|
Re: الشفافية ركن في محاربة الفساد وشرط في الحكم الزاهد (Re: محمد عبدالرحمن)
|
حسب تقديرات تقرير عام 2003 حدد التقرير فنلندا بأنها الدولة الأكثر خلوا من الفساد (بتقدير 9,7 من عشرة: أي 3% من الفساد المطلق) وحدد بنغلاديش بأنها الدولة الأكثر فسادا (بتقدير 1,3: أي 87% من الفساد المطلق).. السودان من الدول الموبوءة بالفساد (ونسبته مقدرة بـ 2,3: أي 77% من الفساد المطلق).. هذه المنظمة غير حكومية وقد صار لها ولتقاريرها قيمة واسعة في كشف حجم الفساد ونسبته بين الدول. وفي صعيد آخر هنالك مشروع تحت النظر لإجازة الأمم المتحدة لقانون دولي ضد الفساد.. هذا المشروع قد بدأ توقيع الدول عليه منذ ديسمبر 2003م وسوف يستمر إلى ديسمبر 2005م، وإذا حصل في هذه الفترة على عدد كاف من التوقيعات فسوف يجاز كقانون دولي. هذا القانون سوف يعزز الجبهة الدولية ضد الفساد. سادساً: أهم أسباب للفساد: سوف نرى عندما نبحث البرنامج الإستراتيجي لمحاربة الفساد أن أسبابه متشعبة ولكن في هذا الفصل أكتفي بذكر أربعة أسباب هامة للفساد: سياسية- اقتصادية- إدارية- ثقافية. الأسباب السياسية: السلطة المطلقة تغري صاحبها بخدمة مصالحه الذاتية بصرف النظر عن حقه الأخلاقي أو القانوني. كما تمكنه من محاباة أقاربه ومؤيديه وحرمان معارضيه. السلطة الانفرادية آلية لخدمة المصلحة الذاتية والمحاباة والمحسوبية.. وفي التسعينيات في السودان راجت النكتة التي تهزأ بقول الحكام بأنهم يريدون رفع المعاناة من الجماهير بأن المقصود هو رفع "المعانا" من الجماهير!! وشهد السودان حالات من المحسوبية المقننة بإعطاء إعفاءات للمحظيين من الجمارك والضرائب وفوزهم بالعطاءات دون استحقاق. الأسباب الاقتصادية: في الفترة الأخيرة حدث الآتي: • رفعت الدولة يدها عن برنامج الرعاية الاجتماعية وقد كانت الصحة والتعليم والمواد الاستهلاكية الأساسية مدعومة فكان وقع ذلك على الشرائح الفقيرة هائلا. • ارتفعت الأسعار بنسب جنونية منذ عام 1989م وكان ارتفاع المرتبات إلى جانبها ضعيفا جدا لا يتعدى 5% من ارتفاع الأسعار.. هذه المفارقة أفقرت أصحاب الأجور والمرتبات تماما. • قدر التقرير الإستراتيجي للسودان لعام 1999- 2000م نسبة من هم دون خط الفقر ب96%.. هذا الفقر كان سببا في انتشار كافة أنواع الفساد فكثرت الاختلاسات وتكاثرت خيانة الأمانة واتسع الاتجار بالأعراض وارتفعت حالات الرشوة بصورة غير معهودة في السودان. جاء في الأثر أن المرء إذا جاع أكل دينه وكان النبي (ص) يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر ومن الفقر، وروي عن علي (رض) قوله:" عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه!" وقيل: "الجوع أخو الكفر".... إذا افتقد الناس الضروريات فإنهم حتماً سوف يرتكبون المحظورات.. إن صاحب الحاجة أرعن، وفي مثلنا السوداني "الصرمان –أي المحتاج- تلفان"، ولا يجدي معه الوعظ المجرد لأنه كمن: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|