقر في بلدي للعلاج في أي بلد ولو كانت مصر القريبة منا؟!
· جاءت في حوار الرئيس سيرة المغتربين الذين أكد سيادته أنهم يسعون لربطهم بالبلد وقضاياه وأن يكون لهم دور في اقتصاد البلد الذي صرف عليهم حتى وصلوا لما هم عليه الآن.
· أولاً نؤكد للرئيس أن المغتربين ظلوا على ارتباط دائم بالبلد ربما بصورة أكثر قوة من الكثير ممن يعيشون بداخله، وأن دعمهم لاقتصاد البلد لم يتوقف في يوم لأن غالبية البيوت السودانية كان من الممكن أن تفقد الكثير من أفرادها جوعاً لولا الدعم الذي يصلهم من ابن أو ابنة مغتربة.
· لكننا نسألك: ألم يصرف السودان على مسئولي الانقاذ ويدرسهم مجاناً في جامعة الخرطوم قبل أن يبعثهم لمواصلة دراساتهم العليا بالخارج! فلماذا يتحدثون الآن بكل هذه العنجهية ويحاولون إيهام الناس بأن أهل السودان لم يعرفوا الكهرباء ولا الماء النظيف إلا في عهد الانقاذ! ( حليل الماء النظيف).
· تحدثت في حوارك بشكل طيب عن الراحل الأستاذ نقد والاستاذة فاطمة مؤكداً أن تعاملك معهما كان جيداً للغاية وهذا شيء نعرف أنه وارد جداً، لكن طالما أن الأمر كذلك لماذا تناصب الدولة الآخرين العداء لمجرد الاختلاف في الروى؟!
· ذكرت في الحوار أيضاً أن لديك مزرعة لأنك ابن مزارعين وتحتاج لدخل اضافي لأن مرتب الحكومة لا يكفي!!
· مرة أخرى استغرب كيف يمر مثل هذا الكلام على محاورك الصحافي الكبير وتفترضان كل هذا الغباء فينا كشعب سوداني!
· هل تريد أن تقنعنا بأنك أسست المزرعة لكي تزرع فيها الطماطم والعجور والجوافة وغيرها لبيعها في سوق الله أكبر ومن ثم الاستفادة من عائدها!!
· نكون (فاقدين الريالة) إن صدقنا مثل هذه الرواية يا سيادة الرئيس!
· قلت أن السيد الصادق المهدي أحد أهم اللاعبين السياسيين، وأن السيد محمد عثمان الميرغني حريص على أمن واستقرار البلد، وهنا نسأل طالما أن هذا رأيك فيهما فلماذا قبلت بتولي رئاسة الحكومة التي انقلبت على حكمهما الديمقراطي؟!
· مرة أخرى نحتاج لريالة بكميات حتى نصدق مثل هذا الكلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة